بتكلفة إجمالية تجاوزت المليوني ريال عماني وزير الصحة : يعد المركز من النوعيات الطبية الحديثة في العلاج مقارنة بالطرق السابقةتغطية : سليمان بن سعيد الهنائي :احتفلت وزارة الصحة أمس بافتتاح مشروع المركز الوطني لطب الأعماق بالمستشفى السلطاني بولاية بوشر بمحافظة مسقط بتكلفة إجمالية بلغت حوالي مليونين وثلاثمائة ألف ريال .رعى حفل الافتتاح بموقع المشروع بمحيط المستشفى السلطاني معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع من المدعوين .تضمن برنامج الافتتاح كلمة لوزارة الصحة ألقتها الدكتورة عائشة بنت حبيب البلوشية الطبيبة المسؤولة عن المركز الوطني لطب الأعماق قالت فيها : لقد انتهجت وزارة الصحة نهج التخطيط السليم والبنّاء ممثلًا في خطط التنمية الصحية منذ عام 1976م ، والتي أدت إلى دعم النظام الصحي ورفع المستوى الصحي العام للمواطنين والمقيمين ، وقد اعتمدت الوزارة منهجية "التخطيط الاستراتيجي" مما ساعد على توفير الرؤية الواضحة والتوجه السليم لتحديد الاحتياجات ذات الأولوية.واضافت : تعدُّ السلطنة من الدول المتقدمة في مجال تحسين حياة سكانها صحيًّا إذ وفرت وزارة الصحة خدمات صحية متنوعة ومتجددة لمختلف المجالات وقد شهدت الوزارة نقلة واسعة من خلال المشاريع الكبيرة التي تنفذها كالمشروع الوطني للسكري والغدد الصماء والمشروع الوطني لأمراض القلب والمشروع الوطني لطب الأعماق وغيرها.واضافت : إننا نستضيء بتوجيهات جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إذ يقول : " عندما نصل بالتعليم إلى الدرجات العليا فنحن مطالبون بأن نضيف إلى تلك المعارف معارفَ جديدة ، أن نبحث ، نستنبط ، أن نفكر، أن نتدبر، وعلينا أيضًا أن نصحح معارفَ من سبقنا لأنّه في كثير منها نظريات والنظريات تكون متجددة ، فلا نقول : إن ما وصلنا إليه في الماضي هي المعرفة.. لا.. المعرفة ليست مطلقة ، المعرفة متجددة..." وما المركز الوطني لطب الأعماق إلا استجابة للتوجيهات السامية ولَبِنَةٌ مُهِمَّةٌ في سبيل البناء والتنمية، وتطورٌ طبيعي لمنجزات وزارة الصحة .بعدها عرجت البلوشية الى التعريف بطبَ الأعماق موضحة أنه يعدُّ أحد فروع الطب الحديثة والذي يقدم غاز الأكسجين النقي كدواء أساسي في بيئة يزيد الضغط الجوي فيها عن مستوى سطح البحر، فهو يساعد على زيادة قدرة أنسجة الجسم على البناء والتجدد وخاصة الأنسجة التي تتعرض للهدم بسبب المرض المزمن أو الإشعاع أو الحروق.وسيشكل هذا العلاج علامة فارقة في حياة كثير من مرضى السكري والمرضى الذين يعانون من مضاعفات علاج الأورام السرطانية كما يسهم في علاج بعض حالات الغوص وانسداد الأوعية الدموية بالفقاعات وعلاج التسمم بغاز أول أكسيد الكربون وغيرها.وأضافت : لم تأل الوزارة جُهدًا في تدريب وتأهيل الكوادر العمانية؛ ليكونوا دعامة للنظام الصحي وهي العمود الفقري في تقديم الخدمات الصحية، فقد خضع كافة أفراد الطاقم الطبي بالمركز الوطني لطب الأعماق لبرنامج تدريبي مكثف في المجمع الطبي بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية ،بالإضافة إلى المراكزَ المتخصصة ٍفي ألمانيا والنمسا.كما اشتمل الافتتاح على فقرات أخرى من بينها عرض مرئي عن المراكز ومكوناته وخدماته العلاجية.وفي الختام قام معالي راعي المناسبة بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع معلنا افتتاح المركز الوطني لطب الاعماق رسميا واطلع مع الحضور أقسام المركز ومرافقه المختلفة واستمع إلى شرح واف عن الخدمات التي يقدمها.وصرح معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة حول افتتاح المركز قائلا :ان المركز يعد جزءا من المستشفى السلطاني وضمن منظومة المراكز التخصصية الوطنية حيث توجد لدينا مراكز تخصيصة منها مركز جراحة وطب القلب ومركز السكري والغدد الصماء ومركز الصحة الوراثية .واضاف معاليه يعد مركز طب الاعماق من النوعيات الطبية الحديثة في العلاج مقارنة بطرق العلاج السابقة فكان لابد من إضافات جديدة ضمن القطاعات الصحية في السلطنة ويأتي ذلك من خلال الدعم المستمر للقطاع الصحي والحاجة لوجود مركز لطب الاعماق مشيرا الى ان المركز المتواجد بالبحرية السلطانية العمانية يستقبل مرضى من جميع محافظات السلطنة كما ساهم في تدريب واعداد الكوادر الوطنية التي يعول عليها الكثير في تشغيل المركز الجديد ليكون رافدا إضافيا ويساهم في تقليل الضغط على مركز طب الاعماق في البحرية السلطانية العمانية .وأفاد معاليه أن اختيار الموقع وقربه من المركز التخصصية الأخرى كان ضروريا لان الكثير من الحالات تعامل معها المركز هي حالات مرضية يتم تشخيصها ومتابعتها من المستشفى السطاني أو المراكز التخصصية المرتبطة بالمريض .وأوضح معاليه بأن المركز يعتمد على كوادر عمانية تم تأهليها وتدريبها سواء على المستوى المحلي أو الخارجي وخاصة بأن المركز سيقدم إضافة كبيرة في المجال الصحي كما أنه يتوفر فيه ثلاثة أجهزة جهازين للعلاج الجماعي حيث يستوعب 12 مريضا وجهازا للحالات الطارئة لمريض واحد مشيرا معاليه الى ان المركز بلغت تكلفته حوالي مليونين وثلاثمائة ألف ريال عماني ويأتي أرتفاع التكلفة نتيجة الاجهزة المتوفرة فيه ودقتها حيث تعد التكلفة معقولة ومناسبة .من جهته قال العقيد الركن طبيب ناصر بن سالم الهنائي كبير أطباء البحرية السلطانية العمانية بأن المركز الوطني لطب الاعماق والعلاج بالأكسجين يعد الاول على مستوى القطاع الصحي بوزارة الصحة بينما في القطاع العسكري هناك مركز لطب الاعماق في البحرية السلطانية العمانية الذي يعمل منذ عام 1978 وسيكون المركز الوطني لطب الاعماق التابع لوزارة الصحة رافدا إضافيا في المجال الصحي في السلطنة .واضاف ان المركز يمتاز بموقعه الجغرافي وقربه من المستشفيات المرجعية والمراكز الصحية المتخصصة لتقديم العلاج للمرضى من خلال وجود ثلاث وحدات علاجية وهي وحدتا علاج كبرى ووحدة علاج صغرى فالوحدة الكبرى تقوم بعلاج 12 مريضا في كل مرة باجمالي 24 مريضا في جلسة اليوم الواحد مبينا بان المركز يتميز بوجود كفاءات عالية حظيت بالتدريب على المستوى المحلي والدولي.الجدير بالذكر ان المركز اقيم على مساحة بناء تبلغ (851) مترا مربعا ، وتم تزويده بكافة المعدات والأجهزة لطبية ويتألف مبنى المركز من قسم السجلات الطبية وغرفة الحاسب الآلي وغرفة المعاينة و(3) غرف للتشخيص والعلاج، ومخزن، والغرفة الرئيسية التي تحتوي على ثلاثة أجهزة علاج بالأكسجين المضغوط تعد الأحدث من نوعها في مجال طب الأعماق على الصعيد الدولي . جهازان منهما يتسعان لــ (12) شخصًا لكل جهاز ، وجهاز واحد لغرفة علاج فردية.وقد رُوعي عند إنشاء المركز الذي بدأ تشغيله في وقت سابق من العام الحالي ؛ أن يتوافق مع كافة إجراءات وأنظمة السلامة ، ولذلك تم تزويده بمعدات الإطفاء وأجهزة الإنذار وحساسات إطفاء داخل أجهزة الأكسجين المضغوط ، فضلا عن مخارج الطوارئ المتعددة .جدير بالإشارة إلى أن العلاج بالأوكسجين المضغوط يعد علاجاً أساسياً لعدة حالات ، أهمها : انسداد الأوعية الدموية بالفقاعات الهوائية ، وحالات التسمم الحاد بغاز أول أكسيد الكربون ، ومرض اختلال الضغط للغواصين.كذلك يستخدم الأكسجين المضغوط كعلاج تكميلي مساعد في العديد من الحالات المرضية، بما في ذلك : تقرحات القدم السكري ، والإصابات الناتجة عن الحروق ، وحالات فقد السمع المفاجئ، والتهاب التسوس المزمن في العظام، والتهابات الأذن المزمنة ، وإصابات السحق (الحوادث) ، فضلاً عن استخدامه في علاج بعض الحالات المرضية التي تسببها الميكروبات الحادة ، والجروح والتقرحات بطيئة الالتئام .