يأتي القيظ ببشائره وخيراته الوفيرة من الرطب ومحاصيل الفاكهة التي تجود بها ارضنا الطيبة في مثل هذه الاوقات من فصول السنة ويعود بي الحنين لايام الطفولة وحكاية حارتنا وبيوتها ومسالكها وقناطر السواقي وانسياب مياه الفلج الرقراقة لينشر الفرحة في بساتين ومزارع حارتنا وافئدتنا ونحن نلعب ونلهو ونتسامر الليالي.
فعندما يحين موعد القيظ وبشائر نخلة النغال تجد الأسر وكأنها خلية نحل منذ أن تنسج الشمس خيوطها الصباحية.
وتملأ الكون جمالاً وألواناً يتجمع افراد الاسرة في الحقول لجني الرطب وفاكهة التين والزيتون والأمبا والسفرجل بينما تتعطر الاجواء برائحة الورد والياسمين والبِل ورائحة الرازقي.
كنا ونحن صغار نسابق الخطى في تجميع الرطب ورقاط التمور من النخيل في مزارع القرية بابتسامة وصفاء ونقاء، بينما كبار السن يقومون في اعداد زفانة الدعون لاستخدامها في تجميع التمور وايضا للمنامة نفترشها عند منامنا مع تاملنا للكون وجمال السماء ونجومه اللامعة وشيابنا يبدعون باناملهم في صناعة القفير والسمة والمخرافة فهذه جميعها ادوات تستخدمها الاسر في جمع تمور نخيل مزارعهم الاسر تعود اولادها منذ الصغر على العناية والاهتمام بالزراعة وتربطهم مع ارضهم يحرثون ويزرعون ويروون نباتاتهم ويعتنون بها حكاية القيظ وبيوت الحارة عنوان لجمال بيئتنا الثرية بجمالياتها وطيبة اهلها وسجاياهم وعاداتهم وتقاليدهم الحضارية العريقة فهي الاسمى والانقى بروحانياتها. ومفردات الحارة العمانية التي تتجلى باروع صور الجمال فكبرنا وكبرت طموحاتنا ولكن مع طلائع القيظ نعود الى حارتنا الجميلة وبهجتها وعطاء النخيل الباسقة وريحة الياسمين وعطرها الفواح.

سعيد بن علي الغافري
مسئول مكتب (الوطن) بعبري