الشعثاء بنت جابر بن زيدعزيزي الصائم .. عزيزتي الصائمة: نطوف بك فيما تبقى من أيامنا الجليلة من شهرنا المبارك في سلسلة من (عالمات عمانيات خلدهن التاريخ) وذلك عبر مقتطفات من عدة مصادر تاريخية (بتصرف) .. وذلك من أجل الاستفادة والتعرف على تلك الشخصيات الفاضلة .. من مواقف وأحداث مختلفة بأسلوب شيق وبسيط.اليوم لقاؤنا مع (الشعثاء) ابنة الامام جابر بن زيد .. تلك المرأة التي نشأت في ذلك البيت المبارك .. بيت الإمام التابعي جابر بن زيد ـ رضي الله عنه ـ وهي أيضاً من طبقة التابعين، وقد اشتهرت بلقبها الشعثاء حتى نسي اسمها فما عاد يعرف لها اسم غيره، وهي ابنة الإمام جابر، وإنما سميت بالشعثاء لشعوثة رأسها وكني أبوها به فأبوها (أبو الشعثاء جابر بن زيد)، وقد كانت تسأل أباها دهناً تلين به شعرها، ويعتذر لها بقلة ما في يده، وأن ما عنده من الدهن أولى أن يستعمله للسراج ويقول لها:(استعملي الماء الساخن بدل الدهن)، وروي أن جابر بن زيد سرج سبعين دبة حل فطلبته ابنته شيئا يسيرا لرأسها، وقالت له:(إن رأسي شعث من قلة الحل)، فقال لها:(عليك بالماء فما تأخذينه أنت يكفي مسألة نؤلفها فينتفع بها المسلمون).لم يأت في المصادر ذكر مكان ولادتها ونشأتها، ولكن أغلب الظن أنها ولدت ونشأت في البصرة، ذلك لأن الإمام جابر إنما قضى أكثر عمره في البصرة، أو متنقلاً بين مكة والمدينة، ورجع إلى عمان عندما نفاه الحجاج بن يوسف الثقفي، ثم ما لبث أن عاد فتوفي بها ولعل أسرته استقرت في عمان.وهل هي ابنة آمنة أشهر أزواج الإمام أم أن لها أماً غيرها؟، كل ذلك ما لا يمكن معرفته ولا يوجد دليل عليه، لكن يكفي أن نعلم أنها أخذت العلم من ذلك المعين الصافي وارتوت منه ثم قامت بدورها في تبليغ العلم ونشره، حيث كانت مقصد النساء فيما يهمهن في أمور دينهن وخاصة في مجال الفتوى والشورى، وعاشت حياة الصالحات المؤمنات حتى لقيت ربها راضية مرضية، وقبرها معروف إلى اليوم في فرق من أعمال نزوى بعُمان.اعداد ـ أم سارة المحاربيةكاتبة عمانية