عن مساهمته الأساسية في تطوير التجربة الشعرية العمانية الحديثة
مسقط ـ "الوطن" :
أعلنت مبادرة "القراءة نور وبصيرة" عن فوز الشاعر والكاتب والإعلامي العُماني صالح العامري بجائزة الإنجاز الثقافي البارز في عُمان في دورتها التاسعة لعام 2017. وخَلُصت لجنة تحكيم الجائزة، والمؤلفة، هذا العام، من كل من الشاعر سماء عيسى (مؤسس الجائزة)، والمسرحي مالك المسلماني والباحث محمد العجمي إلى استحقاق الشاعر والإعلامي صالح العامري وذلك عن“مساهمته الأساسية في تطوير التجربة الشعرية العمانية الحديثة، عبر عدد من الأعمال الشعرية المتميزة، التي خطى فيها العامري، تجربة إثر أخرى؛ بالقصيدة العمانية المعاصرة، نحو طرق إبداعية جديدة، امتاز فيها بجدة الصورة الشعرية وحميميتها، وبتكثيف الصورة الشعرية وسعة الخيال، حاملة الرؤيا المدهشة الخلاقة للشاعر، دون أن تفقد جذور التجربة الراسخة في الذاكرة الشعرية العربية العريقة”.
وأضافت اللجنة في بيانها بأن تجربة صالح العامري اتصفت بالتنوع الجمالي والإبداعي من خلال ”… نقل كافة التجارب الثقافية والعالمية، عبر الإذاعة العمانية، على مدى ثلاثة عقود مضت، والتي عبرها التقى المستمعون على التراث الأدبي والفكري العالمي.“ مع ” استقلالية رؤاه الفكرية، ودفاعه الدائم عن الحريّات في وطنه، والتعاطف الدائم المناصر مع المطالب الإنسانية العادلة، السامية لتحقيق عالم يتّسع وبمحبة لأبنائه جميعا.“
كما أشارت اللجنة في بيانها إلى ” عمق كتابات صالح العامري السردية؛ التي جاءت محملة بروح الشاعر، المقدمة كنصوص إبداعية وضعت السرد والشعر توأمين لا يفترقان أبدا، ذاهبا عبرها إلى طرح الهموم الإنسانية الكبرى، في البحث عن أسئلة الوجود الغامضة، عن حيرة الإنسان وأمله وألمه، عن لا نهائيات الغياب القادم على البشرية بأكملها ذات يوم.“
أكدت لجنة التحكيم في ختام حيثيات فوز الكاتب صالح العامري على ”اغتناء تجربته بقيمة المكان العماني المفقود، مؤطرا إياه في عوالم إبداعية باذخة بالحب والتعاطف مع كائناته الأليفة كالأشجار والحيوانات والطيور، محتفيا بأساطير المكان وحكاياته، راحلا بالقارئ إلى عوالم شعرية غامضة وغريبة، غموض وغرابة الإبداع وجوهره الأصيل.“
الجدير بالذكر أن جائزة الإنجاز الثقافي البارز هي تكريم سنوي، دأبت مبادرة القراءة نور وبصيرة على منحها تقديراً لعطاء وتدفق المبدعين العمانيين. وهي تقف على تطور التجارب الإبداعية المختلفة، واستقلال رؤاها الفكرية والنظرية، ومدى ما تقدمه من آثار إيجابية تعمل على رفع الاهتمام الجمالي والإنساني لدى الأجيال العمانية القادمة، وتجعلها جذرية الارتباط بموروثها الثقافي وحاضرها الإبداعي، متجهة نحو مستقبل ينير طريقه مبدعوها الأوفياء. الجائزة تأسست عام 2009 ، ومن بين الفائزين بها في السنوات الماضية: الكاتب سعيد سلطان الهاشمي (2009)، موقع "أكثر من حياة" المتخصص في الحث على القراءة (2010)، السينمائي عبدالله حبيب (2011)، المحامي يعقوب الحارثي (2012)، الروائي الراحل أحمد الزبيدي (2013)، الشاعر الراحل محمد الحارثي (2014)، والقاص محمد عيد العريمي(2015)، والفنان التشكيلي محمد نظام (2016).