عزيزي الصائم .. هذا الموضوع مستقى من عدة مصادر حول التعريف بأسماء الله تعالى الحُسنى وعظمتها ومنزلتها .. واخترنا لكم اليوم اسماً عظيماً وجليلاً يدل على السلم والسلام والأمان إنه اسم (السلام) .. فهو اسم من أسماء الله الحسنى، وقد ورد لفظ السلام في آيات عديدة من القرآن الكريم، وبمعاني مختلفة، وهو اسم باعث إلى الراحة والطمأنينة، ومعناه أن الله سالم من كل العيوب والنقائص، والسلام أبلغ وأعم وأشمل من السالم، فما دام أن السلام سالم من النقائص والعيوب، فذلك يعني أن سلامة عباده من ظُلمه كون أن الظلم من العيوب والنقائص وحاشا ذلك على الله، فكما يقول سبحانه وتعالى في الآية (44) من سورة يونس، فالله لم يقل لا يظلم المؤمنين بل قال لا يظلم الناس، والناس أعم وأشمل منهم المؤمن والكافر، ولذا فالله هو السلام الكامل من صفات وأفعال النقص والعبث والقصور، وهو السلام المُسلم خلقه من الظلم، ومتى ما ارتبط السلام بأمر فمعناه سالم من النقص والعيوب، كما ورد في الآية (24) من سورة الحشر.
وللسلام معانٍ أخرى، فهو بالإضافة إلى ما سبق ذكره من السلامة والكمال عن العيب والنقص ، يأتي أيضاً بمعنى التحية، كما يقول الحق تبارك وتعالى في الآية (94) من سورة النساء، فما يُلقي عليك التحية والسلام، عليك أن تبادله ذلك ولا تعرض عنه، وهو كذلك يأتي بمعنى التحية مع الطمأنينة والأمان، كما يقول تعالى في الآية (58) من سورة يس، لارتباط السلام والتحية والطمأنينة برحمة الله التي ينزلها على قلب العبد ليهدأ ويأنس ويطمئن، وقد يأتي بمعنى الخير والقول الحسن، كما ورد في قوله تعالى في الآية (63) من سورة الفرقان وهو التحدث والرد بالقول الطيب الحسن لمن أساء إليك بكلام بذيء أو غير طيب.
ومن المعاني والدلالات العظيمة لهذا الاسم العظيم، هو تسمية الجنة وارتباطها به في عدة مواضع من آيات القرآن الكريم، وبالرغم من اختلاف العلماء في تسمية الجنة بدار السلام، إلا أنها في كل الحالات، سواءٌ أكانت تسميتها عينية أم ارتباطها باسم السلام فهي سالمة من العيوب والنقائص، فكما سبق ذكره أن لفظ السلام دال على السلامة من العيوب والنقائص، فهذا يعني أن كل ما ارتبط به أو أتصف هو سالم من العيوب والنقائص، فالله سبحانه وتعالى اسمه السلام وهو جلّ شأنه سالم من كل عيب ونقص، وجنته التي أعدها لعباده المؤمنين سالم من كل عيب ونقص لأنها من صنعه سبحانه وحاشا عليه ذلك، كما يقول تعالى في الآية (127) من سورة الأنعام، وكذلك في الآية (25) من سورة يونس.
ولعل المتمعن فيما يدور حولنا من فتنٍ كثيرة منها القتل، والتهجير، والتعذيب، والاغتصاب، وغيرها الكثير التي تعاني منها الأمة بل الكثير من الأمم، التي تنشد السلام وتنادي به، وتدعو إليه، ولو صدقوا السلام في قلوبهم لوجوده في حياتهم، فالبرغم من مناداتهم به، والدعوة بل الدعوات المتكررة إليه، إلا أنهم يفتقدوه، لسبب بسيط وهو أن قلوبهم خالية منه، وهي غير سليمة بما تدعو إليه وتنشده.
فاللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يرجع السلام، فحينا ربنا بالسلام، وأدخلنا دارك دار السلام، واكتب السلام والأمن لكل الإنسانية لتهنأ به وتعيشه سالمة مطمئنة يا رب العالمين.