المفتي العام للسلطنة: الأمة بحاجة الى أن تتكامل وتتعاون وخير التعاون ما كان على البر والتقوى والناس مهما كانت أحوالهم فإنهم يخدم بعضهم بعضاً
رئيس مجلس إدارة المؤسسة: تأسيس وقف الإمام جابر بن زيد يأتي في سياق الشراكة والتكامل بين المجتمع والمؤسسات الحكومية

تغطية ـ علي بن صالح السليمي: تصوير ـ سعيد بن خلف البحري:
أقيم صباح أمس حفل تدشين (مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية) وذلك بمركز عمان الدولي للمؤتمرات والمعارض، وبرعاية إعلامية من (الوطن).
رعى حفل التدشين معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني بحضور سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة المشرف العام للمؤسسة وعدد من أصحاب المعالي وأصحاب السعادة وعدد من المسئولين من القطاعين والعام والخاص والمهتمين في هذا الجانب.
في بداية الحفل ألقى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة والمشرف العام للمؤسسة الوقفية كلمة رحب في بدايتها براعي المناسبة والحضور وقال: إن من يُمن الطالع ان نلتقي في هذا اليوم الأغر السعيد وفي هذا الصرح المؤسسي الكبير من اجل هذا المشروع واطلاقه مشروع (مؤسسة الامام جابر بن زيد الوقفية) التي نرجو أن تنطلق بخير وبركة حتى تؤتي ثمارها بمشيئة الله سبحانه ويكون منها العائد الطيب في مجالات الخير.
مضيفاً سماحته بقوله: ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى فطر الانسان بخصائص فجعل الجنس البشري جنساً يحتاج بعضه الى بعض ولذلك تنوعت المَلكات والقدرات في أفراد هذا الجنس ليكون بينهم التكامل وهذا ما يشير اليه قول الله سبحانه وتعالى:(كنتم امة واحدة) على رأي بعض عباقرة التفسير وعليه فإن الامة بحاجة الى ان تتكامل وان تتعاون وخير التعاون ما كان على البر والتقوى، كما قال الله سبحانه:(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان)، والناس مهما كانت أحوالهم فإنهم يخدم بعضهم بعضاً، كما قال الشاعر:(الناس للناس من بدور ومن حضر .. بعض لبعض وإن لم يعلموا خدم)، وذلك لضرورة أي أحد الى غيره.
واختتم سماحته كلمته بالرجاء من الله التوفيق وأن تسير المؤسسة في النهج الذي رُسِمَ لها كما يرجو من الله تعالى بأن يبارك في جميع الحضور شاكراً لهم مشاركتهم للحضور في تدشين هذه المبادرة الطيبة والتي هي للجميع.
بعد ذلك قدم الشاعر أشرف بن حمود العاصمي قصيدة شعرية حول المناسبة نالت إعجاب الحضور، كما قُدِّم عرض مرئي حول الوقف بصفة عامة وتعريفه ومراحله، كما تم التعرض لمقطع مرئي من كلمة لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة مؤسس هذا المشروع وصاحب المبادرة حول الفكرة الرئيسية من إنشائه والاهداف التي يرمي اليها في تأسيس هذه المؤسسة الوقفية.
كما ألقى الشيخ خليل بن أحمد الخليلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية كلمة قال فيها: إن الاثر الحضاري لأي امة إنما يُقرأ في إطار المساحة الزمانية والمكانية التي يؤثر فيها مادياً ومعنوياً، فهنالك تستبين حقيقته وتتجلى اهميته، ولا شك أن للمشروع الوقفي أهمية حضارية في التاريخ الإنساني بشكل عام والتاريخ الاسلامي بشكل خاص، كيف لا، وقد استدارت مع الوقف عجلة الحياة في المجالات كافة.
وأضاف: إن هناك عدة جوانب تتجلى في ذلك الشأن وهي: الجانب الديني، حيث أن حياة الانسان قصيرة وإن غرَّ كثير من الناس طولها، وقد كان من عظيم فضل الله سبحانه أن جعل الوقف بمثابة الرئة التي يلتقط بها الواقف أنفاس الحياة أجراً ومثوبة من عنده تعالى الى يوم الدين، وفي الجانب المعرفي فإننا اذا ذكرنا الوقف قفزت الى الاذهان المكتبات والمدارس، وكل مفردات البيئة العلمية المحفزة على الابداع والبحث العلمي الذي خلّد إرثاً معرفياً في مختلف التخصصات، وفي الجانب الاقتصادي فإن انشاء وقف هو أشبه ما يكون بإنشاء وحدة للانتاج المستمر، وتنمي للحاضر والمستقبل، وعليه فإن الوقف يضطلع بدرو فعال في تحرير الاموال من الاكتناز والتعطيل دعماً لمختلف القطاعات الانتاجية التي تؤدي الى تحقيق ما يسمى بالتنمية الشاملة، أما في الجانب الاجتماعي فإن أثر الوقف إنما يعود ابتداء بالرضا والطمأنينة على صاحبه الذي بذل، وذلك حين يشعر بأنه تلمّس حاجة مجتمعه فصار شريكاً في تحقيق نفع عام له، وهذا من شأنه أن يجسّر أي هوّة محتملة بين أفراد المجتمع ويشيع الألفة والمحبة بينهم، ويضاف الى هذا كله ان الاثر الطيب للوقف يمتد في حياة الواقف وحياة عقبه من بعده، وبالجملة فقد أصاب الحقيقة من عبّر عن الواقف بأنه (حياة).
مؤكداً بأنّ تأسيس وقف الامام جابر بن زيد ـ رحمه الله تعالى ـ يأتي في سياق الشراكة والتكامل بين المجتمع والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة بالجوانب العلمية والدعوية والانسانية، وقد جاءت المبادرة الكريمة بإنشاء هذه المؤسسة قياماً بالواجب الديني وردّاً للجميل الوطني، ونظراً لاهمية العلم والفضيلة في حياة المسلم وكونهما حجز الزاوية الذي يوجّه السلوك استقامة وصلاحاً فقد ركزت المؤسسة أهدافها على خدمة العلوم الاسلامية والدعوية والتراث الاسلامي إضافة الى إعطاء الجاني الانساني والحالات الصحية مساحة بين أهدافها، وقد عقدنا العزم على أن تتخذ المؤسسة التميز في تعزيز الشراكة بين العمل الوقفي والمجتمع من اجل صلاح الانسان رؤية حاضرة تمثل روح أعمالها حتى تحقق الاحترافية المطلوبة والقدوة الحسنة في القطاع الوقفي، كما إننا نسعى ـ بتوفيق الله ـ إلى تجسيد العمل المؤسسي الصحيح من خلال تطبيق معايير الادارة السليمة وعلى رأسها مبادئ (الحوكمة) متخذين من قيم (الامانة) و(الاتقان) و(الانجاز) أسساً حاكمة في صناعة القرارات ورسم الخطط وتنفيذها، مشيراً الى انه في سبيل تحقيق هذه التطلعات وان تكون المؤسسة وقفاً مميزاً قادراً على تخطي المحن ومواجهة التجاوزات التي قد تمر على مثل هذه المؤسسة فقد درس مجلس الادارة أحدث التجارب الوقفية المعاصرة لتكون البداية من حيث انتهى الآخرون، فكانت تلكم التجارب حاضرة في صياغة هوية المؤسسة ورؤيتها ورسالتها فضاً عن نظامها الاساسي وهيكلها الاداري وخطتها في التثمير والصرف، والى جانب الاهتمام بالبناء الداخلي للمؤسسة في مرحلة التأسيس الحالية، فهناك خط موازٍ من العمل، حيث شرعت المؤسسة ـ بحمد الله ـ في تثمير رأس مالها المتوفر حالياً، متطلعة الى مضاعفة قدرتها المالية حتى تتمكن من الانتقال الى المرحلة التالية التي قد تتطلب بعض الوقت، وحينها تبداُ ـ بعون الله ـ في تنفيذ برامجها المقررة.
وفي ختام الحفل قام راعي المناسبة معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني وسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة بتكريم الشركات والمؤسسات الداعمة لهذه المبادرة الجليلة كما تم تكريم جريدة (الوطن) الراعي الاعلامي لهذه المناسبة.
يذكر أن رسالة المؤسسة هي مؤسسة وقفية من أجل خدمة العلوم الاسلامية وتراعي الظروف الانسانية من خلال تثمير الأصول الوقفية وصرفها في محلها، وتتمثل الاغراض والاهداف التي تأسست من أجلها في غدارة وتثمير اموال الأوقاف في أربعة جوانب هي: خدمة العلوم الاسلامية ودعم المؤسسات والمراكز التعليمية بشكل خاص، وكذلك دعم المحتاجين من طلبة العلم، وعلاج المرضى غير القادرين من أصحاب الامراض المستعصية وفقاً للتقارير الطبية من جهات الاختصاص ورعاية ذوي الظروف والاوضاع الانسانية، وأيضاً التثنير الوقفي في المجالات العقارية او الصناعية او التجارية او الزراعية .. وغيرها من المجالات وفقاً لضوابط الشريعة الاسلامية في الوقف وتثميره وتأجيره، وخدمة الدعوة الاسلامية والتراث الاسلامي والعناية والصرف بشكل خاص على مكتبة الواقف التي جعلها وقفاً مؤبداً لطلبة العلم ورواده.
وقد بدأ العمل بهذه المؤسسة منذ حوالي ثمانية أشهر بعد صدور قرار من معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية بتشكيل مجلس إدارة لها مكون من ستة أشخاص وهم خليل بن أحمد الخليلي رئيس مجلس الادارة وأفلح بن أحمد الخليلي نائب رئس مجلس الادارة وأحمد بن صالح الراشدي أمين للصندوق وعبدالرحمن بن أحمد الخليلي أمين للسر بالاضافة الى عضوين آخرين هما فهد بن سلطان الاسماعيلي وعزان بن حمد اليحمدي، فهؤلاء الستة الأشخاص موزعون في مختلف الجوانب فمنهم في الجانب الاداري ومنهم الجانب الشرعي ومنهم الجانب المالي والاستثماري وكذلك الجانب القانوني، فهذه التشكيلة في هذه الجوانب العديدة تساعد المؤسسة على تأسيسها بطريقة صحيحة.
........................................................
راعي المناسبة: ندعو مؤسسات المجتمع المحلي والمواطنين المساهمة في هذه المؤسسة والمؤسسات الوقفية الأخرى

أدلى معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني راعي المناسبة بتصريح قال فيه: نبارك أولاً هذه الانطلاقة للمؤسسة الوقفية ونشكر جميع القائمين على هذه المؤسسة الخيرية وندعو الله لهم التوفيق الدائم، كما ندعو مؤسسات المجتمع المحلي والمواطنين المساهمة في هذه المؤسسة والمؤسسات الوقفية الأخرى لما لذلك من تكافل اجتماعي بين الناس وتعاضد، ونسأل الله أن يحفظ هذا البلد وقائده جلالة السلطان المعظم.