كعبة العشاق

محمد المغيرفي الحربي

* النص الفائز بالمركز الأول في جائزة كتارا لشاعر الرسول في "الشعر الشعبي"

يطيح النور من عين الظلام وينوقد إنسان
وحيد ولا انحنى ظهر المسا هزه من أكتافه
وأنا كل ما يجيني طيف عانقته قدر الإمكان
قبل لا ياخذ الصبح النجوم ويسرق أطيافه
يجي والحبر مطرقْة الحنين ودفتري سندان
وقلبي ينتصف بين السطور ويجمع أنصافه
وأنا اللي لا طغى موج وتلعثم في الكلام لسان
أخذ غبّة .. بحور الشعر .. بشراعه .. ومجدافه
تدلّي .. يالحروف من الكلام .. وقدّمي القيفان
قدمك اللي يشيب .. وما بعد شيّب معه قافه
ما دام بخافقي بذرة ولك بين العروق أغصان
تعالي واحطبي بيدك شمال الصدر " صفصافة "
تغالي واسرفي في المدح والتعظيم والتبيان
على اللي في مديحه يوجر المسرف على إسرافه
وأنا كيف أنصف اللي منصفه من قبلي القرآن
محد غير الله اللي خالقه .. يقدر على إنصافه
أطوف (بكعبة العشاق) بين العلم والإيمان
كأن عقلي عقل (صوفي) وعيني عين (عرافة)
عليّ من الشعر بردة .. وفيني من الفخر حسان
عساني لا وصفت يعنني ربي على أوصافه
هذاك اللي .. بدا في دعوته .. بالسر والكتمان
إلين اكتظّت فجوج العرب .. من كثرة أحلافه
محمد .. يا من استعصم بحبل الله عن الأوثان
قبل ينعت ( خديجة ) ويتدثّر ( خوف ) بلحافه
عصمه الله مثل ما قد عصم جده من النيران
وصدّه عن ضلال الناس .. يوم إن الضلال آفة
محمد يا أول محمد تسمى في البشر والجان
وآخر من رفع باسمه (خلفْه) وشرف (أسلافه)
محمد يالوحيد اللي اقترن في اسمه الرحمن
وقدر له .. يشوف اللي ملاك الوحي .. ما شافه
جثت بُصرى .. لهيبة منزلته .. ودنقت حوران
على الخلق العظيم اللي حملْه وعز مشرافه
خلقه منزه من العيب .. ومنزه عن النقصان
كأنّ القلب من تبر الذهب .. والنفس شفافة
كرمه .. ألجم هرقل اللي سأل عنه أبو سفيان
بعد ما شاف ألد أعداه ما يقدر على إجحافه
كفاية .. يوم ما وقّع دعاه المستجاب وحان
ذخر دعواه .. للأمة .. متى ما حان .. ميقافه
على يدينه جرت عين وتشافت من يديه أعيان
ورجف تحته أُحد من ثقل اسمْه وحطة خفافه
هو اللي يوم قالت له قريش .. أظهر لنا برهان
تجلّى الحق .. وانشق القمر وانفصلت أطرافه
وإلى حمي الوطيس وكبرّوا في ملتقى الجمعان
تدرع في ملايكةْ السما .. واستعلت أسيافه
قدر يمنع شهاب ( إبليس ) لولا دعوة سليمان
مخافة ضيقة سليمان .. والا إبليس ما خافه
وفي الطايف يا لولا رحمته كل من عليها فان
بعد ما الله سنده ف ْ الأخشبين وسخّر أحقافه
عطى الدنيا خلافه ما عطى الدنيا اهتمام وشان
على رغم إنّها .. تدعيه .. وتقده .. من خلافه
تنام من التعب عينه .. ويبقى خافقه سهران
ومن يسهر بجنب الله .. حتى النوم .. بيعافه
نصب فوق المظالم حق وأنزل للعدل ميزان
ووقف في وجه ماضي مجتمعه وخالف أعرافه
إلين أصبح بلال وبو بكر رغم الفروق إخوان
وصار المجتمع واحد .. وهو يا مكثر أصنافه
خطب خطبة وداعه واكتمل في موته البنيان
بعد ما الله بنى له في جنان الخلد .. أضعافه
محمد ما ختم دينه ختم في بعثته الأديان
وطوى .. بيده كتاب الأنبياء .. وسكّر غلافه

___________________
حـم

سلطان بندر آل عمر

* النص الفائز بالمركز الثاني

(حم) .. و آيات تنزيل العزيز العليم
يا قابل التوب .. يا الغافر شديد العقاب
يوم اصبح الناس ما يسأل حميمٌ حميم
و قامت تسير الرواسي مثل سير السحاب
و ابصرت عيسى المسيح و شفت موسى الكليم
كلاً شهيد أمته لله .. حسب الكتاب
وقّفت تآيه من الرهبة .. و ذنبي عظيم
و اخاف لا تذهب أعمالي ذهاب السراب
هذا الصراط العظيم الثابت المستقيم
هذا طريق النعيم و هو طريق العذاب
و ادركت ب اني مخلّد في العذاب المقيم
يا ليتني كنت في يوم القيامة تراب
يا رب انا تحت رحمة لطفك المستديم
اليوم لا يسمح العاصي و لا يستتاب
و فجأة .. دعانا ب صوت الحق طفلٍ يتيم
يذود الافواج عنا .. مثل ذود الركاب
طفلٍ رعى الماشية و الارض قفر و هشيم
و صار أصدق الناس و آمنهم ب سن الشباب
مبعوث دين التواضع ب امر ربٍ رحيم
به تستتم المكارم و الخصال الطياب
ماهو ب فضٍ غليظ القلب لكن حليم
يدعو للاسلام بالحكمة و لين الجناب
هذا ابو فاطمة .. هذا النبي الكريم
هذا محمد شفيع الناس يوم الحساب
الداعي ل امته الى الطريق القويم
اللي بذل لأجلنا دعاءه المستجاب
ما رفرف الطير جنحانه و هبّ النسيم
و ما سبّح الكون و اغصان الشجر و الدواب
عليك يا سيّد الدارين نور العتيم
سلام تهتز من ثقله ركون الهضاب
جيناك و وجيهنا الغرا ل نورك تهيم
و القلب ضامي و في وجهك زلال الشراب
يا سيدي و الله ان الشوق فجّ الصميم
لين اصبح الدمع عابر و اصبح الجفن باب
و احس دمعي حصى، يرجم ابليس الرجيم
و نجوم لا تهت تهديني طريق الصواب
وشلون ما أبكي و انا اعرفني جهولٍ أثيم
قبلي بكا منبرك، و الجذع بعد الغياب
حتى الجبل يوم تنزيل الكتاب الحكيم
منك خذا النور، يا النور المبين المهاب
يا خير مبعوث من محيي العظام الرميم
فيك اختتام الرسالة و اكتمال النصاب
لازلت فينا على خَلقٍ و خُلقٍ عظيم
روحك صدى كلمة التوحيد و ام الكتاب
تتوه الأفكار في ليل الذهول البهيم
و السنة الخالدة يفتح لها كل باب
يا سيدي زمزمت عيني و قلبي حطيم
عليك و الجوف خاوي مثل الارض اليباب
اليا ذكرت القيامة صحت صيحة فطيم
و اليا ذكرت الشفاعة ينجلي الاكتئاب
بك جسّدت رحمة الله و الرضا و النعيم
و اسمك قبل كل فرض يعمّ كل الرحاب
عليك اصلي و للدمعات فيني رزيم
و عليك اسلّم و للتقصير مني عتاب
و استغفر الله و أوجه له ب قلبٍ سليم
يعصم لساني عن الزلّة و سوء الخطاب
شاعر وقفت أمدحك لكن طموحي عديم
في خاطري بردتك .. جنّة ب صورة ثياب
استسقت حروف شعري من جديد و قديم
لين أمطر اسمك على صوتي جزيل الثواب

__________________________

حرّمت

احمد بن عامر الخزيمي

يكبر معي حلم البلا وين ماشمت
وتصغر هقاويه على كبر حلمي
ويتيه فكري في صحاريه مادمت
ادرجته فـ مشروع حربي وسلمي
كان الهواء يحبسني فـ محجر الصمت
وكان الميول فرففته كبر همي
يسكن امل في داخلي ولاتكلمت
لوكان جرحي من سبايبه يدمي
رغم الالم والجرح اكابر وصممت
اكابد الاحوال لو زاد سقمي
ياما ترجيت الامل لو تكرمت
تعوذ من الشيطان وبالله سمي
ينقض وضو طهري خياله و تيممت
اصلي استخاره والمحه يكون يمي
اسجد ومن واقع ذنوبي تالمت
اطلب ابوها يكون فالعمر عمي
واقضي الصلاة و استغفر الله وسلمت
واستشعر التوفيق والفال قدمي
تتسكر ابواب الرجاء ثم تعلمت
بان الله الرحمن ماكتب قسمي
المشكله اني عن بقى الغنج كد صمت
لوالتمس فيهم طموحات حلمي
لانها المحبه عند خلي بها قمت
من طيحةٍ صعبة على كبر جسمي
تمنيت انسى ماحصل بس ما رمت
اذكر بقايا دموعها طرف كمي
من يومها وانا عن الغير حرمت
واذا طرى لي الشوق شميت كمي

______________________

يا ناقش الجرح

الفاروق بن سعيد الصلتي

يا ناقش الجرح! وجّه للكلام اهتمام
تشكّل اذنين ما دامي نويت ابتدي!
لا تطوي الدرب ما عاد بلقانا سلام
حمامته مُلْهَمَهْ لوجوهنا تهتدي!
لا تطوي الدرب ما عاد بحنيني كلام
يستوحش الصمت لا ضمت يدينك يدي!
لا تطوي الدرب ما بيني وبين الظلام
سوالف تأرق القمرا ولا مرقدي!
لا تطوي الدرب ما فيني عداك الملام
سوى رتابة كست أمسي وترقب غدي!
أضحك أسولف أداعب لي خدود الخزام
أبعثر الليل.. يتشكّل صباحٍ ندي!
أسكن مدينة شعورية بناها حمام
انساق لي من غصون الملهمين يعدي!
من دعوة أمي عتاب آبوي ربعي القدام..
من بسمة الغيم للي قاعهم جرهدي!
يا ناقش الجرح ما من طينتي الإنهزام
أنا بعد كل جرح يمرّني ابتدي!