مصطفى بن أحمد القاسم:ما زلنا نسمع بين الحين والآخر بعض الأخبار حول تجاوزات بيئية من خلال صهاريج مياه صرف صحي سائبة يقودها أفراد لا همّ لهم سوى الكسب السريع وتوفير الأموال والتهرب من دفع الرسوم بغية الوصول إلى مراحل من الثراء في أقرب الأوقات وأقصرها.فما طالعتنا به إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة شمال الباطنة من ضبط مجموعة من الأيدي العاملة الوافدة والتي تقوم بتصريف مخلفات مياه الصرف الصحي السائلة منها والصلبة والضارة بالبيئة في مواقع هي أصلاً غير مخصص لهم تفريغ تلك الحمولات بها في ولاية لوى وفق ما جاء في الأخبار وتداولته مواقع التواصل الاجتماعي والتي بالطبع ألقت الضوء على هذه الفئة من الأيدي العاملة التي تعتبر مخالفة نظراً لعدم متابعتها من قبل الكفلاء والذي يعملون بهذه التصرفات على تلوث البيئة وتدمير المخزون الجوفي للمياه في تلك ألاماكن. فبالرغم من الامكانيات الكبيرة التي وفرتها الشركة العمانية لخدمات الصرف الصحي "حيا للمياه" والتي أصبحت اليوم من الشركات العمانية الوطنية الكبيرة التي يشار لها بالبنان كون أن الحكومة العمانية تولي هذه الشركة اهتماماً، وتصدرت المسؤولية الكاملة على مختلف محطات وشبكات الصرف الصحي بالمحافظات والولايات التابعة لها وحققت المزيد من الانجازات في هذا المجال ونفذت ولا زالت تنفذ مشاريع الصرف الصحي بالسلطنة والذي يعتبر واحداً من أكثر مشاريع الصرف الصحي تعقيداً على مستوى الشرق الأوسط نظراً للطبيعة الجغرافية التي تتميز بها السلطنة. وفي ظل هذه الجهود والامكانيات المتاحة للشركة بشكل كامل فقد ارتفعت كمية المياه المعالجة المستهلكة من حوالي 13 مليون متر مكعب في عام 2012م لتصل لـ (31) مليون متر مكعب في نهاية عام 2017م بزيادة قدرها حوالي (140 %).إذن .. هل الشركة غير قادرة على استيعاب هذا العدد من صهاريج مياه الصرف الصحي ليتعلل الوافدون بأعذار واهية غير مدركين لخطورة ما يقومون به ولتشدد الشركة بالتعاون والتنسيق التام والكامل مع الجهات والمؤسسات الحكومية على توفير اكبر قدر من الحماية للبيئة العمانية ودرء الاخطار عن البيئة العمانية والمياه الجوفية.فهل كان يعتقد هؤلاء انهم بمنأى عن أعين الغيورين على هذا الوطن وترابه أم أن يد القانون لن تطالهم .. ومن أعطاهم الحق بحرية التصرف بحمولاتهم وبوادٍ بعيد بهدف توفير رسوم التفريغ على مالك الصهريج والذي عليه ان يزيد من وتيرة المتابعة اليومية لموظفيه لا ان يترك الحبل على الغارب.بالطبع هناك مثل هذه العينات يقومون بالاعتداء على البيئة سواء في وضح النهار أو تحت ستار هزيع الليل .. ولكنهم حتما سيقعون في يد العدالة وعندئذ ستأخذ مجراها والقانون سيطبق عليهم .. فقط ما علينا جميعاً إلا أن نكون العين اليقظة ويدًا مساندة للقانون كي نحمي بيئتنا الجميلة من الهدر أو العبث أو الإتلاف.* من أسرة تحرير "الوطن"[email protected]