عرض ـ مبارك بن عبدالله العامري:الشيخ العلامة سالم بن حمود السيابي عالم متبحر، كتب في العديد من المواضيع، وله انتاج زاخر ومتنوع وهادف، وقد اتجه إلى الشعر ليدون هذا الإنتاج المتعدد، فلقد كتب أكثر من خمسين مؤلفا في كل مجالات الثقافة العربية والإسلامية، وكان لتنوع معارفه أكبر الأثر على تنوع كتاباته بين الفقه والأدب والتاريخ وكتاب:(الشيخ العلامة سالم بن حمود السيابي حياته وآثاره) تناول فيه المؤلف الدكتور/ عبدالله بن راشد السيابي حياته المضيئة بمختلف أنواع العلم والمعارف الكتاب يقع في 110 صفحات وصدر مكتبة خرائن الآثار.في بداية هذا الإصدار تناول المؤلف التعريف بالشيخ سالم بن حمود السيابي: هو الشيخ العلامة سالم بن حمود بن شامس بن سليم بن خميس بن عبيد بن علي السيابي، نسبة إلى قبيلة إلى قبيلة (آل المسيب) وهو المسيب بن شهاب بن نويرة التغلبي، ولد الشيخ سالم بن حمود السيابي في عام 1326هـ الموافق 1908 م بقرية غلا من ولاية بوشر ونشأ وترعرع فيها، وقرأ القرآن الكريم على معلميها، ولما وصل السنة السابعة من عمره رحل إلى (سمائل) السابقة المدن العمانية إلى الإسلام والراحلة إليه في شخص مازنها فوق مطية الإيمان والإسلام، هي بلاد العلم والعلماء والأدباء، بلاد الصحابي مازن بن غضوبة الطائي، والمشائخ العلماء، استقر شيخنا العلامة السيابي في هذا البلد الشهير، فلازم الشيخ العلامة الأصولي الورع خلفان بن جميل السيابي فدرس على يديه علوم أصول الدين وأصول الفقه، والميراث، وكانت ملازمته له غير عادية، حيث تحدث بنفسه في أواخر التسعينيات من القرن الهجري الماضي، ونحن طلاب بمعهد القضاء الشرعي بالعاصمة مسقط قال مضت علي وأنا والشيخ ابن جميل ست وعشرون ليلة متوالية نقضيها في مطالعة الأثر والسهر على تحصيل العلم، ويأتي مؤذن الفجر ونحن نظنه أتى لصلاة العشاء.ومن العلماء الذين كان لهم أثر في تكوين شخصيته العلمية: الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي، ومن المشائخ: سعيد بن ناصر الكندي ومحمد بن سالم الرقيشي وعبدالله بن عامر العزري، وحمد بن عبيد السليمي.وبين المؤلف عن الوظائف التي شغلها الشيخ سالم السيابي: ولما أخذ من العلم حظّاً وافراً وصار في منزلة تؤهله لأن يؤخذ العلم ويربي الأجيال على طلبه الشيخ علي بن عبدالله الخليلي والي بوشر آنذاك ليقوم بمهمة التدريس وذلك في عام 1350هـ فقام بها خير قيام واستفاد منه كثيرون، ثم عُيّن قاضياً في هذه الولاية عام 1352هـ وبقي بها في عمله هذا سبع سنوات، وفي عام 1359هـ خرج منها إلى وطنه سمائل، وفي عام 1360هـ عيّنه الإمام الخليلي والياً وقاضياً بنخل واستمر بها تسع سنوات، ثم نقل في عام 1369هـ ليكون قاضياً ووالياً بجعلان بني بوحسن، وتولى القضاء بعد ذلك في مسقط ثم السيب ثم الكامل والوافي ثم مسقط مرة أخرى ثم صحار ثم بدبد ثم محكمة مسقط ثم مطرح، وهكذا تدرج في عمل القضاء في عدة مواقع ثم نقل في عام 1982م إلى وزارة التراث والثقافة وبقي بها إلى ان توفاه الله سبحانه وتعالى إلى رحمته.وأشار المؤلف إلى مكانة الشيخ العلامة سالم بن حمود السيابي العلمية: تبوأ شيخنا العلامة مكانة كبيرة في تحصيل العلم وتنوع المعارف، حتى صار مرجعاً للسائل وملاذاً للباحث وقد شهد له الكثير من العلماء والفقهاء والباحثين بمكانته العلمية يقول الشيخ العلامة خلفان بن جميل السيابي في جوابه النظمي للشيخ سالم بن حمود:ذاك الهمام السالم السامي إلى أعلا العلى الخواض لج غمارها مازال يجهد في العلوم وجمعها بالبحث أو بالنقل من أسفـــــارهالا يرضي إلا المعالي متجراً حتى غدا يعلو على تجــــــــارهاوقال الشيخ العلامة سعيد بن خلف الخروصي ـ رحمه الله ـ في مرثاه للشيخ سالم: سليل حمود بن سالم من رقي إلى سما العلم والعرفان فهي مكاسبه أخي العلم طود أفنى زمـــــــانه لتحرير فقه يقتني منه طـــــــالبهوتحبير تاريخ ونثر جواهـــــــر ونظم تلك دوما مطالبـــــــــــــــه والكثير من العلماء والشعراء والفقهاء والباحثين اشدوا بمكانته العلمية.وتطرق المؤلف عن مؤلفات الشيخ سالم بن حمود السيابي : لقد كتب الشيخ سالم رحمه الله في فنون مختلفة من العلم عقيدة وفقه وأصول فقه وتاريخ وأدب ونحو وبلاغة وغير ذلك وله العديد من المؤلفات منها: إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان، وعمان عبر التاريخ، والعنوان في تاريخ عمان، والقول المعتبر في أحكام صلاة السفر، وكتاب السلوك، ومقاصد الأبرار على مطالع الأنوار، وإرشاد الأنام في الأديان والأحكام، وأصول الإسلام، والضياء الوهاج في أعمال المعتمر والحاج، والعديد من المؤلفات القيّمة.وتحدث المؤلف عن وفاته فقال: لقد قضى الشيخ سالم حياة حافلة بالعلم والعمل الجاد، وكان مثالاً في الهمة والنشاط، وقد انتقل الشيخ سالم إلى رحمة الله صباح يوم الجمعة السابع عشر من رجب 1414هـ، الموافق 31 ديسمبر 1993م، أيها العلامة الجليل لم تفقدك النفوس فحسب، وإنما فقدتك الأقلام والمكتبات والكتب التي كنت أنيسها ورفيقها وحامل لوائها ، فقدتك مجالس العلم والمحافل الأدبية والعلمية وبكتك الديار.