يستعرض 82 ورقة علمية خلال 12 جلسةالملتقى يناقش أحدث النتاجات العلمية في علم الزلازل والكوارث الطبيعية المرتبطة بهابدأت أمس بجامعة السلطان قابوس أعمال "الملتقى الخليجي العاشر للزلازل"، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين من دول الخليج العربي ودول العالم مستعرضين أحدث إنتاجاتهم العلمية المتعلقة بعلم الزلازل والكوارث الطبيعية المرتبطة بها.يُناقش الملتقى العديد من المواضيع ذات الاهتمام العالمي منها : الزلازل والنشاط التكتوني وهندسة الزلازل والتراكيب المعمارية كذلك الكوارث المرتبطة بالزلازل (مخاطرها والوقاية منها) والحركات الحديثة للقشرة الأرضية.ويقدم أكثر من 80 ورقة بحثية تناقش كافة الموضوعات خلال 12 جلسة متطلعة إلى تقييم المخاطر الزلزالية بشكل منهجي صحيح يعود بالفائدة لكل من ذوي الاختصاص وأجهزة الدولة ذات العلاقة.كما يسعى الملتقى الذي يستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري بشكل أساسي إلى تعزيز التواصل وطرح الأفكار والبرامج وتبادل الآراء والخبرات بين المتخصصين وعرض أحدث ما تم التوصل إليه من خلال البحوث المتعلقة بعلم الزلازل وهندستها وتقييم مخاطرها والتخفيف من آثارها ، والتعرف إلى التحديث المستمر لشبكات رصد الزلازل بالمنطقة وتطور تقنياتها ، وكذلك بحوث طبيعة الحركة التكتونية للصفيحة العربية وجوارها.في حفل افتتاح الملتقى الذي رعاه معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات قالت الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي خلال إلقائها كلمة الجامعة أنه بالرغم من أن الزلازل لا يمكن إيقافها أو التنبؤ بدقة بحدوثها حتى الآن ، إلا أنه يمكن التخفيف من آثارها وذلك من خلال القيام بإجراءات وقائية مسبقة تتضافر فيها جهود السلطات والعلماء والمواطنين مشيرةً إلى أنه نتاج للدراسات المعمقة والمراقبة المستمرة لحدوث الزلازل ودراسة آثارها خلال العقود الأخيرة فقد اتفق غالبية العلماء على أن الطريقة المثلى للحد من الآثار الناجمة عنها تكمن في التقييم الصحيح للمخاطر الزلزالية وتقديم نتائجه لمتخذي القرار والهيئات التنظيمية وجهات الإنقاذ والإغاثة حتى يتسنى تصميم وبناء منشآت مقاومة لقوى الزلازل وتيسير وضع خطط الطوارئ والإنقاذ.وأضافت أنه من هذا المنطلق اضطلع مركز رصد الزلازل في جامعة السلطان قابوس بإجراء تقييم المخاطر الزلزالية عند صخور القاعدة لكافة مدن السلطنة لتكون هذه الدراسات أساساً لإعداد كود بناء مبدئي لمقاومة قوى الزلازل ، يمكن الاعتماد عليه وقابل للتطور والاستمرار.كما ألقى الدكتور عيسى الحسين مدير مركز رصد الزلازل بالجامعة ورئيس اللجنة التنظيمية للملتقى كلمة اللجنة التنظيمية قال فيها : ليس بجديد على السلطنة تقديرها للبحث العلمي بصفة عامة وضرورة تقييم الخطورة الزلزالية بكافة أنحاء السلطنة على وجه الخصوص وكذلك بشبه الجزيرة العربية وما حولها ، وحرصها على تقديم كافة سبل الدعم لتوفير المعلومات الخاصة بالزلازل والهزات الأرضية لمساعدة المهندسين والإنشائيين والمخططين على دراسة قوى الزلازل وتأثيرها على المنشآت والمشاريع الهامة بشكل دقيق ومن ثم تحديد مواصفات هذه المنشآت بحيث تقاوم تأثير الزلازل بأفضل شكل ممكن مشيرًا إلى القرار الذي أصدره مجلس الوزراء عام 1995م بتكليف جامعة السلطان قابوس بمهمة رصد الهزات الأرضية التي يمكن أن تتعرض لها السلطنة فشكلت لجنة دائمة تتولى وضع تصورات إنشاء محطات رصد الهزات الأرضية والزلازل في السلطنة برئاسة الجامعة وعضوية عدد من الوزارات المعنية في السلطنة.وتتويجا لهذا الدور فقد تم افتتاح مركز رصد الزلازل بالجامعة في عام 2001، حيث يقوم المركز بالعديد من الدراسات في مجال رصد النشاط الزلزالي وتقييم المخاطر الزلزالية بالسلطنة وما جاورها، مقدما المشورة للعديد من الجهات الحكومية والخاصة لاتخاذ التدابير اللازمة للحد من آثار الزلازل على العديد من المشروعات الكبرى.فيما سلط الدكتور عبد الله العنزي من معهد الكويت للبحث العلمي بدولة الكويت في كلمة المشاركين في المؤتمر الضوء على آثار الزلازل التي لا تقتصر في منطقة حدوثها ولكنها تمتد إلى المئات من الكيلومترات موضحًا أن منطقة الخليج العربي ليست بمنأى من الخطر الزلزالي، وبالتالي هذا يتطلب الشراكة والتعاون على كافة الأصعدة لدرء مخاطرها وذلك لحماية المنشآت الحيوية وتطور النشاط العمراني المتزايد.وأضاف : "نحن نطمح أكثر لضرورة الاعتماد على مخرجات البحث العلمي والتطوير التقني والمعلوماتي للحد من مخاطر الزلازل ومساهمة أكثر بين المؤسسات التنفيذية والجهات الأكاديمية والبحثية، كما نطمح أن تكون لنا شبكة رصد زلازل خليجية موحدة وقاعدة بيانات مشتركة للزلازل يتم الاستفادة منها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي واستخدامها في الأبحاث العلمية".وعلى هامش الملتقى تقام حلقة عمل تتناول المعطيات الزلزالية من شبكة المصفوفات وآلية تحليل البيانات بين الأنواع المختلفة لشبكات الرصد وذلك باليوم الأخير من الملتقى، إضافة إلى الزيارة الميدانية للحد الفاصل بين صخور القشرة الأرضية وصخور الستار (موهو)، حيث تعتبر السلطنة أحد المواقع النادرة على مستوى العالم والتي يظهر فيها هذا الحد بوضوح على سطح الأرض.