[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/06/sa.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سهيل النهدي[/author]يتناغم هذه الايام (مهرجان مطرح التراثي السياحي) مع تاريخ ولاية مطرح العريق تلك المدينة الساكنة على ضفاف مياه بحر عمان تراقب بجبالها وابراجها وقلاعها التاريخية زوارها القادمين من شتى بقاع الارض للتجارة والعلم والمعرفة سابقاً وللسياحة والتنزه والاستمتاع بالاجواء الجميلة والسوق التجاري النشط قديماً وحديثاً، لترسو سفنهم بذلك الميناء العريق ولينزلوا مختلف اصناف البضائع التجارية لتذهب بعد ذلك الى مختلف اسواق السلطنة.مطرح تلك المدينة التي لا يكاد حديث تاريخي نسمعه من الآباء والأجداد الا ويكون اسم مطرح وسوقها وقلاعها وبوابتها حاضراً بين اجمل الحكايات، حيث يسرد لنا الآباء والاجداد قصص الكفاح والعمل والرحلات على ظهور الهجن الاصائل قاصدين مطرح حاملين بعض المنتجات التي جادت بها الارض العمانية وليتبضعوا من مطرح ما جادت به بلدان ارض الهند وفارس والقارة الافريقية في سرد تاريخي جميل، حيث مواعيد الانطلاق ومواعيد التواجد بمطرح قبل وبعد غروب الشمس وكيف كانت تسير تلك المنظومة الطبيعية من العمل والتجارة الرائجة بمطرح قديماً وحديثاً.ومن يزور مطرح اليوم ويتخيل ذلك الزمان حيث تتوافد قوافل الابل من مختلف محافظات السلطنة لتاخذ مكانها بتجارها ومرافقين القوافل بين زحام التجار والباعة و الزوار، ويعكس الصور التي غدت عليها مطرح اليوم يكاد يسمع نداءات التجار وحنين الابل مع اصوات طائر النورس على ضفاف شاطئ مطرح، حيث تشهد تلك القلاع والحصون الشامخة بكل ارجاء مطرح على ذلك التاريخ القديم.اليوم واذا تعيش مطرح كسائر المدن العمانية نهضة تنموية شاملة في ظل العهد الزاهر الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ فإنها تنعم بمنجزات شاهدة على رسوخ المكان والزمان في تناغم واضح بين اهمية التاريخ وعراقة المكان وصوت الانسان الذي عاش بمطرح بقدم تاريخها وجمال حاضرها.وعندما يفكر اهالي مطرح بمجلسها البلدي ومكتب سعادة السيد الوالي وكل مؤسساتها الحكومية والاهلية بمهرجان يقام بهذه الولاية العريقة ويترجم ذلك الى واقع حقيقي يعكس الصورة الحقيقية لمكانة مطرح بين اهلها وبين ابناء السلطنة كافة كونها المدينة التي فتحت قلبها منذ زمان طويل للجميع ليكونوا بين جنباتها يسعون الى الخير والرزق.مهرجان (مطرح التراثي السياحي) وهو يستقبل زواره هذه الايام فانه بلا شك يعتبر محطة هامة تفتح للزوار صفحات من الماضي العريق لهذه الولاية ،فهذا المهرجان الذي افتتح بـ اوبريت غنائي بـ (7) لوحات (حكت حكاية مطرح) فإن الفعاليات المتنوعة التي تاتي في اطار المهرجان كذلك ستقدم للزوار باقة متنوعة من الفعاليات التي ستمتع الزوار.مطرح حكاية جميلة في كل تفاصيلها ولوحة فنية صنعها الخالق وسط هذه البلاد الطيبة التي تتعاضم معزتها في قلوبنا بشكل دائم، فهذه هي عمان من اقصاها الى اقصاها يعشق اهلها كل ذرة تراب عزيزة على هذا الوطن العزيز.* من أسرة تحرير (الوطن)[email protected]