الاعتكاف في رمضان شروطة وأحكامه

الناعبي : نية الاعتكاف هو أن يعقد العزم على أن يعتكف طاعة لله تعالى ، ويحدد اليوم الذي سيبدأ فيه الاعتكاف
الاعتكاف : هو المكث في المسجد لمدة معلومة وبصفة مخصوصة ، وهو قربة من القرب العظيمة إلى الله تبارك وتعالى
لا بأس للمعتكف أن يخرج لمعالجة نفسه ولعيادة مريض وتشييع جنازة وخدمة أسرة وما شابه ذلك من ضرورات
رصد أقواله أحمد بن سعيد الجرداني
شهر رمضان المبارك أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وإن من أعظم أعمال العشر الأواخر المتقرب بها إلى الله والذي يمكن الصائم فيه من الجمع لكثير من الأعمال الصالحة هو الاعتكاف الذي ينقطع فيه الصائم عن دنياه ويتعلق بآخرته فيكثر من الصلاة وقراءة القرآن والذكر وتدارس العلم وغير ذلك من أعمال البر :
موضوع الاعتكاف كانت لنا هذه الوقفات مع الشيخ القاضي : سليمان بن ناصر الناعبي

في البداية هل لكم تعريف الاعتكاف ؟
- هو المكث واللبث ، يقال اعتكفت في المكان الفلاني مكثت فيه ولبثت ، هذا لغة ، أما اصطلاحا فهو المكث في المسجد لمدة معلومة وبصفة مخصوصة ، وهو قربة من القرب العظيمة إلى الله تبارك وتعالى .
وهل هناك شترط لمن اردا الاعتكاف؟
- المكان وهو المسجد ، والزمان وهو المدة الكافية ، والصيام ، واعتزال النساء . يقول تعالى : ( .... ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد . ) فتضمنت الآية الشروط الأربعة : عدم المباشرة ، المسجد ، الصيام ، حيث أن الحديث كان في معرض الصوم ، الزمن أكثر من يوم ، حيث أن النهي عن المباشرة يقتضي المبيت بالمسجد فدل على أنه من يوم بكامله فأكثر .
وما هو ركنه والحكمة من ذلك وكذلك المدة؟
- الإتيان بصنوف العبادة بعد تحقيق المكث في مكانه وزمانه .
حكمه :
- سنة فعلية ، لما ثبت عنه عليه السلام أنه اعتكف في العشر الأواخر من رمضان . لما جاء عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : كان سول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا دخلت العشر الأواخر شد مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله .
المدة الكافية للاعتكاف :
- أقله يوم واحد ، ولا أكثر له ما لم يخرج عن حد المعقول والمعهود.
المسجد من شروطه فهل هو خاص بالرجال دون النساء ؟
- لا بل هو عام للجنسين معا .
وإذا لم تستطع المرأة الذهاب إلى المسجد لعدم وجود المحرم معها ، أو كثر المعتكفون بالمسجد ، أو ما كان هناك من مكان خاص بالنساء هل تحرم من أجره ؟
- لا تحرم بل أجازوا لها الاعتكاف في مكان تعينه بذاته لمعتكفها في بيتها .

ماهي الصفة العملية للاعتكاف ؟
- أن يعقد العزم على أن يعتكف طاعة لله تعالى ، ويحدد اليوم الذي سيبدأ فيه الاعتكاف فلو أراد مثلا أن يعتكف من الغد عليه أن يدخل المعتكف أي المسجد قبل غروب شمس هذا اليوم ويخرج بعد غروب شمس اليوم الذي يختم به اعتكافه سواء كان يوما أو أكثر من يوم ، وقيل بجواز الدخول قبل طلوع الفجر لمن أراد أن يعتكف ليوم واحد فقط ، ويلبث في معتكفه طوال المدة التي أراد أن يعتكف فيها مستغلا جل وقته في الصلاة مع الجماعة فريضة ، والإكثار من صلاة النفل والطاعة، وقراءة القرآن والذكر والدعاء ومدارسة العلم ، وله تناول طعامه ليلا ، والنوم للراحة واستعادة النشاط والحيوية ليقوى على مداومة العبادة واستمراريتها.
للمعتكف تناول الطعام ليلا فمن يأتي له بطعامه ؟
- أهل بيته زوجه ابنته ابنه أحد أقاربه أو خاصته .
لو تعذر تيسر أحد هؤلاء أو كان معدما لهم .
- ذهب بنفسه ولا حرج عليه ، ولا ينس أنه معتكف فلا يدنو من أم العيال فهو ممنوع .
ماذا لو مرض أحد أهل بيته ولم يجد من يحمله إلى العيادة إلا هو أيأخذه ؟
- نعم فهو ملزم بذلك ويضاعف له أجره .
-
- هل من ضرورات أخرى تبيح له الخروج ؟
- نعم ، يخرج لمعالجة نفسه ولعيادة مريض وتشييع جنازة وخدمة أسرة وما شابه ذلك من ضرورات .
يجد بعض الأصحاب والخلان مجالا للحديث مع صاحبه وخليله في المسجد ، ماذا لو كان أحدهما معتكفا ، وهل الحكم سواء داخل المسجد وخارجه ؟
- لا بأس أن يبادله الحديث اليسير لمرادة الحال ومعرفة الأخبار الهامة عن أحوال المسلمين ، وكذا لو دفعته الضرورة للذهاب إلى البيت له الحديث مع أهله وأسرته ، لا كما يفعله البعض كما أخبرت أنه يذهب إلى بيته مع أهله ولا يتحدث معهم بل يتبادل معهم الإشارات فقط للتفاهم فيما جاء من أجله !