مسقط ـ الوطن:صدر للشاعرة شميسة النعمانية ديوانها الشعري الأول "ما تبقى من اللون"، الذي يأتي ليشكل تجربة شعرية تراكمية لسنوات أدبية ماضية، هذا الديوان أصدرته وزارة التراث والثقافة من خلال دار الانتشار العربي، ضم العديد من النصوص الشعرية الرائعة وعددها 26 قصيدة ومن بينها ، "طيران في النهر" و "طواف" و "هلا تخبئني؟" و "كوم خرافي" و "إني كتبتك وانتهى" و "نام الشبيه على" و "الشبيه" و "كم عشقتك " "عروج " و "هاك أرغفة الصباح" و "زلفى إليك" و "تذكرة" و "مبتدأ الصبح.. بعد الزنازين" و "أينما وجهت وجهي" و "قيل عن بعض الرجال!" و "مساء لمسقط" وقصائد أخرى تنوعت في تفاصيل وأطروحاتها.حول هذا الديوان تقول الشاعرة شميسة النعمانية : "ما تبقى من اللون" هي الياسمينة الأولى التي أقتطفُها من فردوس الشعر، هذا الفردوس الذي سقيت جنائنه بالشعور الشفيف والصدق مع الذات والانتماء للكلمة والتصالح مع الحرف أكثر من غيره، وتضيف شميسة: لا أستطيع أن أقول أن هذا الديوان يمثّل تأريخا شعوريا لي شخصيا، ولكنه يمثل جزءا مني وجزءا مما أثَّرَ في ذاتي فالعالم المحيط بنا يضج بالحياة بمختلف مفرداتها، فالحب والجمال والفرح والحزن والوجد والحنين والانتصار للإنسانية في حلتها النقية بعيدا عن ألوان الدماء التي وأدت الورد وتلطخت بها أجنحة النوارس معلنة الحداد على الرحمة لدى كثير من البشر. فالديوان هو محاولة رسم شفيف ووجداني لعالمي والعوالم التي تمر من حولي حتى لو كانت لقطة عابرة، المهم هو قدرتها على خلق قصيدة.وفيما يتعلق بتوقيت خروج الديوان إلى المتلقي تقول الشاعرة شميسة النعمانية : أشعر أن الديوان أتى في وقته، فليس متأخرا ولا مبكرا، فقد عرضتُ الديوان قبل نشرة على نخبة من المتخصصين في الأدب أكاديميا وأدبيا، وأشاروا عليّ بنشره وعدم التردد أكثر، لأنه كلما يتأخر الشاعر في نشر إنتاجه يخلق الزمن فجوة بينه وبين ذلك الإنتاج فيتخلص منه، كما أن النشر المتوازي مع الإنتاج يعكس صدقا في التعامل مع القارئ.وعن ما إذا هناك مشروع أدبي جديد قادم تضيف النعمانية بقولها: لا مشروع محدد في الزمن القادم، لكن بإذن الله النية موجودة لمواصلة المشوار الكتابي وسقيا جنائن الروح لاقتطاف بياض آخر من الياسمين.كما تطلعنا النعمانية عن خصوصية عنوان الديوان قائلة: اختياري لعنوان "ما تبقى من اللون" ليتوشح به الديوان لما بعكسه من حقيقة وجودية لا يمكن إنكارها ولا التحكم فيها.. فكل الحيوات والأشياء لها ولادة بازغة ونهاية خافتة، لها حضور ثم غياب، لها اشتعال ثم انطفاء.. كل شيء يحمل معه قدر موته منذ البذرة الأولى لوجوده.. واللون هو أحد مفردات الوجود والبقاء، وخفوته وامّحائه هي دلالة البدء في مرحلة الفناء والتلاشي.. وكل ما نمر به في هذه الحياة كاللون،، له حضور بهي ثم لا يلبث أن يغادرنا .. ولا يتبقى منه إلا أثره .. وهذا الديوان أثرٌ لكثيرٍ من الجمال الذي منحتنا إياه الحياة فرحا أو حزنا.