يبحث الأهالي والمقيمون بولاية عبري منذ فترة ليست بالقصيرة عن «حدائق ذات بهجة» فولاية عبري ذات المساحة الكبيرة والكثافة السكانية لم يوجد بها إلا حديقتين واحدة ببلدة السليف والأخرى بحي العقبة السكني وهي مغلقة الآن للصيانة، وفي حقيقة الأمر لم ترق تلك الحديقتان للحدائق المتعارف عليها لصغر مساحتهما وافتقارهما للكثير من المرافق العامة التي تتطلبها الحدائق ، ولذلك بات أغلب المواطنين يهجرون تلك الحدائق التي بحاجة إلى قدر كبير من التطوير من حيث الشكل والمضمون، فبالإضافة إلى أنها قليلة جدا، فإن الموجود منها لا يحمل صفات الحدائق العامة المتعارف عليها، ويفتقر إلى أبسط أنواع الخدمات التي يحتاجها الزوار، فالحدائق صغيرة وتعاني غياب الخدمات لذلك يعزف اغلب المواطنين والمقيمين عنها، مع أنه من المفترض أن تكون هذه الحدائق متنفسا وعامل جذب، لأن الكثير من العائلات تحرص على اصطحاب أطفالها لقضاء فترة العطلات في الحدائق والمتنزهات بعيداً عن الأماكن المغلقة والمجمّعات التجارية، ومن المعلوم أن الحدائق والمتنزهات تعد متنفساً جيداً ومتميزاً للكبار والصغار، وتعطي الزوار أريحية في قضاء أطول وقت ممكن في الحديقة خاصة مع وجود الملاعب التي يفضّلها الأطفال بشكل كبير، لذلك يناشد أهالي عبري إنشاء حديقة عامة تتوافق مع مواصفات الحدائق المتعارف عليها من حيث المساحة ومجهزة بكل أنواع المرافق، لتتناسب مع النهضة العمرانية والزيادة المضطردة للسكان التي تشهدها ولاية عبري وتصلح لأن تكون وجهة سياحية للولاية ومتنفسا للمواطنين والمقيمين فالحدائق اليوم باتت من مقومات المدن العصرية التي لا غنى عنها فهي التي تعكس الوجه الحضاري للمدينة.
وقد أعلن منذ فترة عن إنشاء مشروع الحديقة العامة على الطريق العام (عبري ـ ضنك) والذي ينفذ بمساهمة من قبل الشركات النفطية العاملة بالولاية، لكن لم يتم تنفيذ ذلك إلى الآن ونتمنى أن يرى هذا المشروع المهم النور قريبا، فإنشاء الحدائق لا يقل أهمية بأي حال من الأحوال عن إنشاء المشاريع الكبرى الأخرى بل يعتبر إنشاء الحدائق من المشاريع التنموية التي تحتاجها المدن ويبحث عنها الناس بشغف.

محمود زمزم
مكتب "الوطن" بعبري
[email protected]