[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/tarekashkar.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]طارق أشقر [/author]
كعادتها تشارك المؤسسة العامة للمناطق الصناعية الأحد المقبل في معرض الخليج للأغذية "جلفود 2018" الذي تستمر فعاليات دورته لهذا العام بمدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة حتى الخميس المقبل.
بهذه المشاركة العمانية ضمن مائة وعشرين دولة من مختلف أنحاء العالم بينها دول تشارك لأول مرة ومن دول شرق اوروبا التي تعتبر أسواقا جديدة محتملة مثل إستونيا وصربيا وسلوفاكيا، تكون المنتجات العمانية قد أكدت على مضيها قدما في تسجيل الحضور الخارجي في مختلف المعارض العالمية المتخصصة فضلا عن حصورها عبر معارضها الخاصة بها، مما يوسع من فرص تسويقها خارجيا بهدف الدخول إلى اسواق أخرى جديدة تزيد من حصصها السوقية خارجيا.
ان الالتفات إلى عدد المشاركين في هذه المداخلة يعتبر عنصرا له أهميته في هكذا فعاليات يكون هدفها الترويج التجاري والحصول على حصص سوقية في اسواق جديدة، ويكون العنصر ذا أهمية كبرى عندما تكون المشاركة باسم دول تحرص كل واحدة من تلك الدول على انتقاء الأفضل لديها من شركات ذات منتجات عالية الجودة للمشاركة بها لضمان القدرة التنافسية، وبالتالي ضمان الحصول على عقود تجارية ستسهم بشكل أو بآخر في اجمالي الناتج المحلي لكل دولة تحصل منتجاتها على صفقات تجارية لتصدير منتجاتها إلى أسواق جديدة.
وعليه فإن مشاركة المنتجات العمانية بجناح السلطنة ضمن مائة وعشرين جناح دول تمثلها أكثر من خمسة الف شركة متنوعة المنتجات الغذائية، بقدر ما انه تحديا ميدانيا للمنتجات العمانية، الا انه في الوقت نفسه يكسبها مساحات أوسع للتحرك في التسويق بين الوفود وزوار المعرض من مختلف الدول، مما يفتح الباب امام المنتج العماني ليكون موضوع توقيع العديد من الصفقات التجارية الجديدة لأسواق جديدة لأول مرة مرة، او تعزيز الوجود في اسواق يسجل فيها المنتج العماني حضورا منذ العديد من السنوات خصوصا الأسواق المجاورة بالمنطقة الخليجية والعربية الأخرى..
اما العنصر الآخر الذي وبكل تأكيد لن يهمله المنتجون فهو يتمثل في ان وجود المنتج العماني في معرض بالضرورة ان تكون فيه منتجات أخرى مماثلة ومشابهة للمنتجات العمانية خصوصا المنتجات الغذائية، سيتيح للمنتجين التعرف عن قرب على تلك المنتجات المماثلة والشبيهة، وبالتالي تدارك نقاط الضعف إن وجدت، وتعزيز نقاط القوة في المنتج العماني بالقدر الذي يكسبه المزيد من القدرة التنافسية.
اما البعد الآخر أو المردود الذي يمكن ان يجنيه المنتج العماني من هكذا مشاركات قد يكون ذو آفاق اوسع، خصوصا ولو اتاح المنظمون للعارضين فرصة البيع المباشر للجمهور، فان مثل هذه الفرص ستخدم العارضين كثيرا ليستخدموها كمؤشرات يقيسون بها اتجاهات المستهلكين عن قرب، ليتعرفوا من خلال عمليات البيع المباشر وسط وجود خيارات واسعة من المنتجات المنافسة على مايجذب المستهلك بشكل افضل، فهل هو عامل السعر، ام عامل التغليف واسلوب العرض، ام عامل السمعة والشهرة والانطباع المسبق عن علامات تجارية ذاع صيتها سابقا، ام غير ذلك.
وعليه فإن هذه الفرص بالضرورة سيكون لها مردودتها الايجابية لكل شركة تحرص من خلال مشاركتها في هكذا معارض على النظر فيماوراء النتائج ، دون ان تكتفي بمجرد عرض المنتجات ، وذلك في وقت يعتبر فيه الكثير من الاقتصاديين المعارض الدولية بمثابة منصات انطلاق حقيقية لمنتجات المشاركين تؤهلهم للدخول بقوة إلى اسواق جديدة ربما يكون اقتحامها بالتسويق الفردي اكثر صعوبة من دخولها عبر أجنحة المعارض ... والله ولي التوفيق.