أيها الصائمون القائمون:إنّ الأعمال الصالحة لها فضل فيشهر رمضان ، ومن تلك الأعمال الصالحة العمرة في رمضانفيا أيها المسلم1-إن تيسر لك أن تعتمر في شهر رمضانأي وقتٍ منه ، لأم سنان الأنصارية :( مَا مَنَعَكِ مِنْالْحَجِّ قَالَتْ أَبُو فُلَانٍ تَعْنِي زَوْجَهَا كَانَ لَهُ نَاضِحَانِ حَجَّ عَلَى أَحَدِهِمَا وَالْآخَرُ يَسْقِي أَرْضًا لَنَا قَالَ فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي ) أوّله ، أو آخره ، أو وسطه ، فافعل.2ـ وإذا تيسّر لك أن تذهب بوالديك إلى العمرة ، أو أسرتك ، فهذا أمرٌ طيبٌ، وإذا كان والداك قد ماتا في أول شهر رمضان أو مات أحدهما ، فاعمل لكل واحدٍ منهما عمرة في رمضان أو اعمل فإنّه بحمد الله قد تيسّرت أمور العمرة ، ولم تكن مكلفه ، بل هي يسيرة جداً ، ونفقتها يسيرة على من كان قريباًمن مكة ،((الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ )) رواه الشيخانفاغتنم الفرصة ! إذا كنت موظفاً فلا تترك عملك3وتذهب إلى العمرة ، إلّا إذا أخذت إذناً من عملك ؛ لأنّ العمل أمانه ، ويجب المحافظة عليه ، والقيام به ، وأمّا العمرة فقد تكون نافلة ، والواجب مقدمٌ على المندوب ، وهذا التوجيه عام لأئمة المساجد وغيرهم ، فعلى المسلم أن يتنبّه لذلك.وإن كان الصوم لا يضرُّ بك ، ولكن يلحقك مشقة شديدة -من الحرارة - وتعب شديد ،وربما أدى إلى الهلاك فالفطر أفضل لك ؛ لأنه :( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَرَأَى زِحَامًا وَرَجُلًا قَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالُوا صَائِمٌ فَقَالَ لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ ) رواه الشيخان.:( أَأَصُومُ فِي السَّفَرِ وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيَامِ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَصُمْ وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ ) رواه الشيخان وان كان الصوم والفطر عندك سواء ، فأنت مُخيّرٌ ، إن شئت فصُم وان شئت فافطر ؛ واعلم -أيها المسلم- أنّك إن سافرت في رمضان أو في غيره وكنت تعمل عبادات ولمتعملها في السفر فإنّه يُكتب لك مثل ما كنت تعملإِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا )رواه البخاري وكذلك لو مرضت ،فإنّه يُكتب لك ، والله الموفق.إعداد:علي بن عوض الشيباني