الحديث عن الحضارة التاريخية والتراثية في هذه الأرض الطيبة حديث طويل ومليء بالشوق والمتعة فالسجل التاريخي العماني يمتد عبر آلاف السنين وله جذور صلبة ومتينة ففي كل بقعة وشبر هناك تاريخ وملحمة صاغها الآباء والأجداد وبطولة عبر عنها هذا العمق التراثي العريق بمفرداته وجمالياته صور متعددة تجسد الدور الإنساني ففنون الهندسة المعمارية في تصاميم القلاع والحصون والأبراج والحارات خير شاهد على هذا البناء العريق والصامد على مدى السنوات التي تحكي للأجيال قوة وصلابة ومتانة العمارة العمانية وشموخها.
والزائر لهذه المفردات التراثية لاشك فإنه يطالع من خلال تجواله عبقرية الهندسة العمانية وتفننها والحديث هنا يقودنا إلى أهمية الحفاظ على هذا التراث من الاندثار فالعوامل الطبيعية لاشك لها دور في طمس بعض معالمها وأيضا العبث بهذه المرافق من تكدس المخلفات بها تشوه المنظر وصورتها التراثية فلابد من تحرك إلى صيانتها واستغلالها وإقامة بعض المرافق الخدمية، وعلى سبيل المثال المدينة الأثرية في بلدة بات وآثار مدينة الغبي وحارتي السليف والرمل واللتين تمثلان النموذج للقرية العمانية ببيوتها وحاراتها العريقة والأسواق الشعبية التقليدية.
هذه المواقع لها وقع خاص في نفوس كل عماني وتمثل له حقبة زمنية وذكريات لاتنسى فتراثنا فخرنا وجزء لايتجزء من تاريخنا التليد فإننا الآن علينا العمل على صيانته واستغلاله سياحيا فهو كنزنا الذي لاينضب.

سعيد بن علي الغافري
مسئول مكتب الوطن بعبري