محمد مراد صانع خناجر : الخناجر العمانية لها شهرة محلية ودولية

صحم ـ من علي البادي :
تعد صناعة الفضيات خاصة الخناجر العمانية ، واحدة من أهم الصناعات الحرفية التي تتميز بها السلطنة ويمارسها الأهالي في بعض ولايات السلطنة ، ويعتبر محمد بن مراد البلوشي واحدا من الذين عرفوا هذه المهنة منذ زمن بعيد ولا يزال مواصلا لها مع بعض أبنائه في محله القريب من شاطئ البحر في ولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة.
يقول محمد البلوشي : إنه بدأ مزاولة حرفة صناعة الفضيات منذ كان عمره 15 عاما أي قبل حوالي 45 عاما وهي تمثل بالنسبة له المهنة الوحيدة التي تشكل له مصدر دخل ، وقام بتعليمها لأبنائه حرصا منه على تعلم الجيل الحاضر لمهن الآباء والأجداد من ناحية ، ومن ناحية أخرى لكي تبقى هذه الحرف محافظة عليها على مر الزمن ، سواء صناعة الخناجر العمانية والسيوف أو غيرها من الفضيات الأخرى التي يحتاجها الإنسان في مختلف شئون حياته.
مكونات الخنجر
يشير محمد البلوشي إلي أن مكونات الخنجر العمانية تتمثل في القطاعة والصدر والحلق والطمس والرأس والنصلة والحزام و الأسلاك فضية والزري ، فيما تصل فترة صناعتها من خلال شخص واحد ما بين 20 إلي 30 يوما ، أما إذا تشارك حوالي 4 أشخاص فتتم صناعتها خلال 10 أيام ، ومن الأنواع التي يقوم بصناعتها ما يعرف بخنجر الباطنية وخنجر السعيدية والتي تختلف في عدد حلقاتها وفي الصدر والرأس عن بقية الأنواع الأخرى .
يوضح أبو عبدالله أن ما يميز الخنجر إلي جانب مكوناته الفضية هو القرن الذي يشكل أهمية بالغة لدى كل الذين يقتنون الخناجر في السلطنة فهناك ما يسمى بقرن الزرافة الذي كان قديما يتم استيراده من الخارج وهو شبه منعدم الآن وعليه من يملك هذا القرن فإنه يحتفظ به ولا يرضى التفريط فيه لأي سبب كان وإلي جانب قرن الزرافه فهناك ما يعرف بسن الفيل وخشب الصندل والسيراميك والتي جميعها تضيف منظرا جماليا في شكل الخنجر.
تسويق وشهرة
وفي شأن تسويق منتجاته من الفضيات يؤكد محمد البلوشي أن معظم ما ينتجه يقوم ببيعه في السلطنة وغالبا ما يتم مباشرة من محله وعبر طلبات محددة نظرا لما وصل إليه من إتقان لهذه الحرفة وإلي جانب ذلك فإن لديه طلبات ومشترين من بعض دول مجلس التعاون الخليجي خاصة للخنجر العماني والسيوف الذهبية والفضية ، حيث كما هو معروف أن للخنجر العمانية شهرة واسعة ويحرص البعض على اقتنائها إلي جانب تقديمها كجوائز وهدايا في مختلف المناسبات الرسمية والاجتماعية والأهلية كما أنه في بعض الأحيان يشارك في المعارض الخارجية التي تشهد مشاركة للسلطنة من خلال تقديم نماذج للحرف والتراثيات العمانية .
مسؤولية وهدف
وفي ختام حديثه معنا يوجه محمد البلوشي كلمة للحرفيين بضرورة أن تبقى هذه المهن للعمانيين فقط حيث بدأ البعض بالتخلي عنها وكذلك نجد من الشباب من ينشغل عنها بسبب الحياة الحديثة ولكن في الواقع يجب أن يعمل الجميع للمحافظة عليها وهي مسؤولية جماعية ، حتى لا يصل بنا الحال في يوم ما إلي تسليمها للأيدي العاملة الوافدة .