ينطلق في أعماله من دراسة أشكال الطبيعة لرسم أشكال معمارية متنوعةالدوحة ـ "الوطن" :بخطوط تعرجت بانحناءات متقاطعة حينا ومتوازية حينا آخر مستوحاة من الطبيعة وما تحتويه من أشكال معقدة ومحكمة التنسيق، كوّن الفنان والمهندس المعماري محمد مهند بركات أعماله التي قدمها في معرض هندسة الطبيعة في التكوين المعماري، و الذي افتتحه سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا بالدوحة الذي أثنى على هذا المعرض قائلا ان الفنان المعماري محمد مهند بركات قدم أعمالا تلفت الانتباه تمزج بين جمال الطبيعة و قوة الهندسة.وأكد "السليطي" : أن كتارا تعمل على أن تقدم لجمهورها تجارب فنية متنوعة لتفتح أمامهم مسالك الإبداع المختلفة و تطلعهم على أفق جديدة من الابتكار. داعيا الجمهور لزيارة هذا المعرض الذي يتواصل الى غاية 14 يناير الجاري و الاطلاع على ما قدمه من تجربة فنية و معمارية متفردة.وحول استلهام محمد بركات من الطبيعة هندستها المختلفة لتشكيل 10 مجسمات و 11 لوحة نحتية و مجموعة من الصور قدمها في هذا المعرض واختيار إبرازها باللونين الابيض و الاسود .. قال "السليطي" : إن استعمال ألوان الطبيعة المختلفة لن يبرز التعرجات و الانحناءات لذلك قررت تقديمها بالابيض و الاسود، حتى ألفت الانتباه الى تأثير هندسة الطبيعة على كل ما يصنعه الانسان مشيرا إلى أنّ كل ما يراه الإنسان حوله يرسخ في باطنه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وهو ما ينعكس على أعماله و رسوماته و اختراعاته.ويقول محمد مهند بركات الذي ينتمي الى عائلة تضم بين أفرادها سبعة مهندسين معماريين:إنه تأثر بالجو العام للعائلة بالاضافة الى تأثره بكبار المصممين المعماريين العالميين حيث عكف على دراسة ما قدموه من أعمال وأبحاث وهو ما مكنه من ابتكار أسلوب فني خاص به يمكن اعتماده سواء في هندسة الديكورات الداخلية أو المعمارية أو المدنية. وأضاف "بركات" إنه ينطلق في أعماله من دراسة أشكال الطبيعة لرسم أشكال معمارية متنوعة. فالطبيعة عبارة عن مزج بين اشكال هندسية بديعة خلقها الله بشكل معقد جدا على الرغم من أننا نراها بسيطة جدا.وبتأمل أعمال بركات، يمكن لزائر المعرض أن يستشعر مستوى الخيال و الابداع الذي تحلّى به الفنان، فهو لئن استوحى أفكاره الأولى من عناصر الطبيعة سواء كانت جغرافية كالجبال و الهضاب و السهول، أوحيوانية كالفراشات و الاسماك و غيرها، فإنه كشف عما يتمتع به من حس فني عال و خيال لا متناهي نجح في التأليف بين البسيط و المعقد و بين الزوايا المنحنية و الحادة وبين ماهو أفقي وماهو عمودي بالاضافة إلى ثنائيات أخرى تلخصها علاقة الإنسان بالطبيعة. و يؤكد بركات على أهمية أن يكون الفنان مبدعا و يتجاوز في أعماله الموجود لينجح في الابتكار و تحقيق الاضافة.تجدر الإشارة إلى أن محمد مهند بركات فنان ومهندس معماري سوري مقيم في قطر، تخرّج من جامعة دمشق سنة 2008 حيث تحصل على شهادة الباكلوريوس من كلية الفنون الجميلة في هندسة العمارة الداخلية. و تميزت أعماله بالخيال و الاسلوب الحديث في التصميم و الابتعاد عن المألوف بالاعتماد على هندسة الطبيعة المعقدة و الحرة في آنٍ واحد.