فكرة مرعبة لتكرار يوم واحد لشخص يموت في نهايته

دعوة للشباب الجامعي للتغيير إلى الأفضل

لم يبالغ في الرعب .. وقدم جرعة كوميدية أيضا

القاهرة ـ من إيهاب حمدي:
ماذا ستفعل إذا وجدت نفسك تعيد مرارا وتكرارا تجربة يوم واحد فقط في حياتك ينتهي بمقتلك بطرق مختلفة؟ ماذا لو هذا اليوم هو يوم عيد ميلادك تحديداً؟ كيف ستشعر وأنت تعلم يقيناً أنك ستقتل في المساء في ساعة محددة؟ وكيف ستتصرف حينما تكون قادراً على معرفة سلوكيات وأقوال وحركات من حوالك في هذا اليوم لأنك الوحيد من بينهم الذي مر بهذا اليوم بكل مفرداته وأحداثه قبل ذلك؟ إنها حقاً فكرة أو افتراض مرعب وكوميدي في نفس الوقت.
رغم أن الفيلم يقوم في الأساس على الرعب الذى يتملك البطلة من ملاقاة نفس المصير اليومي وهو الموت بطرق مختلفة الا انه لم يفرط في استخدام صور الرعب المعهودة والدماء المتناثرة، كما انه تعرض للحظات كوميدية ليست قليلة ناتجة من مفارقات منطقية .
لقد شهدت السينما العالمية الكثير من الأفلام التي تستوحي من فكرة فيلم Groundhog Day او" يوم جراوندهوج" على مر السنين والذى اخرجه وكتبه الاميركي هارولد راميس عام 1993 والذى يدور حول فيل كونورس " بيل موري" الذي يعمل مذيعا تليفزيونيا للنشرة الجوية، أثناء تغطيته ليوم جراوندهوج يجد نفسه يعيد نفس اليوم كل يوم.
من هذه الأفلام أيضا Edge of Tomorrow و Source Code و Haunter و 12 Dates of Christmas و و Christmas Do-Over و Christmas Every Day وغيرها، غير عابئين بأن الفكرة تكررت لكنهم كانوا يطمحون الى تقديم مضمون مفيد وجيد .في النسخة الأخيرة من نوعية هذه الأفلام وهو فيلم " Happy Death Day" أو "يوم سعيد للموت" الذى نحن بصدده نشاهد محتوى جيدا فعلياً يقدم الفكاهة مع الرعب الموظف غير المبالغ فيه بجانب الفكرة الجيدة المحفزة للمشاهدين.

طالبة جامعية
محور الأحداث هي طالبة جامعية بكلية الطب تدعى "ترى" " جيسيكا روث " تعيش إلى حد كبير حياة طبيعية وأنانية ومملة ومستهترة تستيقظ ذات صباح لتجد نفسها في غرفة شاب يدعى كارتر " إسرائيل بروسارد " كارتر هو زميلها في الجامعة وتعرف انها قد نامت في حجرة بعد حفلة متأخرة .يخبرها كارتر أنهم لم يفعلوا شيئاً وهي بدورها تلملم حاجياتها وتخرج مهرولة الى حجرتها في نزل الطالبات الجامعيات في الطريق تقابل صديقا قديما لها تعتذر له بلطف وفى النزل نتعرف على زميلتها " دانيال" " راتشيل ماثيوز" التي تحاول ان تتقرب منها لكن ترى تعاملها بجفاء.
تذهب تري الى الجامعة وهناك تتقابل مرة أخرى مع كارتر حيث يأتى اليها ليعطيها اسورة خاصة بها قد نستها عنده، يمر اليوم وتذهب ترى الى الطبيب " جريجوري" " تشارلز أيتكن" وهو مدرسها في الجامعة لكن تأتي اليهم زوجته فجأة فتقطع عليهم لحظات الخلوة .تعود ترى الى مسكنها ثم تخرج ليلاً الى حفلة تنكرية ليلية وفى الطريق يأتي أحد المهووسين مرتدياً قناع وجه طفل ويحاول قتلها وبعد صراع ومحاولات هروب يقتلها طعناً بالسكين فعلاً.

يوم جديد قديم
بدلاً من أن تظل ترى ميتة، تستيقظ عند بداية اليوم نفسه في منزل الشاب كارتر وهنا تلحظ بعض التفصيلات التي تكررت معها بدءًا من رن المنبه والبحث عن دواء للصداع ثم الحوار القليل مع كارتر ودخول صديقه الى الغرفة صائحاً ثم خروجها واتجاهها الى النزل وما يصادفها من فتاة التواقيع لمبادرة الصداقة مع البيئة ومروراً بانطلاق جرس انذار سيارة ووقوع شاب أثناء مسابقة ثم انطلاق رشاشات المياه لري الخضرة واخيراً مقابلة صديقها القديم واعتذارها له. حينما تفكر ترى في هذه الأحداث تكاد تصاب بالجنون لكنها تحاول اخبار الطبيب العشيق الذى لا يصدق ذلك لكنها تكمل يومها وبالليل تحاول تغيير مسار الطريق وبالفعل تتجنب الطريق الذى قتلت فيه الليلة الماضية وتصل للحفلة وفى الحفلة تقتل مرة اخرة على يد نفس المقنع داخل احدى الغرف. تستيقظ في منزل كارتر وهكذا يحدث لها كل شيء مرة أخرى غير انها تقرر الا تخرج من المنزل في الليل فيأتيها المقنع في المنزل ويقتلها.
في اليوم الرابع تستيقظ عند كارتر وتخبره بما تعانى منه وتطلب مساعدته هنا تحكى له ما يحدث فيقترح عليها كتابة قائمة بمن من الممكن أن يكونوا يريدون قتلها فتعدد الأسماء والأسباب وتلحظ كم أنها غليظة وقاسية في تعاملها مع الآخرين.

التغيير للأفضل
يبدأ كاتر وترى البحث وراء قائمة الأشخاص المحتملين ومنهم صديقتها في الغرفة وزميلة دراستها وسائق وطبيبها العشيق وحبيبها السابق لكنهم جميعهم أبرياء ليسوا هم وهنا توقن بفشل الخطة ويبدا يوم جديد للموت. في هذا اليوم تكتشف فعلا حقيقة من يقوم بقتلها وهو قاتل متسلسل يقتل الشابات وقد القت الشرطة القبض عليه لكنه يعالج من غيبوبة في مستشفى تذهب سريعا مع كارتر للتبلغ عنه لكن في المستشفى يتمكن القاتل من قتل كارتر الأمر الذى يدفع ترى الى ان تقتل نفسها حتى تستيقظ من جديد وتنقذ كارتر وهو ما يحدث ولا يتكرر بعد ذلك لقتلها القاتل المتسلسل.
تحاول ترى ان تصلح كل أخطاء الماضي وتتغير للافضل لحياة جديدة فتصالح صديقتها في الغرفة وتعتذر لها، وتفترق عن الطبيب وتدعوه للاهتمام بزوجته وأولاده، ثم تقابل والدها وتعتذر له عن انقطاعها عنه .لكن تحدث مفاجأة وهى انها تستيقظ مرة أخرى من جديد في نفس اليوم رغم انها قتلت القاتل المتسلسل وهنا تكتشف ان من يريد قتلها فعلا هي زميلتها في السكن لرغبتها في الارتباط مع الطبيب العشيق وهنا تحدث مشاجرة تموت على اثرها الزميلة وتبدأ حياة ترى في العودة من جديد ببداية جديدة مع كارتر.
فيلم "يوم سعيد للموت" من اخراج " كريستوفر لندن"، وتأليف " سكوت لوبديلل"، وهو يندرج تحت نوعية أفلام الرعب والاثارة والغموض، مدته (96) دقيقة، وقد حصل على تقييم(6.6) على موقعimdb.com .