استفاد من برامجها 40 ألف طالب وطالبة العام الماضيصدور منهج القلاع السبع لحفظ القرآن الكريم ليسهم في رفع إنتاجية المدارس وتخريج كوكبة من حفظته مدير دائرة مدارس القرآن الكريم: الموافقة على إنشاء صندوق المدارس الخيري لدعم مدارس القرآن الكريم أجرى الحوار ـ سليمان بن سعيد الهنائي:تولي وزارة الاوقاف والشؤون الدينية عناية خاصة بالقرآن الكريم فهو ضمن أولوياتها واهتماماتها من خلال دائرة مدارس القرآن الكريم، حيث يبلغ عدد مدارس القرآن الكريم ألفاً ومائة وثماني وستين مدرسة يشرف عليها ما يقارب ألفاً وثلاثمائة وستين معلماً ومعلمة.وحول أهمية هذه المدارس ودورها الريادي في المجتمع التقت "الوطن" هلال بن حمود بن سالم الريامي مدير دائرة مدارس القرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية لتسليط الضوء عن أهمية مدارس القرآن الكريم في المجتمع.* هل لكم أن توضحوا لنا الدور الذي تقوم به مدارس حفظ القرآن الكريم في المجتمع؟** إن لمدارس القرآن الكريم أهمية عظيمة في المجتمع، وهذه الأهمية تنبع من أهمية ومكانة القرآن الكريم، فهو كتاب الله الخالد والمصدر الأول للتشريع ودستور الأمة إلى يوم القيامة، ولقد أصبحت مدارس القرآن الكريم ضرورة شرعية وتربوية في المجتمع، لأنها تؤازر الميادين التربوية الأخرى، كالأسرة والمدرسة، في تهذيب النشء وتزكيته وحمايته من الانحراف، وبفضل الله فإن مدارس القرآن الكريم بالسلطنة تقوم بدور بارز وملحوظ في هذا الجانب.وأضاف: إنه إلى جانب الخير التي يحصل عليه معلم ومتعلم القرآن الكريم ـ والتي وعد بها النبي (صلى الله عليه وسلم) فإن الملتحق بهذه المدارس يحصل على قدر كافٍ من علم التجويد الذي يعينه على إتقان القراءة الصحيحة لكتاب الله تعالى. بالإضافة إلى أن هذه المدارس تسهم في إخراج جيل صالح يعرف حق الله ويحترم حقوق الناس.* ما مدى الاقبال على مدارس القرآن الكريم والاستفادة من برامجها؟** بفضل الله تشهد مدارس القرآن الكريم إقبالاً متزايداً من مختلف شرائح وفئات المجتمع فهذه المدارس يستفيد منها الصغير قبل الكبير ولا تقتصر على فئة دون أخرى فهي تقدم خدماتها للجميع فهذه المدارس تعتبر نظاماً تعليمياً مجانياً يحق لأي فرد من أفراد المجتمع أن يحصل عليه.* كيف تتابعون مدى الفائدة التي يجنيها الناشئة من تعلم القرآن الكريم في هذه المدارس؟** لمتابعة هذا الأمر فإن دائرة مدارس القرآن الكريم تقوم بعمل إحصائيات مستمرة لحصر مخرجات هذه المدارس ولتجويد هذه المخرجات فإن الدائرة عملت على وضع تقويم سنوي ينظم العمل بهذه المدارس ويحدد مواعيد بدء الفصول الدراسية بها وقد صدر هذا التقويم بعد أن تم اعتماده من معالي وزير الاوقاف والشؤون الدينية.* ماهي التحديات التي تواجهكم وكيف تتعاملون معها؟ وما هي الآلية التي تضعونها لتسخير الإمكانيات الخاصة بتعفيل ادوار هذه المدارس؟.** ان وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تولي مدارس القرآن الكريم اهتماماً كبيراً لتطوير أدائها فقد انحلت الكثير من الإشكاليات التي كانت قائمة في السابق وتذللت كثير من الصعاب والآن مدارس القرآن الكريم تخطو بخطى واثقة لتحقيق الأهداف المناطة بها، وقد كان التحدي الأكبر هو عدم كفاية الدعم المادي لتغطية احتياجات المدارس القائمة أو بناء المدارس الجديدة إلا انه بفضل الله قد تمت الموافقة على إنشاء صندوق المدارس الخيري وهذا سيكون رافداً كبيراً لدعم مدارس القرآن الكريم.* كم يبلغ عدد المنتسبين لهذه المدارس سنويا وماهي الفئات العمرية الاكثر اقبالاً على المشاركة؟** بلغ عدد المستفيدين من هذه المدارس في العام الماضي 40 ألف طالب وطالبة من مختلف محافظات السلطنة ومن مختلف الشرائح العمرية وأكثر هذه الشرائح إقبالا على الدراسة بمدارس القرآن الكريم هن فئة النساء ثم تتليها فئة طلبة ما دون المدرسة ثم فئة طلبة مدارس التربية حيث يلتحقون للدراسة بمدارس القرآن الكريم في الفترة المسائية.* هل التعليم عن بعد له تأثير على هذه المدارس ؟ وما مدى الاقبال على هذا الاجراء؟** يشكل برنامج تعليم القرآن الكريم عن بعد نقلة نوعية في مجال الخدمات الإلكترونية التي تقدمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لأبناء المجتمع حيث يهدف هذا البرنامج إلى نشر ثقافة تعليم القرآن الكريم بين أبناء الوطن العزيز كافة باعتباره رسالة الإسلام الخالدة إلى جانب تعليم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم وتدريس أحكام التلاوة والتجويد عبر الفصول الافتراضية الحية فهو يسهم في تيسير حفظ القرآن الكريم لمختلف شرائح المجتمع ذكوراً وإناثاً لا سيما الذين لا يتمكنون من الالتحاق بمدارس القرآن الكريم النظامية لظروف عملهم أو دراستهم و ارتباطاتهم الحياتية المختلفة علماً بأن البرنامج يأتي مكملاً ومسايراً للدور الذي تقوم به مدارس القرآن الكريم التقليدية بمختلف محافظات السلطنة.وأضاف: منذ انطلاق البرنامج واعداد الملتحقين به في تزايد بفضل الله فقد بلغ عدد المسجلين في البرنامج للفصل الحالي 1600 طالب وطالبة تقريباً وتجد من العائلة الواحدة أكثر من 3 أفراد مسجلون في البرنامج ويتنافسون في الحفظ وهذا يعطينا مؤشراً بأن هناك قبولاً كبيراً من قبل العائلات لمثل هذه البرامج الهادفة.واشار الى اننا لا ننكر بأن هناك بعض المعوقات التي تحيل دون انتظام بعض الطلبة في الدراسة بالبرنامج وأهمها ضعف شبكة الإنترنت في كثير من مناطق السلطنة، أو عدم توفر الخبرة الكافية لدى بعض الأفراد المسجلين في البرنامج حول كيفية التعامل مع جهاز الحاسب الآلي والدخول للإنترنت لذلك نناشد جهات الاختصاص أن تقوم بتقوية شبكات الأنترنت وتخفيض الرسوم لمن يلتحق بالبرنامج ولو بنسبة 50% من قيمة الاشتراك الشهري.* ما هي الاستراتيجية المتبعة في نظم حفظ القرآن الكريم؟ وما هي الخطط المستقبلية التي ستعتمدها الوزارة في هذا الشأن؟** تسير مدارس القرآن الكريم وفق خطة ممنهجة وتقويم سنوي معتمد من قبل معالي الشيخ وزير الأوقاف والشؤون الدينية لتنظيم عمل هذه المدارس وتحديد مواعيد بدء الفصول الدراسية والبرامج الشتوية والصيفية بها.وقد صدر مؤخراً منهج القلاع السبع لحفظ القرآن الكريم وقد تم توزيعه بفضل الله على جميع الدارسين الملتحقين بالمدارس القرآنية في مختلف محافظات السلطنة، وهذا المنهج سيسهم في رفع إنتاجية هذه المدارس وتخريج كوكبة من حفظة القرآن الكريم وهذا المنهج هو فاتحة لمناهج أخرى قادمة بإذن الله.* كيف يتم توزيع المدارس القرآن الكريم في ولايات السلطنة؟ وما هي الآلية التي تتبعها الوزارة لنشرها وتوسيع رقعتها؟** يتم توزيع معلمي ومعلمات القرآن الكريم في الولايات والقرى وفق الكثافة السكانية وحاجة هذه الولايات وبالنظر إلى توفر المكان المناسب والمهيأ للتدريس فقد تم تعيين ما يقارب 1360 معلماً ومعلمة إلى يومنا هذا موزعين على مختلف محافظات السلطنة ولا تزال هناك حاجة مُلحة إلى تعيين كادر إضافي في بعض الولايات بسبب تزايد الإقبال على مدارس القرآن من قِبل الأهالي وذلك لرغبتهم بإلحاق أبنائهم بها لينهلوا من معين القرآن الكريم.