90 ألف وظيفة تنتظر العمانيين في قطاع السيارات

تصميم البرامج يتيح للطلبة والمتدربين فرصا لتطوير مهاراتهم التخصصية لضمان المستوى الأمثل للأداء الوظيفي

متابعة ـ عبدالعزيز الزدجالي:
تعد الكلية الوطنية لتقنية السيارات الأولى على مستوى السلطنة من حيث تقديم تعليم نظري وتدريب عملي في مجال سوق عمل السيارات وذلك من خلال الشهادات والدرجات العلمية التي تقدمها للخريجين، بالإضافة الى توفير فرص العمل بشكل مباشر.
وللتعرف أكثر على هذه الكلية الوطنية التي تم تدشينها مؤخرا، زار "الوطن الاقتصادي" الكلية والتقى عددا من المشرفين والمسؤولين والمتدربين الذي عبروا عن سعادتهم بوجود الكلية والتي بدون شك تمثل نقلة نوعية ورافدا مهما لقطاع السيارات في السلطنة لما ستوفره من برامج وفرص وظيفية وتدريبية ترفد القطاع بالقوى العاملة الوطنية المدربة والماهرة في قطاع السيارات.
أهداف الكلية
تقول فريدة بنت خالد الزدجالية رئيس قسم التسويق والاعلام بالكلية:"تهدف الكلية الوطنية لتقنية السيارات إلى تزويد قطاع المركبات في السلطنة بالكوادر الفنية الماهرة في مهن المركبات والنقل واللوجستيات ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تأسيس الكلية تجاوبا مع الهدف الاستراتيجي للسلطنة، المتمثل في توفير الفرص الوظيفية للشباب العماني من خلال الأنشطة الحيوية التي يُسهم بها القطاع الخاص.
وأضافت: أكدت الدراسات أن قطاع السيارات والمركبات بالسلطنة يستطيع أن يسهم بفعالية نحو تحقيق ذلك الهدف لما يتمتع به من إمكانات كبيرة للتوظيف، حيث يقـــدر عدد الفوى العاملة الحالية بالقطاع بـ90 ألـــف وظيفة، يشغل العمانيون منها أقل من 10 آلاف وظيفة".

إنشاء الكلية
وأضافت الزدجالية: "لقد اتجه التفكير في البداية إلى أن يتم تنفيذ البرامج المهنية من خلال المعهد الوطني للسيارات، والذي تأسس في عام 2015م، غير أن المؤسسين واصلوا مساعيهم لتطوير المعهد والارتقاء به إلى كلية، وذلك تلبية احتياجات القطاع المتنامية. وكان أن وجد ذلك التوجه المساندة من مجلس التعليم العالي، حيث صدر في هذا العام (2017) قرار وزارة التعليم العالي رقم 78/2017 بإنشاء الكلية.
الارتباط الاكاديمي
وقالت الزدجالية:" تم تصميم برامج الكلية بعناية بحيث تتيح للطلبة والمتدربين فرصا لتطوير معارفهم ومهاراتهم التخصصية بما يضمن المستوى الأمثل من الأداء الوظيفي، علما بأن لدى الكلية ارتباطا مؤسسيا محليا مع الجامعة الألمانية للتكنولوجيا ومع جهات بريطانية مانحة (بيرسون، ومعهد صناعة الســـيارات). ومن المخطط له أن تستقبل الكلية سنويا 390 طالبا ومتدربا جديدا في مجالي التعليم الأكاديمي والتدريب المهني.
التخصصات
وقالت :" تقوم الكلية بطرح مناهج تتألف من شق أكاديمي وآخر فني ومن التخصصات الأكاديمية التي سيتم تدريسها بالكلية تأتي أولا: هندسة وتكنولوجيا السيارات والتي تشمل "هندسة السيارات، وميكانيكا المركبات،وكهرباء وإلكترونيات السيارات، طلاء المركبات وإصلاح هياكل المركبات، وثانيا: الإدارة والتجارة وتشمل المبيعات وإدارة المشتريات والتخزين والتوزيع"، حيث تكون مدة الدراسة في البرنامج الأكاديمي للدبلوم سنتين والدبلوم المتقدم ثلاث سنوات بالإضافة إلى البرنامج التأسيسي العام لمدة عـــام أكاديمي.

انطباعات الطلبة
بداية الجولة كانت بورشة تعلم صيانة المحركات والتي كانت تعج بمجموعة من الطلبة المنهمكين في تطبيق ما تعلموه مما دفعنا الى التحدث الى أحدهم والذي كان عاكفا على آلة الحدادة وهو الطالب مختار بن علي بن حسين الربعاني الذي يدرس حاليا في قسم المحركات بعد ان أنهى الفصل التأسيسي، حيث اطلعنا عن تفاصيل ما يقوم بدراسته في الوقت الحالي قائلا : " لقد انتهينا من التطبيقات العملية المتعلقة بكيفية تفكيك المحركات العادية والأوتوماتك ونستكمل حاليا دروسا متعلقة بحفظ وصيانة الأدوات المستخدمة في العمليات الميكانيكية". وعن الكيفية التي التحق بها للكلية قال: لم أتمكن من استكمال دراسة شهادة الدبلوم واكتفيت بالصف الحادي عشر فقط نظرا لظروف شخصية ثم التحقت بالكلية للتدريب المقرون بالتوظيف في ذات الوقت، وتم قبولي وها أنذا سعيد كما ترى بما تعلمته من مهنة تضمن لي مستقبلا مهنيا واضحا، فالوظيفة متوفرة بعد انتهائي من الدراسة".
تأهيل كوادر منافسة
المهندس عبدالله عادل الفقيم من المملكة الأردنية الهاشمية عضو الهيئة الاكاديمية بالكلية والذي يدرس ميكانيكا مركبات خفيفة قال : "ما نلمسه من انطباعات الطلبة بأن هناك استعدادا من قبل الشباب العماني لتعلم هذه المهن وذلك يمكن استنتاجه من خلال متابعتنا لممارسات الشباب وقابليتهم للتعلم فتجدهم مثل خلية النحل لا تكل ولا تمل من العمل، كما ان ادارة الكلية لا تألو جهدا في تقديم كل التسهيلات المطلوبة التي تساهم في مساعدة الطلبة كي يصلوا الى الكفاءة المطلوبة التي تمكنهم من خوض سوق العمل والمنافسة به.

المنهج العلمي
بعدها توجهنا الى ورشة أخرى لا تقل أهمية وهي ورشة الكهرباء والالكترونيات، وهناك تحدثنا الى الطالب يوسف بن احمد بن جمعة الحارثي تخصص معدات ميكانيكية فقال: "ان الدراسة بالكلية ممتعة، اذ أننا نقوم بدراسة نظرية ومن ثم نقوم بتطبيقها عمليا مما يساعد بشكل فعال في الاستيعاب والفهم السريع.
واضاف: الاستفادة لم تقتصر فقط على الجانب المهني بل تعدت تلك الحدود حتى اصبحت على المستوى الشخصي، فالآن بامكاننا اصلاح مركباتنا الخاصة بالإضافة الى تقديم مشورة لمن يرغب في ذلك.
الطالب حذيفة بن عبدالله بن علي الغازي الذي أكمل سنته الأولى بالكلية من مدة دراسته التي تمتد لقرابة 18 شهرا أبدى ارتياحه للالتحاق بالكلية نظرا لما تتميز به من مميزات أهمها توفر المناخ المناسب للتحصيل العلمي الأمر الذي يجعل سنوات الدراسة تمضي بشكل سريع وسلس، كما أنه يحبذ الجانب العملي الذي يتطلب المجهودات البدنية، بالاضافة الى أن فرصة العمل مضمونة.

الكلية الأولى
المهندسة نعمة علي سامح والتي تشرف على قسم الكهرباء والالكترونيات ، قالت:" الشباب العماني لديهم الأستعداد والرغبة في الالتحاق في مجال صيانة المركبات، الا انهم بحاجة فقط الى التأهيل لخوض هذا المجال ، فالكلية تتميز بتوفيرها كافة المعامل التي تتطلب الاعداد الجيد والتأهيل المطلوب وفق المواصفات المهنية العالمية، فهي تعتبر الكلية الأولى على مستوى السلطنة في مجال تعليم صيانة المركبات، لذا فإن الطالب لن يواجه صعوبة تذكر في صقل مهاراته ليصبح كادرا منافسا بقوة في هذا المجال.
قاعة المحاضرات الخاصة بتخصص مبيعات السيارات كانت تعج بالعنصر النسائي، حيث قالت الطالبة كوثر بنت خليل بن رجب الحضرمية: التحقت بالكلية تخصص مبيعات المركبات وعلى وشك التخرج بعد ان أستكمل الثلاث سنوات وأتحصل بعدها على الدبلوم العالي. وأضافت:" من خلال دراستي تعرفت على كيفية الترويج للمركبات وشرح مميزاتها للزبون بطرق احترافية تشجعه على اقتنائها، بالإضافة الى متابعة الزبائن بعد اتمام عمليات البيع وقياس مدى رضائه عن المركبة والخدمة المقدمة له.

التدريب العملي
وتشاطرها الرأي زميلتها نوف بنت وليد المخيني تخصص بيع قطع الغيار، حيث قالت:" الخوف من مهنة بيع قطع السيارات التي تعتبر حديثة على الفتاة العمانية تلاشى تماما من قبلي وذلك نتيجة التعليم المتطور بالكلية ومناهجها الواضحة التي تجذبك الى هذا المجال، كما ان التدريب العملي المكثف بشركة الزبير للسيارات وهي المؤسسة التي سوف اقوم بالعمل لديها ساهم كثيرا في ترغيبي للعمل، خاصة بعد ان شاهدت واقع العمل وتعرفت على زملائي الذين لمست فيهم روح التعاون.
وفي ختام الجولة التقينا زهرة بنت محمد العامري المحاضرة في مجال تقنية المعلومات بقسم البرامج الأساسية بالكلية فقالت:"فكرة انشاء هذه الكلية تعتبر فكرة مميزة بحكم عدم وجود كلية مشابهة من حيث التعليم النظري والتدريب العملي وكذلك التوظيف المباشر بعد التخرج، لذا فإن الكلية تعد مستقبلا واعدا للطلبة.
وعن أسباب تقديم دروس في تقنية المعلومات بالإضافة الى الدروس التخصصية قالت:"تقنية المعلومات تلامس شتى مجالات العمل، كما أن مجال صيانة السيارات مرتبط ارتباطا وثيقا باتقان استخدام الحاسوب وادارة الكلية ارتأت أنه من الضروري جدا ان تعطى جرعات مكثفة للطلبة تسهل عليهم امكانيات التعامل مع هذه الأجهزة التي اصبحت الحاجة اليها ملحة جدا.