زارها وصورها – سالم بن عبدالله السالمي:

نهضة حديثة

بلدة فرق بولاية نـزوى بمحافظة الداخلية تتميز بموقع ذات أهمية كبيرة بين قرى الولاية وهي بوابة الشرق بالنسبة للولاية والرابط لكثير من محافظات السلطنة بين الداخلية ومسقط وظفار والوسطى والظاهرة وقد ازدهرت فرق في عهد النهضة المباركة بالكثير من الشواهد والمعالم الحديثة نظرا للتطور الذي شهدته في العديد من المجالات والقطاعات والخدمات كالطرق والتي ترتبط بالشارع المزدوج فرق ـ نـزوى مرفع دارس وفرق ـ حي التراث ـ بركة الموز ـ وفرق أدم ـ منح هذه المنظومة من الترابط بين تلك المحافظات والولايات جعل من هذه القرية نافذة مهمة لكثير من المؤسسات والقطاعات لمركز تجاري حديث ومنطقة مزدهرة بالتطور في شتى نواحي الحياة العصرية مرتبطة بتراثها وتاريخها العريق.

وقد شهدت بلدة فرق في الفترة الأخيرة تطورا معماريا وحركة بناء حيث ازدهرت المباني والبيوت الحديثة بنمطها العماني الاصيل في التشكيل والنوعية وانتشرت نظم العمارة لارتباط أهلها بتراث الولاية فلم تخرج عن الطابع المعماري بين القديم والتجديد وتعد بلدة فرق مركزا تجاريا على مستوى محافظة الداخلية حيث تمثل المراكز التجارية والشركات والمحلات والمطاعم والمؤسسات الصحية والبنوك الفنادق والشقق الفندقية والعديد من الأنشطة التجارية والاقتصادية وهي عمود الولاية في هذا النشاط، بجانب المؤسسات الحكومية والأهلية.

الأبراج الأثرية

وتعد فرق من القرى ذات التاريخ العريق والتراث من خلال البيوت القديمة والأبراج الأثرية والمساجد وغيرها من المعالم وبناها وعمرها الإنسان بها منذ الأزل بسواعد الجد والعطاء والتفاني لتبقى شواهد تاريخية عبر القدم ومنها الحارة القديمة ببيوتها الطينية والتي عبر عليها الدهر بهجرة أهلها وانتقالهم للحديثة العصرية الحديثة إلا أنه مازالت تحكي قصص الماضي التليد تستذكر تاريخ عاصر سكانها براحية التاريخ والتراث.

الزراعة

كما تمثل الزراعة في فرق أحد الروافد للإنسان نظرا لما تشغلها من مساحة جيدة لبساتين النخيل والمزروعات وخاصة منطقة حيل فرق أحد أهم الأراضي الزراعية للأعلاف والقمح والشعير والخضراوات والفاكهة وحظائر الأبقار والماعز التي يولي أهلها هذا الاقطاع أهمية كبيرة كمصدر دخل وعائد اقتصادي للولاية بشكل عام ومن أهم المزروعات أشجار النخيل كما كانت تشتهر قديما بزراعة نبات النيل أو العضلم والذي يستخدم في صباغة الملابس.

وتتحصن بلدة فرق بشموخ جبل الحوراء والذي يقع في جهة الشمال الشرقي بجانب أيضا قلعتين إحداهما تتوسط القرية والأخرى في جهة الشمال حيث كان لها دور في الدفاع عن القرية ضد الأعداء.

فلج «بو حمار»

ويوجد ببلدة فرق فلج واحد وهو من الأفلاج العريقة والذي يسمى بها فلج ماء عذب غزير يسمى فلج «أبو حمار» حسب رواية الأسلاف والأجداد بأن غزارة وتدفق مياه الفلج جرف أحد الحمير بداخل ساقية الفلج لمسافة طويلة والذي يروي بساتين ومزارع النخيل.

علماء وشعراء
اشتهرت فرق بشعرائها وعلمائها أمثال الإمام جابر بن زيد مؤسس المذهب الإباضي والذي هاجر إلى البصرة لتلقي العلم من الصحابة والتابعين وقبر ابنته الشعثاء معروف في هذه البلدة التاريخية ومن أبرز شعرائها شاعر الجوف الشيخ المر بن سالم الحضرمي والشاعر عبد الله بن ماجد الحضرمي وهكذا هي فرق التاريخ والأصالة والمجد الشاملة بولاية نـزوى.