نظمت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، والمكتب الإقليمي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) صباح أمس الندوة الوطنية حول العمل التطوعي «تطوير آليات العمل التطوعي من أجل التنمية المستدامة» والتي تتزامن والاحتفاء بيوم التطوع العماني الذي يصادف الخامس من ديسمبر من كل عام ، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية وبحضور عدد من أصحاب السعادة، ومشاركة عدد من أعضاء الجمعيات المهنية بالسلطنة، وجمعيات المرأة العمانية، والعاملين بمجالات العمل التطوعي، والباحثين والأكاديميين والمهتمين بالعمل التطوعي في السلطنة.وتهدف الندوة إلى التعرف على آفاق العمل التطوعي في السلطنة والتحديات التي تواجهه، وزيادة الوعي بأهمية العمل التطوعي في تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية المستدامة، إلى جانب مناقشة الآليات والمقترحات التي تعزز العمل التطوعي من خلال تعزيز دور الشباب والقطاع الخاص وبناء قدرات العاملين ووسائل التواصل الاجتماعي، والاطلاع على التجارب الرائدة من مؤسسات المجتمع الأهلي، والاستفادة منها في عملية دعم العمل التطوعي، وإتاحة الفرصة لتبادل الأفكار والمقترحات والرؤى بين الجهات المختلفة المعنية في العمل التطوعي.افتتحت الندوة بكلمة وزارة التنمية الاجتماعية قدمها سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل الوزارة، ذكر خلالها أن اقامة هذه الندوة بالشراكة مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم وبدعم من الشركاء تمثل دلالة واضحة على أهمية التعاون المستمر بيننا لتحقيق مزيد من الإنجاز، وأكد من خلال الكلمة على أهمية التركيز على البعد التربوي وتنشئة النشء والأجيال المتعاقبة على حب العمل الخيري التطوعي، وأضاف سعادته أن جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي والتي يحتفى بها في الخامس من ديسمبر من كل عام جاءت لتعطي دفعة قوية للعمل التطوعي الذي يمثل ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة.بعد ذلك قدم محمد بن سليم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم كلمة الإيسيسكو، والتي ذكر خلالها أن انعقاد الندوة يأتي حرصا من الإيسيسكو على مواصلة أنشطتها في مجال العمل التطوعي، بهدف الارتقاء بأداء وخبرات الأطر العاملة في مجالها من المؤسسات الاهلية ومن القطاع العام، مع التركيز على دور الشباب وزرع ثقافة العمل التطوعي لديهم، والحرص على تعزيز الشراكة المجتمعية بما يحقق أفضل النتائج من فعاليات العمل التطوعي، كما ان ندوة العمل التطوعي ستسهم في تبادل الخبرات والمعارف والتجارب الناجحة بين المشاركين من مختلف الجهات المهتمة بالمجال التطوعي، وأكد على أن الإيسيسكو ستهتم بكل ما سيصدر عن الندوة من أفكار وتوصيات بما يساعدها في رسم برامجها المستقبلية لدعم العمل التطوعي في الدول الأعضاء.آفاق العمل التطوعي بالسلطنةتلا ذلك تقديم ورقة العمل الرئيسية بالندوة والتي تناولت محور آفاق العمل التطوعي والمجتمع الأهلي في السلطنة، قدمها سعادة محمد بن سالم البوسعيدي عضو مجلس الشورى، رئيس الجمعية العقارية العمانية، تحدث خلالها عن العمل التطوعي في مختلف المجالات، وتطرق إلى ذكر نماذج للعمل التطوعي في عدد من الدول إلى جانب ذكر بعض نماذج العمل التطوعي في السلطنة، ومقومات العمل التطوعي بالسلطنة، واختتم ورقة العمل بعرض بعض التوصيات والمتمثلة في تنفيذ مختبر لتعزيز قطاع العمل التطوعي في السلطنة، مع الاستفادة من وحدة دعم التنفيذ والمتابعة، والاستعجال في إصدار قانون الجمعيات الجديد، وتسهيل وتسريع إجراءات التسجيل والإشهار للجمعيات، وتأسيس جمعية واحدة للعمل الخيري في كل ولاية تنضوي تحتها الفرق التطوعية، بالإضافة إلى الإشراف على الجمعيات المهنية من قبل المؤسسات الحكومية المعنية بأنشطتها، وربط الجمعيات والمؤسسات الخيرية من خلال شبكة لتبادل البيانات والمعلومات.بعد ذلك بدأت أعمال الندوة والتي اشتملت على جلستي عمل، تناولت الجلسة الاولى محور آليات تطوير العمل التطوعي، من خلال تقديم 5 أوراق عمل، حيث تناولت ورقة العمل الأولى الحديث عن جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي ودورها في تشجيع المنافسة، قدمها سعادة الشيخ حمود بن أحمد اليحيائي عضو مجلس الشورى، رئيس لجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية بالمجلس، ذكر خلالها أن الجائزة تجسيد لرؤية صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه لتفعيل العمل التطوعي وتعميق وصوله إلى المستهدفين ومد ظلاله الوارفة لتشمل فئات جديدة ونشاطات مبتكرة في المجتمع العماني، لتواصل بناء إرثا وطنيا عريقا في ميادين مفهوم العمل التطوعي، وتنبع أهمية الجائزة من كونها تدعم وتشجع الجهود التطوعية في كافة جوانبها دون تخصيص وبمختلف المجالات ولكافة الجهات المشمولة بها ( الجمعيات، المؤسسات الأهلية، الأفراد ) والجهات الداعمة، وتعتبر فرصة فريدة ومميزة لتكريم كل من قدم ويقدم جهوداً وأفكاراً و مشاريع تطوعية دون انتظار المقابل منها، كما أنها تعبر عن تقدير و تحفيز كافة القائمين على دعم و إرساء الجهود التطوعية بمختلف مجالاتها لتكون تجربة سلطنة عُمان في إنشاء ودعم المؤسسات التطوعية نموذجا يحتذى به، إلى جانب تطوير العمل التطوعي من نطاقه التقليدي الى مشاريع ذات أثر ايجابي للمستفيدين منها وتتسم بطابع الاستمرارية والاستدامة، كما تطرق لذكر أهداف الجائزة ولجانها، ودورها في تطوير العمل التطوعي بالسلطنة.بناء قدرات العاملين في مؤسسات العمل التطوعيفيما قدّم الدكتور أسعد بن سعيد الحضرمي -عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية لإدارة الموارد البشرية – ورقة عمل بعنوان (بناء قدرات العاملين في مؤسسات العمل التطوعي) تضمنت بناء قدرات المتطوعين وتوظيف قدراتهم وترسيخ ثقافة التطوع وتنمية المهارات، بالإضافة الى خلق البيئة الملائمة للمتطوع من خلال الاستقطاب والتمكين والاستمرارية، واستعرض الحضرمي برنامج عمان للعمل التطوعي «نشمي» الذي يهدف الى تأهيل وتدريب المتطوعين.فيما تحدث هلال بن علي السناني - نائب الرئيس التنفيذي للمسؤولية الاجتماعية بالشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال- حول تجربة القطاع الخاص في دعم العمل التطوعي ، مستعرضا تجربة الشركة في العمل الاجتماعي وذلك من خلال إنشاء المؤسسة التنموية للغاز الطبيعي المسال. حيث تناول هلال السناني مراحل إنشاء المؤسسة التنموية منذ العام 2009 حين ﻗﺮر ﻣﺠﻠﺲ إدارة اﻟﺸﺮﻛﺔ إﻧﺸﺎء ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻻﻋﺘﺒﺎرﻳة وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺑﺮاز ﺟﻬﻮدﻫﺎ اﻟﺮاﺋﺪة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن وإﻳﻼء اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد.وفي العام 2011ﺻﺪر ﻗﺮار وزاري بالمصادقة ﻋﻠﻰ إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ، وﻳﺬﻛﺮ أن اﻟﺘﺮﺧﻴﺺ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﺒﺎدرة ﻳﻌﺪ الأول ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﻳﺘﻢ ﻣﻨﺤﻪ ﻟﺸﺮﻛﺔ. وأضاف السناني انه في العام 2013 أﺟﺮت ﺷﺮﻛﺔ «ﺑﺮاﻳﺲ ووﺗﺮ ﻛﻮﺑﺮز» دراﺳﺔ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ لإﻧﺸﺎء ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺤﻘﻖ أﻫﺪاف اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻟﻤﺴﺎل ﻓﻲ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ثم تم ﺗﻌﻴﻴﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ واﻗﺘﺮاح ﺑﺘﻌﻴﻦ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ الإدارة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻠﺲ إدارة اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻟﻤﺴﺎل، وﺻﺎدﻗﺖ وزارة اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم الأﺳﺎﺳﻲ، ومؤخرا وفي العام 2016 قام ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء اﻟﻤﻮﻗﺮ بالمصادقة ﻋﻠﻰ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ إدارة اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ .وعرّج السناني الى أهداف ورؤية وسياسة الشركة وسعيها الى إﻧﺸﺎء ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ ﺑﻤﺴﺘﻮى ﻋﺎﻟﻤﻲ واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻜﺎر والإﺑﺪاع ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وﺧﻠﻖ ﻧﺎﻓﺬة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ دﺧﻞ ﻣﺴﺘﺪام ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ واﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﻓﺎﺋﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻊ اﻟﺸﺮﻛﺔ وﺑﻘﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎت، وأضاف هلال السناني بأن مجلس الإدارة يسعون لأن تصبح المؤسسة التنموية ﻧﻤﻮذﺟﺎ يحتذى به على ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وإﻳﺠﺎد ﻣﻔﻬﻮم ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺪﺧﻞ واﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ.بالإضافة الى اﻟﺮﻳﺎدة ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺑﺄﻫﺪاف ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺰز ﺻﻮرة اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻟﻤﺴﺎل ﻟﺪى اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻳﻌﻜﺲ ﺳﻤﻌﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻫﻤﻴﻬﺎ.وأشار السناني الى ان الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال تخصص ما نسبته 1,5 من صافي الربح السنوي للشركة لتمويل برامج الاستثمار الاجتماعي حيث قامت الشركة حتى الان بدعم وتمويل أكثر من 4500 مبادرة ومشروع في مختلف القطاعات وبتكلفة تجاوزت (150 مليون دولار).من جانبها قدمت وضحى الفارسية من اللجنة الوطنية للشباب ورقة عمل بعنوان (تعزيز دور الشباب في العمل التطوعي) تناولت التعريف باللجنة الوطنية للشباب، وواقع التطوع والشباب في سلطنة عمان بالإضافة الى دور اللجنة الوطنية للشباب في تعزيز العمل التطوعي لدى الشباب العماني، ومشروع تسجيل وبناء قدرات المبادرات الشبابية والتطوعية ، كما استعرضت الفارسية بعض من نماذج لمبادرات شبابية عمانية.و اشارت الفارسية الى عدد من الاحصائيات والدراسات ، حيث ضمت الفئة العمرية (18- 29) أعلى نسبة من المتطوعين خلال العاميين ( 2014 و2016م )، إذ بلغت نسبة المتطوعين في الفئة العمرية (18- 29) عام ( 2014م 53% ) ، أما نسبتهم في عام (2016 كانت 38% )، حسب إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات وأضافت بأن هناك دراسة أخرى بيَنت أن الشاب الجامعي العماني يخصص حوالي ربع ساعة في السنة للتطوع، وأن أكثر الأماكن التي احتضنت أنشطتهم التطوعية هي محافظة مسقط بنسبة( 30% ) ، وبلغ حجم عينة الدراسة (4884) طالبا وطالبة. وأوضحت وضحى الفارسية دور اللجنة الوطنية للشباب في تعزيز العمل التطوعي لدى الشباب العماني من خلال دعم المبادرات الشبابية حيث تشير أحدث إحصائية إلى أن اللجنة قدمت دعم (108) مبادرة شبابية بمختلف محافظات السلطنة، كذلك مشروع تمكين الذي قام بدعم (11) مشروع شبابي تم دعمهم من اللجنة (ماليا_فنيا_لوجستيا)، بالإضافة الى مشروع تسجيل وبناء قدرات المبادرات الشبابية والتطوعية.