تزامنا مع احتفالات العيد الوطني الـ (47) المجيد
مسقط ـ الوطن :
مستلهما من التاريخ قصصا مشرفة، ومن التراث دلالات ومعان، ومن البيئة العمانية مواد وخامات، ومن الشعر الكلمة المعبرة، أنجز الفنان التشكيلي محمد بن فاضل الحسني عمله الفني "سفينة النهضة العمانية"، الذي جاء متزامنا مع احتفالات السلطنة بعيدها الوطني السابع والأربعين المجيد، ليكون خير معبر عن رسالة الفنان واعتزازه بهذا اليوم المجيد.
العمل يتضمن (47) قصيدة ونصا وطنيا، اشتغل عليها الفنان محمد الحسني بذات الروح التي سكنت اعماله التشكيلية من قبل، حيث إصرار الفنان الدائم وتمسكه بالموروثات والقيم الجمالية للفن التشكيلي، معبرا عن ثقافته وفنونه بألوان قاتمة وداكنة، مزج بينها بأسلوب متميز.
وتكمن فكرة العمل في سفينة تترصع بدر وطنية لشعراء عمانيون، تغنوا بكلماتهم في حب الأرض ولاوطن والسلطان ومنجزات النهضة العمانية الحديثة، وضعها الفنان محمد الحسني وفق ترتيب جمالي، مع مجسم السفينة التي تشكل المعبر والأداة التي اعتمد علهيا، وكأن بذلك يشير إلى مسيرة النهضة العمانية وهي تمخر العباب، بين أمواج هادرة وهادئة لتصل إلى بر الأمان، يقود مسيرتها ربان حاذق، وقائد ماهر هو حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ. وعن ذلك يقول الفنان محمد بن فاضل الحسني: منذ زمن وأنا أبحث في مكونات التراث العماني والإسلامي من خلال استلهام إعادة كتابة القصائد الشعرية والمخطوطات العمانية القديمة في شتى العلوم، في علم الفلك وعلم البحار والطب والفقه والمجالات التراثية الأخرى وذلك من أجل المحافظة عليها. كما أبحث في مكونات البيئة العمانية الغنية الملهمة لكل مبدع بالمواد الطبيعية، والخامات التي لا تنظرها العين المجردة، وهذه الخامات والألوان الطبيعية ذات الروائح الزكية تعطي إضافة فنية إبداعية للأعمال، كما تعطي شكلا ورونقا أخاذا، كما في خامات الخشب وخشب السفن القديمة. وأوضح الحسني أنه استعان في نظرته الفنية في استغلال المواد في تكوين لوحاته كما في كتابة شعر المعلقات السبع التي كتبها منذ فترة، وأضاف عليها الخامات الطبيعية المستوحاة من البيئة. واعتبر الفنان محمد الحسني عمله الفني "سفينة النهضة" نوعيا وفريدا في التناول والاستلهام بديعا بتركيبته الفنية لا يخلو من الحداثة والتطور، حيث يلتقي فيه الفكر في استلهام وإنسجام وتناغم روحاني للحروف، وتمتزج الأخشاب بالأحبار مشكلة خطا جميلا لاستحضار الغائب من الإرث التاريخي. الجيد ذكره أن الفنان التشكيلي محمد بن فاضل الحسني يعد أحد الفنانين المؤسسين للحركة الفنية في السلطنة، وظهر في جيل التسعينات، وشارك في عدة معارض محلية وعربية ودولية، وتعرض لوحاته في جالاريات وبيناليات ومعارض دولية، حيث يمتاز بأسلوبه في الحروفيات، وتوظيف المخطوطات لتقديم لوحة فنية حديثة، ويضفي على لوحاته ألوانا من الطبيعة، كالزعفران والقهوة، إلى جانب استخدامه للألوان الزيتية المعروفة.