السياحة الشتوية تتألق بأنشطة وبرامج متعددة

كتب ـ ماجد الهطالي: أكثر من 994 ألف نزيل بالفنادق بنهاية أغسطس والإيرادات أكثر من 121.3 مليون ريال عماني

427 ألفا إجمالي عدد الزوار القادمين إلى السلطنة خلال أغسطس الماضي

سجلت مجموعة من المنشآت الفندقية في السلطنة نموا في أعداد السياح سواء من داخل السلطنة أو خارجها مع بداية مؤسم السياحة الشتوية الذي عادة ما ترتفع فيه الحركة السياحية بشكل كبير.
وقد تراوحت نسبة الحجوزات في بعض الفنادق ما بين (90 ـ 95)% وذلك لعدة عوامل من بينها اعتدال الطقس خلال فصل الشتاء، وتنوع الأنشطة السياحية، فعلى سبيل المثال يتميز هذا الشهر باحتضانه فعاليات وأنشطة رياضية، مثل "طواف عمان" وسباق الطواف العربي للإبحار الشراعي، ومهرجان مسقط السنوي في شهر يناير ويستمر عادة حتى فبراير.
وتوقع العديد من المعنيين والعاملين بالمنشآت الفندقية ومكاتب السفر والسياحية أن تشهد السياحة الشتوية هذا العام نموا جيدا من حيث نسبة تشغيل الفنادق أو توافد أعداد أكبر من السياح للسلطنة خاصة من دول الاتحاد الأوروبي حيث سجلت معدلات السياحة من هذه الدول أرقاما جيدة تبشر بنقلة نوعية لحركة السياحة القادمة من الخارج خلال المرحلة القادمة.
وأرجعوا أسباب هذه النشاط إلى نجاح برامج التسويق والترويج للسلطنة في العديد من المعارض السياحية العالمية بالإضافة لافتتاح عدد من المشاريع الفندقية والمنشآت السياحية المختلفة التي تستوعب الحركة المتوقعة، كما كان لقرار وزارة السياحة والذي صدر مؤخرا بشأن تقديم تسهيلات منح التأشيرات السياحية غير المكفولة لعدد من رعايا بعض الدول كالهند والصين وروسيا ممن هم مقيمون وحاصلون على تأشيرة دخول الولايات المتحدة الأميركية أو كندا أو أستراليا أو المملكة المتحدة أو دول اتفاقية تشينغن أهمية في تنشيط الحركة السياحية.
وأوضحوا أن للطيران العماني وطيران السلام دورا ملموسا في تسهيل عملية الوصول إلى السلطنة وارتفاع عدد السياح خلال الفترة الماضية، حيث يمتلك الطيران العماني رحلات مباشرة تضم شبكة واسعة من المدن سواء الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا ودول مجلس التعاون، وطيران السلام هو الأخر الذي يسعى إلى منح المسافرين الفرصة والمرونة عند التخطيط لرحلاتهم وتقديم تجارب سفر رائعة لهم.
وقال أحمد الحصري مدير إدارة المبيعات بفنادق أتانا أن نسبة الحجوزات في فنادق أتانا فاقت التوقعات بكثير، حيث بلغت نسبة الإشغال خلال الشهر الجاري 100% يومي الخميس والجمعة، فيما تراوحت أيام الأسبوع بين (50 ـ 70)%.
وأضاف الحصري أن من بين العوامل التي تساهم في جذب السياح وجود برامج معدة للسياح من بينها الرحلات البحرية والاستكشافية وبرنامج سفاري، كما أن الفندق يعمل على توفير حفلات للسياح وعرض أفلام جديدة تزامنا مع عرضها بدور السينما.
وأشار أحمد الحصري إلى أن نسبة الاشغال بمحمية السلاحف في رأس الجنز تتراوح بين (85 ـ 100)% ، خلال فصل الشتاء، حيث يستمتع السياح بالتعرف إلى حياة السلاحف وعملية تكاثرها.
وقال يورجان دور المدير العام لمنتجع وسبا شانجريلا بر الجصة إن صناعة السياحة في السلطنة تعتمد بشكل كبير على الموسم الشتوي، حيث أن نسبة الإشغال بالمنتجع ترتفع خلال الفترة الممتدة من نهاية شهر سبتمبر وحتى شهر مايو.
وأضاف يورجان أن المنتجع يقوم بحملات ترويجية وعروض مختلفة لجذب السياح سواء كانوا أفرادا أم مجموعات على مدار العام، موضحا أن المنتجع يستقطب سياحا من دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة وألمانيا والنمسا وكذلك من فرنسا وايطاليا.
وقالت لمياء بنت عبدالله الشحية موظفة بفندق أتانا خصب أن الحركة السياحية تشهد نموا ملحوظا خلال فصل الشتاء، حيث تراوحت نسبة الإشغال بالفندق بين (90 ـ 95) % في بعض أيام الشهر الجاري، وأرجعت السبب في ذلك إلى عدة عوامل من أهمها اعتدال أجواء السلطنة خلال فصل الشتاء، وتضاريس مسندم التي تجمع بين البيئة الجبلية والبيئة البحرية، وكذلك دور الجهات المعنية والشركات السياحية في الترويج للقطاع السياحي وعمل برامج وأنشطة للسياح كموسم سفاري ورحلات المبيت.
وأشارت الشحية إلى أن معظم السياح من القارة الأوروبية وخصوصا من ألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى دول مجلس التعاون وروسيا وأيضا دول شرق آسيا، موضحة أن نسبة الإشغال تؤكد على ارتفاع الحركة السياحية خلال فصل الشتاء، متوقعة أن تواصل الحركة السياحية انتعاشها حتى شهر فبراير.
وقالت شهندر أبو زيد مسؤولة التسويق والاتصالات بمنتجع روتانا صلالة أن الحركة السياحية بالسلطنة ترتفع بشكل ملحوظ خلال فصل الشتاء، نظرا لاعتدال أجوائها، وتوفر برامج سياحية متنوعة كالرحلات البحرية والاستكشافية، بالإضافة إلى البرامج الترفيهية والترويجية التي تقدمها الفنادق، كالأنشطة الرياضية وغيرها.
وأضافت شهندر أن الاحتفال برأس السنة من بين أهم الأسباب التي تساهم في رفع أعداد السياح، خصوصا من الدول الأوروبية، مشيرة إلى أن أعدادهم في تزايد مستمر حتى نهاية العام.
من جانبه قال هلال بن ناصر الرواحي صاحب مكتب نور مجان للسفر والسياحة إن نسبة السياح خلال العام الجاري تواصل نموها وذلك من نهاية شهر سبتمبر حتى الآن مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، موضحا أن أغلب السياح من الدول الأوروبية وآسيا الوسطى.
وأضاف الرواحي أن المكتب يقوم بتوفير برنامج كامل للسياح تشمل الرحلات البحرية وتسلق الجبال ، وحجز الفنادق واختيار وسيلة النقل، مشيرا إلى أن هناك تعاونا مستمرا بين مكاتب السفر وشركات الطيران من أجل الترويج للسياحة.
وأفاد هلال الرواحي أن الترويج السياحي مهم من أجل انتعاش القطاع، حيث تقوم الجهات المعنية بجهود ملموسة في هذا المجال، وذلك من خلال الترويج للسلطنة خارجيا، والمشاركة في المعارض الإقليمية والعالمية من أجل التعريف بالسلطنة ومقوماتها السياحية.
وقال عامر بن عبدالله الزدجالي صاحب مكتب سما للسفر والسياحة إن هناك مؤشرات ايجابية توضح نمو الحركة السياحة في السلطنة خلال الفترة الحالية، كما أن نسبة زوار السلطنة ترتفع في الأشهر من أكتوبر إلى أبريل، بحكم الأجواء المعتدلة بكافة محافظات السلطنة.
وأوضح أن الترويج للسلطنة وإقامة المعارض الداخلية والخارجية يساهم في انتعاش السياحة، حيث أن لترويج السياحي دورا بارزا في جذب السياح، مشيرا إلى أن السياح الذين زاروا السلطنة سابقا لهم أيضا دور في الترويج السياحي، حيث أنهم يشاركون أهلهم وأصدقاءهم بالصور التي التقطوها أثناء زيارتهم للسلطنة.
ويتميز الموسم السياحي الشتوي في السلطنة بوجه عام بتنوع الأنشطة السياحية التي يمكن ممارستها مع وجود أجواء لطيفة، حيث يمكن للزائر حضور عدة مناسبات وطنية وثقافية تستقطب الجميع، إضافة إلى إمكانية المشاركة في أنشطة سياحية ورياضية وترفيهية تمكن الزائر من استكشاف الثقافة العمانية والتقاليد العريقة بوسائل ممتعة ومشوقة، فهنالك برامج سياحية وفعاليات وأنشطة تقام في مختلف المحافظات وتكون على مدار العام.
وتحتفل السلطنة في 18 نوفمبر من كل عام بمناسبة العيد الوطني المجيد، وغالبا ما تستغرق العطلة الرسمية التي تواكب هذا الاحتفال يومين، ويمكن للزائر أن يشهد أحداثًا حية تعبر عن سعادة المواطن العماني بهذا اليوم المميز، حيث تكون هنالك مسيرات في مختلف المحافظات، ومعارض، واحتفالات تؤدى خلالها الفنون والاستعراضات التي ينفرد بها المجتمع العماني، والألعاب النارية والعديد من الأنشطة التي لا ينبغي تفويتها خلال هذه الفترة البهيجة.
كما أن مهرجان مسقط يمثل فرصة لتنشيط الحركة السياحية الشتوية لما يتضمنه من فعاليات رياضية واقتصادية وثقافية تمثل احد أهم الجوانب التي تدعم الحركة السياحية بشكل عام والسياحة الشتوية بشكل خاص.
الحرية والاسترخاء
ويوفر التخييم في الصحراء الشعور بالحرية والاسترخاء وسط الكثبان الرملية، ويوجد في السلطنة تنوع في مستوى الخدمات التي تقدمها المخيمات والمنتجعات الفاخرة في الصحراء حيث توفر المكاتب السياحية برامج متنوعة لهذا النوع من السياحة وتمنح الفرصة للسياح لاختيار أبرز المواقع التي تناسبهم، حيث تعد رمال الشرقية إحدى أجمل الصحاري على مستوى شبه الجزيرة العربية والتي تمثل لوحة فنية طبيعية مبهرة تتمثل في كثبانها الرملية الشاهقة والتي تتباين ألوانها بين الأحمر الداكن والأصفر الفاقع، إضافة إلى صحراء الربع الخالي التي تحتوي على عالم من الزواحف والثدييات كالقط البري والمها وغيرها.
مؤشرات سياحية
وتشير الاحصائيات إلى ان إجمالي عدد النزلاء في الفنادق ذات التصنيف من 3 إلى 5 نجوم في السلطنة حتى نهاية أغسطس 994 ألفا و243 نزيلا مقارنة بـ989 ألفا و515 نزيلا خلال نفس الفترة من عام 2016م وبنسبة نمو بلغت 0.5%.
وأشارت الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات حول المؤشرات الرئيسية للفنادق ذات التصنيف 3 إلى 5 نجوم الى إن إجمالي إيرادات تلك الفنادق حتى أغسطس 2017 سجل نمواً بلغت نسبته 2.3% مقارنة بإجمالي الإيرادات التي تم تسجيلها بنهاية أعسطس 2016م لتصل إلى 121 مليونا و309 آلاف ريال عماني ارتفاعا من 118 مليونا و564 ألف ريال عماني خلال نفس الفترة من عام 2016م كما سجلت نسبة الإشغال ارتفاعا نسبته 0.6% لتصل إلى 54.6% مقارنة مع 54.3 % للفترة ذاتها من عام 2016م.
وأشارت الإحصائيات إلى أن النزلاء الأوروبيين شكلوا العدد الأكبر من مجموع النزلاء بنهاية أغسطس 2017 بنسبة زيادة بلغت 33.1% ليبلغ عددهم 366 ألفاً و733 نزيلا مقارنة بـ275 ألفا و633 نزيلا بنهاية أغسطس 2016 تلاهم النزلاء العمانيون الذين بلغ عددهم 275 ألفا و852 نزيلاً مقارنة بـ338 ألفاً و41 نزيلاً حتى نهاية أغسطس 2016م وبنسبة انخفاض بلغت 18.4% ثم النزلاء الخليجيين الذين بلغ عددهم 144 ألفا و722 نزيلا والآسيويين الذين بلغ عددهم 104 آلاف و173 نزيلا والعرب من الدول العربية الأخرى غير الخليجية فقد بلغ عددهم 43 ألفا و200 نزيل ومن الأميركيتين 33 ألفا و57 نزيلا اضافة إلى 8 آلاف و93 نزيلا من أوقيانوسيا و11 ألفا و894 نزيلا من الجنسيات الأخرى.
فيما بلغ إجمالي عدد الزوار القادمين إلى السلطنة خلال شهر أغسطس الماضي 427 ألف زائر حيث احتل الزوار الخليجيون المرتبة الأولى وبلغ عددهم 317 ألف زائر مشكلين ما نسبته 74.2%.
وبحسب تقرير المؤشرات السياحية والصادر عن المركز الوطني للاحصاء والمعلومات جاءت الجنسيات الهندية والبريطانية والباكستانية في المرتبة الثانية والثالثة والرابعة على التوالي حيث شكلوا ما نسبته 9.4% و5.4% و4.8%، فيما بلغ عدد الزوار المغادرين من السلطنة خلال شهر أغسطس 804 آلاف زائر حيث شكل العمانيون ما نسبته 77.7% من إجمالي الزوار المغادرين.
6.6 مليون زائر
وأوضح التقرير أن إجمالي عدد الزوار القادمين والمغادرين من السلطنة بلغ 6.6 مليون زائر حتى شهر أغسطس الماضي، وشكل الخليجيون أعلى نسبة من بين الزوار القادمين والمغادرين وبلغ عددهم 1.1 مليون زائر، والهندية بعدد 203.6 ألف زائر، والبريطانية وبلغ عددهم 117.6 ألف زائر، فيما بلغ عدد الجنسية الالمانية أكثر من 103 آلاف زائر، أما الجنسية الفلبينية فبلغ عددهم أكثر من 61 ألف زائر. وأشار التقرير إلى أن إجمالي عدد زوار خريف صلالة بلغ 608 آلاف زائر بنهاية شهر أغسطس الماضي، حيث بلغ عدد الزوار في شهر أغسطس فقط 321 ألف زائر وبنسبة ارتفاع بلغت 8.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي والبالغ عددهم 296 ألف زائر، وشكل الزوار الخليجيون 93.5% من إجمالي الزوار أغلبهم من العمانيين بنسبة 74.6% تليهم الجنسية الاماراتية بنسبة 9.1%. وجاء في التقرير أن إجمالي إيرادات الفنادق (3 ـ 5) نجوم وصل إلى 121 مليون ريال عماني حتى نهاية شهر أغسطس الماضي، وبإجمالي عدد نزلاء 994 ألف نزيل، فيما بلغت ايرادات الفنادق (3 ـ 5) نجوم 13.4 مليون ريال عماني خلال شهر أغسطس 2017 مقارنة مع 13.9 مليون ريال عماني خلال نفس الفترة من العام الماضي 2016 بنسبة انخفاض 3.6%، وبلغ عدد نزلاء تلك الفنادق 130 ألف نزيل خلال شهر أغسطس الماضي مقارمة مع 159 ألف نزيل خلال نفس الفترة من العام الماضي بنسبة انخفاض 18.7%، فيما بلغت نسبة الاشغال في الفنادق (3 ـ 5) نجوم خلال شهر أغسطس الماضي 53.2% مقارنة مع 53.6% خلال نفس الشهر من العام الماضي 2016 بانخفاض وقدره 0.9%.