بعد دراسة استمرت 7 سنوات

قيس المعولي: المشروع القادم دراسة لتوصيف نوع الشجرة والبصمة الوراثية والخريطة الجينية

أجرى الحوار- يعقوب بن محمد الغيثي:
استطاع الدكتور قيس بن سيف بن عامر المعولي باحث أمراض النباتات بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية، وخريج دكتوراه بجامعة السلطان قابوس أن ينجح في زراعة أشجار الرمان بنيابة سمد الشأن وذلك بعد 7 سنوات من البحث والدراسة حول خصائص وطبيعة أشجار الرمان وإمكانية زراعة أشجار الرمان في محافظات السلطنة.
وبعد هذه الفترة من العمل المتواصل احتفل المعولي بيوم الشجرة بطريقة مختلفة وكشف عن مشروع زراعة أشجار الرمان والذي يعتقد أنه سيساهم في تطوير المنظومة الزراعية في السلطنة على أمل أن يكون سببا لزيادة دخل المزارع ورفع نسبة مساهمة القطاع الزراعي

(الوطن الاقتصادي) التقى الدكتور قيس المعولي الذي أكد أن زراعة الرمان تنتشر في معظم أنحاء السلطنة بدرجات متفاوتة ومنذ أمد بعيد، وقد تميّز الجبل الأخضر بزراعة محصول الرمان حيث اشتهر رمان الجبل الأخضر بجودته العالية من حيث البذور ذات الحجم المتوسط إلى الكبير واللون الوردي المحمر.
وعن محاولاته لزراعة شجرة الرمان في اماكن مختلفة قال المعولي: في شهر أكتوبر لعام 2011م، قمت أولا بإكثار شجرة الرمان بطريقة الترقيد الهوائي ثم زرعت ثلاث أشجار منها في مزرعتنا وفي مواقع مختلفة، الشجرة الأولى كانت في مكان مكشوف تماما ومعرض لضوء الشمس طوال اليوم والشجرة الثانية في موقع شبه مفتوح ومحاط ببعض أشجار النخيل أما الشجرة الثالثة فكانت تحت أشجار النخيل وحصولها على أشعة ضوء الشمس المباشر قليل وذلك من أجل أن أراقب قوة نمو الشجرة وأثمارها وتحملها للحرارة الشديدة صيفا وكذلك زرعت شجرة رابعة بمنزلي في المعبيلة الجنوبية لمراقبة تأثرها بالرطوبة. كما قمت في صيف عام 2015م، بزراعة بعض الأشجار في ولاية إزكي ونيابة الجبل الأخضر لمعرفة تأقلم هذه الشجرة في هذه المناطق ومقارنتها من حيث فترة التزهير والحجم وجودة الثمار.
وأضاف: بعد 10 أشهر تقريبا بدأت بشائر التزهير مبكرة في أغلب الأشجار وكانت بشكل كثيف في الأشجار التي زرعت في أماكن مكشوفة وقليلة في الشجرة التي هي تحت النخيل، وهذا يدل على إحتياج الشجرة لأشعة الشمس المباشرة وبنسبة عالية كما لاحظت ذلك جليا من خلال متابعتي لنسبة التزهير حيث تكون نسبة التزهير عالية جدا ومستمرة خلال أشهر الصيف وتكون النسبة جيدة جدا خلال باقي الأشهر بالنسبة لسمد الشأن والمعبيلة.
أما بالنسبة للجبل الأخضر فقد كانت نسبة التزهير عالية ومستمرة طوال أشهر العام، وهذا جعلها تتميّز عن رمان الجبل الأخضر الذي يثمر فقط مرة واحدة في العام، كما تميّز رمان سمد الشأن عن رمان الجبل الأخضر بتحمله الجيد للجفاف وتباعد فترات الري (مرة واحدة كل سبعة أيام)، بينما الري المناسب هو مرة واحدة كل 3-4 أيام. حيث لم يقاوم رمان الجبل الأخضر الجفاف وأدى ذلك إلى ضعف النمو لكثير من ثماره ، حيث لم تصل الى حجمها الطبيعي نتيجة الجفاف، مع وصول نسبة تشقق الثمار بعد الأمطار الغزيرة الى أكثر من 70% ، بينما رمان سمد الشأن الذي تعرض لنفس الظروف من الجفاف وتباعد فترات الري وكذلك للأمطار الغزيرة، كان نمو الثمار طبيعيا وحجمها مناسبا ولم تتشقق الثمار بعد الأمطار الغزيرة وكانت نسبة تشقق الثمار 0%. وربما يعزى هذا الى سماكة القشرة لثمار رمان سمد الشأن وكذلك ما تميّزت به من قدرة على تحمل الجفاف وتقلبات الطقس المفاجئة من الحرارة الشديدة والبرودة الشديدة.
وعن أهم مايميز الرمان المزروع في سمد الشأن عن غيره قال المعولي يوجد بالرمان المزروع في سمد الشأن صفات قد تميزه عن غيره تأتي في مقدمتها قدرته في الإثمار طوال العام أيضا قدرته في التزهير من غير إضافة مواد منشطة للتزهير أو الحاجة الى فترة للتعطيش حتى تتساقط جميع أوراق الشجرة لتتمكن من التزهير في الموسم القادم كما هو الحال لرمان الجبل الأخضر. كما يتحمل رمان سمد الشأن الجفاف وتقلبات الطقس مقارنة مع رمان الجبل الأخضر أيضا مقاومتها لظاهرة تشقق الثمار، وربما يرجع ذلك الى سماكة القشرة لثمار رمان سمد الشأن.
أما الدرسات البحثية التي ينوي الدكتور قيس المعولي دراستها مستقبلا فيقول توجد لدي نية لدراسة تشخيص وتوصيف نوع الشجرة من خلال المواصفات الخارجية للشجرة والثمار، وأيضا عمل دراسات للبصمة الوراثية والخريطة الجينية للتأكد من أنه صنف جديد. ودراسة ما إذا كان هذا الصنف مميزاً بحيث كان يختلف اختلافا واضحا عن أي صنف آخر يكون معروفاً بصورة شائعة. كذلك دراسة نوع الجين المسبب لهذا التميّز( تحمل الحرارة والبرودة، واستمرارية التزهير طوال العام). وأنا على استعداد للتعاون مع أي جهة بحثية سواء كانت حكومية أو خاصة، داخلية أو خارجية لاستكمال الدراسات البحثية التي تساعدنا لكشف حقائق هذه الشجرة وإثبات ما تميّزت به من خصائص يظهر لي أنها ميّزت رمان سمد الشأن عن غيره من الأنواع وكذلك دراسة إمكانية إثباتها كبراءة مستنبط نباتي لشجرة رمان جديدة.
وقال الدكتور قيس المعولي: بعد متابعتي لهذه الشجرة لأكثر من 7 سنوات، أنا متفائل أن تنجح زراعتها في كل مكان من أرض عماننا الحبيبة وخاصة في المناطق الجبلية والساحلية (خاصة ساحل الباطنة)، فمن خلال المتابعة لعدة سنوات يتضح لي قدرة شجرة الرمان على انتاج ثمار رمان مقبولة وجيدة تسويقيا من حيث حجم الثمار وشكلها ولونها وكذلك من حيث حلاوتها وطراوة الحبة بداخلها، والتي تجعلها صنفا جديدا ومنافسا قويا لغيره من أصناف الرمان المعروفة محليا أو عالميا وخاصة إذا ما توفر لها طقس رطب وبارد، بحيث يكون أكثر برودة من طقس المعبيلة وأقل برودة من طقس الجبل الأخضر في فصل الشتاء، فعند توفر درجات الحرارة المعتدلة والباردة نسبيا أي ما بين 1 إلى 35 درجة مئوية مع توفر الرطوبة الجيدة، فإني أتوقع لها انتاجية جيدة من حيث قدرتها على انتاج ثمار ذات جودة عالية. ومع ذلك فقد نحتاج لبضع سنين حتى أنتهي من تجربة وتقييم نجاح زراعتها في العديد من محافظات السلطنة، إذا ما وجدت من يتعاون معي في عمل الدراسات.