في الوقت الذي تستعر فيه نار المواجهة بين عصابات الإرهاب على الجغرافيا السورية، يقدم الجيش العربي السوري ومن معه من المخلصين والغيورين على وحدة سوريا واستقرارها نموذجًا مغايرًا للأسلوب الإرهابي الدموي الذي تربت عليه عصابات الإرهاب على أيدي منشئيها.
هذا النموذج يتمثل في توعية المغرر بهم من أبناء سوريا بخطأ فعلهم ونهجهم والذين غسلت أدمغتهم ليتخندقوا في معسكر المؤامرة والتدمير وليمتهنوا مهنة دخيلة على المجتمع السوري ويمارسوا عملية التدمير الذاتي لوطنهم، وهو سلوك شاذ يتنافى مع قيم الولاء والانتماء للأوطان، ويتنافى مع القيم الإنسانية وقيم الحياة، فالذي قبل أن يكون رمحًا لينحر وطنه ما الذي سيجنيه حين يجر الخراب والدمار على وطنه؟ وما الذي سيحصده من اتباعه نهج الدمويين الحاقدين الكارهين للإنسانية والحياة فيسفك دماء أشقائه وأقاربه وأبناء وطنه؟ وماذا لو لاقى مصيره مثل مصير الذين أراق دمهم من مواطنيه؟ ألا يحمل ذنب من قتلهم ودمر بيوتهم سفك دماءهم؟
لقد استطاع الجيش العربي السوري والحكومة السورية تحقيق نجاحات في سرعة معالجة أولئك الشباب المغرر بهم وإنقاذهم من براثن الإرهاب، وتغيير المفاهيم المغلوطة والمنافية لمعاني الأخوة والمحبة والألفة والتعايش والتكافل والتي لوث بها الإرهابيون أدمغة قطاع عريض من الشباب والمراهقين تحت ترهات ومزاعم لا أساس لها وليست من الإسلام في شيء ككذبة "الجهاد" و"الاستشهاد" و"الفوز بالحور العين"؛ إذ كيف يتحقق "الجهاد" وما يتبعه من نتائج أخروية بسفك دماء المسلمين؟
ومن بين النجاحات التي حققها الجيش العربي السوري والحكومة السورية وشرفاء الشعب السوري استعادة الشباب المغرر بهم في معضمية الشام وإرجاعهم إلى حضن ذويهم ومجتمعهم ووطنهم، وتسوية أوضاعهم بعد تسليم أسلحتهم، مستفيدين من العفو الذي أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد، والذي لم يفتأ يمدده بين فترة وأخرى ليقينه بأن هؤلاء الشباب وقعوا ضحية عصابات امتهنت الإرهاب والإلغاء والإقصاء، واتبعت القتل والتدمير أسلوبًا في معاملة الآخر. كما حقق الجيش العربي السوري ومن معه نجاحًا آخر في منطقة البرزة البلد التي ظلت ما يزيد على عام بين شد وجذب ومحاولات متكررة من الوساطة حتى الوصول إلى تسليم المنطقة وإنهاء المظاهر المسلحة وتسليم المسلحين المغرر بهم أسلحتهم، متيحين بذلك الفرصة لعودة الأهالي المهجرين ودخول مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية.
إن هذا النهج في المعالجة الذي تتبعه الحكومة السورية والجيش العربي السوري وشرفاء سوريا ينفي جميع التهم التي يحاول المتآمرون إلصاقها بالجيش العربي السوري وبالحكومة السورية، ويضع حدًّا لمحاولات التشويه التي من خلالها حاولوا النيل منهما والتقليل من دورهما في حماية الشعب السوري وضرب الإرهاب، فهناك فرق كبير بين من وظيفته توفير الأمن والاستقرار وحفظ النظام وحماية الأبرياء، وبين من وظيفته الإرهاب والقتل والتخريب والعبث بالأمن والاستقرار، وهناك بون شاسع بين من ولاؤه لوطنه ويذود عن حياضه، وبين عميل مرتزق في سوق نخاسة المتاجرين بالحروب والدماء، وثمة اختلاف واضح بين من يسعى إلى حماية اللحمة الوطنية وإفشال مخططات ضرب وحدة سوريا، وبين من يسعى إلى تقطيع كل جوامع المجتمع السوري وإفشاء نار الطائفية والفتن المذهبية.
لقد أكدت مجريات الأحداث وتطورات الأزمة السورية أن كل مسميات الإرهاب من "الجيش الحر إلى النصرة مرورًا بداعش وأخيرًا بالجبهة الإسلامية" التي أطلقها دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ليست سوى أدوات أو آلات لتلويث الفكر وتدمير الأوطان تستمد وقودها من دماء الشعب السوري، وأن ما يقوم به الجيش العربي السوري والحكومة السورية والأحرار والشرفاء السوريون من أعمال بطولية هدفها ترسيخ أسس الاستقرار والوئام إلى ربوع سوريا والحفاظ على وحدة وسيادة التراب السوري وفي سياقه إعادة المشردين والمهجرين عبر المصالحة وتحصين الشباب من الأفكار الشاذة والمنحرفة وهنا مكمن الفرق بين عميل مأجور مهمته القتل والتدمير وبين جندي وطني غيور على وطنه وأهله.