ـ الاستراتيجية تؤسس لمنظومة تلبي تطلعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة وتتلاءم مع التوجهات العالميةتغطية – مصطفى بن احمد القاسم:استضاف صباح أمس مجلسا الدولة والشورى عددا من المسؤولين بمجلس البحث العلمي والقائمين على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للابتكار وذلك لتقديم عرض حول الاستراتيجية ، بحضور المكرمين رؤساء لجان مجلس الدولة ونوابهم وأصحاب السعادة رؤساء لجان مجلس الشورى ونوابهم وسعادة الدكتور الأمين العام لمجلس الدولة وسعادة الشيخ الأمين العام لمجلس الشورى وسعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي وعدد من الباحثين في مجلسي الدولة والشورى حيث تهدف الاستراتيجية الوطنية للابتكار إلى إيجاد منظومة وطنية للابتكار تحكمها رؤية موحدة وسياسة واضحة المعالم لتحقيق أهداف محددة وأولويات معلنة يتم تنفيذها من خلال خطة تنفيذية مدروسة وموزونة تضمن تفعيل الروابط والعلاقات الفعالة بين عناصر ومكونات الدولة لهذه المنظومة.في بداية العرض ألقى سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة كلمة قال فيها : لقد دأب مجلسا الدولة والشورى خلال الفترة الماضية على استضافة عدد من المعنيين من مختلف المؤسسات والمجالس والهيئات لإلقاء الضوء على مجالات العمل المختلفة في المؤسسات التي يمثلونها مشيرا إلى أن استضافة مجلس البحث العلمي تأتي ليقدم لنا القائمون على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للابتكار تعريفا بها وخطة تنفيذها خلال المرحلة المقبلة . وأضاف سعادته : في خطوة داعمة لمسيرة البحث العلمي بالسلطنة وترجمة للجهود المبذولة للنهوض بهذا القطاع الهام أقر مجلس الوزراء الصيغة النهائية للاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي مؤكدا على أهمية هذه الاستراتيجية باعتبارها الركيزة الهادفة للوصول إلى تنمية شاملة مدعومة بأسس علمية خدمة للخطط المستقبلية . بعد ذلك ألقى سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي كلمة أوضح فيها بأن هناك اهتماما عالميا بالابتكار حيث تعمل الدول على وضع أنظمة وطنية للابتكار تتضمن أسسا للبحث والتطوير والتسويق بالإضافة إلى الأطر القانونية التي تحتكم إليها عملية الابتكار، منوها بأهمية التكامل والترابط الفعال بين هذه العوامل ذات العلاقة بالابتكار.وأكد الهنائي على أهمية الإنفاق على البحث العلمي لمردوداته الإيجابية الكبيرة على المجتمع اقتصاديا واجتماعيا مشيرا إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الابتكار ضعف التواصل بين المؤسسات مما يتسبب في ازدواجية العمل لافتا إلى أنه تم إعداد الاستراتيجية الوطنية للابتكار بناء على المؤشرات العالمية في هذا المجال ومنها المؤشر العالمي للابتكار ، معربا عن تطلعه في أن تكون السلطنة من الدول المتقدمة في الابتكار. عقب ذلك قدمت الدكتورة شريفة بنت حمود الحارثية اختصاصية أولى تخطيط ودراسات في مجلس البحث العلمي رئيسة مشروع الاستراتيجية الوطنية للابتكار ، استعراضا للمشروع استهلته بإيضاح هدف الاستراتيجية والمتمثل في إيجاد منظومة وطنية للابتكار تحكمها رؤية موحدة وسياسة واضحة المعالم لتحقيق أهداف محددة وأولويات معلنة يتم تنفيذها من خلال خطة تنفيذية مدروسة.وأشارت إلى أن رؤية الاستراتيجية الوطنية للابتكار ترتكز على تحقيق اقتصاد وطني قائم على الابتكار والتحول من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد وطني يقوده الابتكار من خلال نظام ابتكار وطني فعال لتنمية مستدامة ، بحيث تكون السلطنة ضمن أعلى 20 دولة قائدة للابتكار بحلول عام 2040 وتكون ضمن أعلى 40 دولة قائدة للابتكار بحلول عام 2020م لافتة إلى أن الاستراتيجية تؤسس منظومة ابتكار وطنية فاعلة تلبي تطلعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة وتتلاءم مع التوجهات العالمية ، تدعمها في ذلك أهداف حقيقية تتمثل في تأسيس بيئة محفزة للابتكار ، وإيجاد فرص عمل للشباب العماني ، والإسهام في تنويع مصادر الدخل ، والمساهمة في تعزيز المستوى المعيشي للأفراد عبر المواءمة بين الخطط الخمسية وبرامج ومبادرات الاستراتيجية. وقالت : إن من الموجهات التي تقود الابتكار وجود نظام تعليمي ريادي ، وتوافر قدرات بحثية وابتكارية، وقوى عاملة ذات كفاءة ، ونقل وتوطين المعرفة والتقانة ، والاستثمار الأجنبي المباشر وريادة مؤسسات القطاع الخاص . وأضافت بأن من الركائز الممكنة وجود نظام فاعل للملكية الفكرية ، وتوفر البنية الأساسية واللوجيستية ، والتعاون والترابط من أجل الابتكار.وفيما يتعلق بالمناخ المحفز قالت : إن من أهم عوامله الخدمات الرقمية الذكية، والتمويل المناسب للبحث والتطوير والابتكار والأداء الحكومي الفاعل والسياسات المتناغمة المبنية على الأدلة.الهيكل الإداري وخطة العمل وبينت أن الهيكل الإداري لمشروع الاستراتيجية الذي استمر العمل فيه لمدة اثني عشر شهرا بمشاركة 70 خبيرا ومتخصصا من مختلف مؤسسات الدولة، وأكثر من ثلاثة عشر موظفا من دوائر مجلس البحث العلمي ، يتكون من اللجنة التوجيهية واللجنة الإشرافية وفريق ضمان الجودة بالإضافة إلى أربعة فرق فنية ، كما تطرقت إلى مهام كل من هذه اللجان والفرق ، شارحة خطوات العمل والجهود المبذولة من فرق العمل المختلفة بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والخاصة والأهلية. واستعرضت الحارثية سجل السلطنة في مؤشر الابتكار الدولي مبينة أنها حققت خلال الثلاث السنوات الأخيرة تقدما في مؤشر الابتكار العام بزيادة 21 نقطة بين 2013 و2015م وأرجعت السبب في ذلك إلى زيادة برامج البحث والابتكار والبيئة المحفزة حيث تقدم ترتيب السلطنة 21 نقطة في عام 2015 مقارنة بعام 2013م ، أما في عام 2016م فقد تراجع ترتيب السلطنة نحو أربع نقاط وذلك بسبب تسابق وزيادة تنافس الدول على مؤشرات الابتكار .وألمحت إلى أن السلطنة تندرج حاليا ضمن الدول ذات الأداء غير الفاعل في مجال الابتكار وقد حافظت على مستوى الزيادة في مؤشر الابتكار العام بمعدل 2 درجة سنويا مشيرة إلى أنه بإمكان السلطنة أن تكون ضمن الدول القائدة في مجال الابتكار خلال الـ 25 عاما القادمة. واختتمت الدكتورة شريفة الحارثية العرض بالإشارة إلى أن هناك ثلاثة مسارات متوازية في خطة التعريف والترويج للاستراتيجية الوطنية للابتكار تشمل الإعلام ، والتعريف بها في جميع القطاعات إضافة إلى متابعة التقدم في مؤشرات الأداء للاستراتيجية الوطنية للابتكار في مختلف القطاعات .