[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/05/salahdep.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. صلاح الديب[/author]
”..لقد كان من أول وعود جلالة السلطان قابوس للمواطن العماني أن يعيش الجميع سعداء ولم يكتفِ جلالته بهذا بل نظر نظرة ثاقبة على المستقبل الذي يرجوه ويطمح جلالته في تحقيقه لكل مواطن عماني ولسلطنة عمان ولقد صدق جلالته في وعده منذ بداية تولي جلالته مقاليد البلاد وحتي الآن ودائما يجدد جلالته العهد والوعد بالدليل والبرهان ”

يثبت كل يوم من الأيام يمر على سلطنة عمان أكثر من دليل على حب جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لبلاده ودائما يري الجميع كم يضع جلالته في المقام الأول وشغله الشاغل المواطن العماني ويعمل بكل إصرار على تخفيف المعاناة عنه، وهذا ليس بجديد ، فهذا ما عهده عنه جميع العمانيين منذ أن تولى جلالته مقاليد البلاد وكان جلالته ولا يزال حريصا كل الحرص على تذليل كل العقبات من أجل أن يحيا المواطن العماني سعيدا كما جاء في البيان التاريخي الأول لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم إلى الشعب يوم تسلمه زمام الحكم 23 يوليو 1970م " سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاء لمستقبل أفضل "ولقد كان من أول وعود جلالة السلطان قابوس للمواطن العماني أن يعيش الجميع سعداء ولم يكتف جلالته بهذا بل نظر نظرة ثاقبة على المستقبل الذي يرجوه ويطمح جلالته في تحقيقه لكل مواطن عماني ولسلطنة عمان ولقد صدق جلالته في وعده منذ بداية تولي جلالته مقاليد البلاد وحتي الآن ودائما يجدد جلالته العهد والوعد بالدليل والبرهان ليس ذلك بالوعود البراقة والخطب المنمقة ذات الكلام المعسول الذي عهدناه من كثير من حكامنا في البلاد العربية ولكن جلالة السلطان قابوس المعظم ـ حفظه الله ـ إذا وعد نفذ ، ودائما يكون كل ما يتحدث عنه جلالته واقعا يلمسه الجميع وليس فقط مجرد أوهام فإن جلالته دائما ما يجدد الأمل في كل مواطن عماني بأن له من حب جلالة السلطان مكانا وأن جلالته يهتم بكل ما يشغل المواطن العماني ليل نهار وأن شغله الشاغل هو أن يعيش المواطنون العمانيون سعداء وأن يكون دائما وأبدا لكل عماني ولسلطنة عمان مستقبل أفضل .
إن عدم توافر فرص العمل للشباب يؤدي إلى أمراض نفسية وعقد اجتماعية وسلوكيات عدوانية وتلك النتائج لم تتواجد من فراغ إنما ستكون نتيجة لوقوع شباب في دائرة البطالة التي باتت تهدد مستقبلهم وعائلاتهم وكيان المجتمع الذي ينتمون إليه وفق ما يؤكده المختصون. وأيضا فإن الشعور بعدم الإنجاز وأن الشخص عالة على أسرته ومجتمعه بلا هدف ولا منجز ولا طموح تصيبه بحالة من الاكتئاب التي قد توصله إلى نتائج لا تحمد عقباها.
فالبطالة لها آثار كبيرة على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وشعور الإنسان في البحث عن عمل دون أن يجده يؤثر عليه ويصبح غير قادر على تلبية حاجاته الأساسية ويؤدي خطر البطالة على المجتمع لما في ذلك من عواقب وأعراض نفسية ومشكلات مثل الانحرافات والسرقات والجرائم وحدوث حالات من الانتحار وأن انعكاساته على الفرد كبيرة وعلى معيشته فتؤثر على أوضاعه الصحية والاجتماعية.
إن العمل ليس فقط مادة إنما هو جزء من الاعتراف في الذات وقيمتها خصوصا لدى الشباب كونها متطلبا رئيسيا للإنسان وهو متطلب الازدهار ويوضح أنه في حال لم يحقق الشخص طموحه في مرحلة من حياته ستصبح صورته لنفسه متدنية وهو مؤهل لمجموعة من الأمراض والضغوط النفسية كالقلق والاكتئاب ويمكن أن يؤذي نفسه. والبطالة يمكن أن تتسبب في ارتفاع نسبة الجريمة التي ترتبط بعدم الثقة بالذات والشح والفقر وهو ما يجعل الأمر خطرا على المجتمع .
والبطالة المبطنة يكون فيها المجتمع بصورة عامة بحاجة إلى أيد عاملة "إلا أن الكوادر الموجودة تكون لا تناسبها مثل تلك الأعمال، وهذه واحدة من الإشكاليات التي تواجهنا في مجتمعنا".
أما البطالة الحقيقية فهي تأتي من الناس الذين تعلموا وتأهلوا وليس لهم عمل لافتا إلى أن حلها في الدرجة الأولى يكون لدى الجهات الرسمية التي يجب أن تكون معنية بهذا الأمر لما يرتبط بها من ارتدادات سلبية على المجتمع وعلى الأسرة والشخص نفسه إن تربية الأجيال على أن العمل في حد ذاته عبادة وواجب وطني والأصل في الإنسان أن لا يخلد للراحة إنما يعمل بما هو متاح له وأنه لا يوجد أي مبرر لأي إنسان بأن يؤذي نفسه لأنه يعاني من البطالة مبينا أن الشباب أمل المستقبل والركيزة الأساسية للوطن ولا بد للجهات الرسمية تأمين العمل الشريف لهم والذي يحقق له الكرامة.
وكعهده فى ظل ما يتحدث عنه الكثيرون فى مختلف البلدان العربية من الأزمة الاقتصادية التي تجبر الكثيرون في العزوف عن معاناة المواطن وخاصة ما قد يورق الجميع من الآباء والشباب من خلق فرصة عمل كريمة تجعل لهم الأمل في أنهم سيجدون لهم مكانا ليبدأوا حياتهم بدلا من تمر بهم السنوات وهم ينظرون بلا جدوى وأيضا يؤدي هذا إلى مزيد من العبء يضاف على كاهل الأسرة لأنه عليهم أن ينتظروا الأيام بل والشهور وأحيانا السنين حتى يجدوا لأبنائهم أي فرصة وأحيانا يموت الأمل بداخل الآباء والأبناء أيضا قام جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بالنظر بعين الأب للشباب العماني الذي دائما وأبدا هو في قلب وفكر جلالته وبناء على الحرص المتواصل الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لرعاية الشباب العماني وتنمية قدراتهم والاستفادة من طاقاتهم للإسهام بفاعلية في مسيرة التنمية الشاملة التي تعيشها البلاد في هذا العهد الزاهر فقد قرر مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة يوم الثلاثاء الموافق 3 أكتوبر2017م توفير فرص عمل للقوى العاملة الوطنية لعدد (٢٥٠٠٠) خمسة وعشرين ألف باحث عن عمل كمرحلة أولى في مؤسسات الدولة العامة والخاصة.
وبهذا يتضح اهتمام جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالشباب والسعي الدؤوب لرفع المعاناة عن كاهل الأسرة والمجتمع وأيضا حرص جلالته على الشباب العمانى من الوقوع فريسة لتبعات البطالة من الآثار السلبية والسهر وراء تحقيق حياة كريمة لهم والعمل على خلق مستقبل أفضل لهم .