تتنوع بين خلجان وأخوار وشواطئ ناعمة

محوت ـ العمانية: تقع جزيرة محوت التابعة لولاية محوت قبالة سواحل بحر العرب وتبعد عن مركز الولاية حوالي٢٥كيلومترا جنوبًا، ويمكن الوصول إليها عبر القوارب الصغيرة التي يستخدمها أهالي الجزيرة والسياح والزوار للجزيرة.
وتزخر جزيرة محوت الجميلة بمقومات سياحية طبيعية من خلجان وأخوار وشواطئ ناعمة يحيط بها شجر "المانجروف" من الجهات الثلاث والمسمى محليا بـ"القرم" ويقصدها العديد من أنواع الطيور المحلية والمهاجرة كطير الفلامنجو والنورس والغاق السوقطري واعداد كبيرة من مختلف الطيور، ويوجد بواجهة الجزيرة شاطئ بطول ٦ كيلومترات وتوجد بالقرب منها جزيرتا "راك" و"عب".
وتشتهر الجزيرة بوفرة الروبيان والعديد من أنواع الأسماك، ومازال أهالي الجزيرة يحافظون على طابعها القديم حيث لا توجد بها مبانٍ من المواد الثابتة وانما توجد بها فقط بيوت من سعف النخيل وكذلك أعمدة شجر "المانجروف"حيث كان أهالي الجزيرة يستخدمونه في بناء منازلهم سابقا.
وتشهد جزيرة محوت حركة سياحية نشطة وملحوظة ايام الإجازات الرسمية نظرًا لزيارة العائلات من مدينة "حج" لقضاء فترة استجمام واستعادة بعض مظاهر العيش سابقًا قبل انتقال الكثير منهم إلى المدينة لوجود كافة الخدمات العامة، حيث يقضي الكثير من العوائل والزوار إجازتهم بمشاركة الأهالي والصيادين ويقومون بصيد الحبار بالطرق التقليدية القديمة ويمارسون الغوص للحصول على أنواع من الصدفيات التي تزخر بلحوم غنية ومذاق رائع.
وتقوم النساء والأطفال في جزيرة محوت بجمع أنواع مختلفة من الصدف المسمى محليًا"الجعفور" حيث يقمن بطبخة في درجة حرارة عالية ويستخرجن منه اللحوم ويجففنها وبعد ذلك يستخدم مع الأرز ويكون مذاقه لذيذًا، كما تستخرج النساء من هذه الصدفيات الأظافر ويقمن بعمل خلطات خاصة فيه لينتج منه أنواع مختلفة من الروائح والعطور.
وبهذه المقومات الطبيعية والفريدة التي تتمتع بها جزيرة محوت فهي تعد محط انظار الكثير من الزوار خلال الإجازات حيث يأتي الزوار من مختلف ولايات السلطنة والدول العربية لمشاهدة هذه المناظر الطبيعية والأجواء الباردة والتقاط الصور والفيديوهات.
ويقول محمد بن حمد الحكماني أحد سكان جزيرة محوت"إن جزيرة محوت لها تاريخ عريق في الحركة التجارية بين السلطنة ومختلف البلدان الأخرى حيث كانت الجزيرة نقطة انطلاق بعض السفن العمانية إلى بلاد اليمن وافريقيا وكثير من البلدان الأخرى كما أنه يتم نقل الملح من محوت إلى صور والمناطق الشرقية من السلطنة ويتم نقل التمور من المحافظات الشرقية والداخلية عبر الجمال وبعد ذلك تنقل بالسفن منها "البدن" و"السنبوق" إلى افريقيا.
ومع بداية النهضة المباركة وتوفر الخدمات الحكومية من تعليم وصحة وغيرها انتقل معظم سكان الجزيرة إلى منطقة حج (مركز المدينة) من أجل التعليم وغيرها من سبل الراحة التي وفرتها حكومة السلطنة، ومازالت الجزيرة تزخر بمقومات طبيعية مختلفة كما تعد موقعًا لجذب اعداد كبيرة من السياح والزوار من مختلف الدول.