[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]تتناغم الأوطان العربية فيما بينها، كونها من جذر واحد ملتصق بتربة غنية.. أن تكون في الأردن أو في لبنان أو في سلطنة عمان أو القاهرة أو دمشق، أو أي مكان عربي فأنت حتما في المكان الذي يبوح لك بسره، على أنك لست غريبا عنه ولن تكون .. فالقضية كلها أنك ابن تلك الأماكن، واحد منها، بل تكاد أن تكون من الأقدمين فيها.بين عمَّان الأردن وبيروت أقل من ساعة بالطائرة، هي ليست بالمسافة التي تحتاج إلى وقت أكثر، كنا في السابق نحب ركوب السيارة التي تقف في محطات متعددة لأسباب الراحة، منذ أكثر من ست سنوات أغلقت طريق دمشق ـ الأردن، بعدما تحولت إلى مشكلة أمنية وصارت خطرا على من يتحرك فيها.قال لي دبلوماسي عربي إن هذه الطريق كانت الأجمل للعبور بين سوريا والأردن أو على رأيه، فهي كانت كذلك نظرا لحميمتها، المعلومات الأردنية أنه سيعاد تشغيلها قريبا، وربما لا يتعدى نهاية العام الحالي.الطرق دائما هي الحقيقة بين البلدان .. مرة قال بسمارك موحد ألمانيا إن سكة الحديد والطرق هي التي وحدت ألمانيا وليس أنا، والكلام له.عندما يكون المرء وحدويا مثلي فإن مشاعره تبقى على أمل أن لا تنقطع صلة بين الأقطار العربية، والدواء الوحيد لذلك هو الود السياسي على صعيد السياسة، والذي منه يتكون الود الشعبي الذي يأخذ الشعوب إلى حلمها الأكبر وهو الوحدة.العاصمة الأردنية تتجمل دائما .. وفيها الكثير من الأمان الشخصي والعام، وكبلد ليس بغني، فمع ذلك تراه ثريا في شكل العمارات والبيوت .. صارت عمَّان متسعة الأرجاء، جميلة الامتداد، أنيقة الشوارع، قديما كانت بيوتها قديمة محببة لي، كلما زرتها شعرت بالرغبة في البقاء فيها، هذه المرة أيضا انتابتني مشاعر من هذا النوع، بل تمنيت لو أسكن أحد بيوتها .. يبدو أن الغرام بالقديم دلالة على صحة المكان لاحتفاظه بحميمية لا نجدها في الجديد.ثم إن الأردن مثله مثل بقية العرب مشغول بهاجس البحث عن أسباب السلام في المنطقة، فهو ضد كل أشكال الإرهاب، ومع سلامة سوريا ووحدة أراضيها، وليس غريبا أن يقابل ملك الأردن عبدالله الثاني ابن الحسين الرئيس الأميركي ترامب أربع مرات.وفي الأردن نشاط دائم من المؤتمرات المنوعة .. أما العرب فيها فلا تسل، إنهم كثر من سوريا ومصر والعراق، يقولون إن الأردن زاد عدد سكانه أربعة ملايين نسمة من جراء النزوح واللجوء العربي هذا، ومن الواضح أن الجميع يعمل، فأبواب الرزق مفتوحة وهي متعددة.ويزخر الأردن بمواقع سياحية أعتقد أن خريطته السياحية من أغنى المتوفر في الشرق الأوسط .. فقد زرنا جبل نبو الذي قيل إنه النبي موسى سكن فيه، كما زرنا إحدى الكنائس التي تحوي أقدم خريطة للمنطقة وقيل إن عمرها يتجاوز ألفا وأربعمائة عام.كلما تركت قطرا عربيا، أشعر بأمل العودة إليه .. فأنا مسكون بالعروبة، بتلك الرغبة الهائلة، بأن يصل الوقت الذي يصبح فيه الوطن العربي واحدا موحدا.