مكسيكو ــ وكالات: أدى زلزال عنيف ضرب المكسيك إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح ومفقود، ولا تزال عمليات الانقاذ مستمرة. فيما حث الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو المواطنين المكسكيين على البقاء داخل منازلهم لإتاحة الفرصة لرجال الإنقاذ للعمل دون معوقات، وذلك في أعقاب الزلزال الذي ضرب وسط المكسيك وبلغت قوته 1ر7 درجة. وقال بينا نييتو في رسالة مسجلة :"الأولية في هذه المرحلة هي لمواصلة إنقاذ من لا يزالون محاصرين وتقديم الرعاية الصحية للمصابين". وأضاف:" بقدر الإمكان ينبغي أن يظل السكان في منازلهم، شريطة أن يكونوا آمنين، وتجنب الازدحام في الشوارع التي تحتاج سيارات الطوارئ للعبور من خلالها". وقال: "للأسف، فقد كثيرون أرواحهم، من بينهم فتيات وفتية في المباني والمدارس والمنازل". وبلغ عدد قتلى الزلزال نحو 224 شخصا، بينهم 21 طفلا على الأقل طمروا تحت أنقاض مدرستهم في مكسيكو، بعد 32 عاما على زلزال 1985 الذي أوقع آلاف القتلى في العاصمة. في غضون ذلك، أعلن عمدة العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، أنخيل مانسيرا، أن أكثر من 700 شخص أصيبوا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب مدينته مساء أمس والذي بلغت قوته 1ر7 بمقياس ريختر. وكشف مانسيرا في تصريحات لشبكة "تيليبيسا" التليفزيونية المكسيكية أن 40 شخصا من الجرحى في حالة حرجة، فيما يعاني 400 أخرين من إصابات خطيرة، كما يعاني 200 شخص من إصابات طفيفة. وأكد عمدة العاصمة المكسيكية أن 86 شخصا لقوا مصرعهم في مدينته، حيث بلغ عدد ضحايا الزلزال 217 شخصا، من بينهم 70 شخصا في ولاية موريلوس و43 في ولاية بويبلا. وأعلنت حالة الطوارئ في مكسيكو سيتي، ووصل عدد المناطق المنكوبة فيها إلى 45 منطقة، من بينها مناطق تعرضت للتدمير الشامل. ولا تزال أعمال الإنقاذ مستمرة في الكثير من هذه المناطق، حيث تم إخراج 21 طفلا وخمسة بالغين فارقوا الحياة جراء هذا الزلزال، فيما لا يزال هناك ما بين 40 و50 شخصا من المحاصرين تحت الانقاض . وكانت فرق الإسعاف تنشط فجر امس بحثا عن ناجين وسط الحطام، بعدما تسبب الزلزال بانهيار عدة مبان بعد ظهر امس الاول في المدينة الضخمة، زارعا الذعر بين سكانها العشرين مليونا. ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7,1 درجة بعد زلزال بقوة 8,2 درجة ضرب جنوب المكسيك مطلع سبتمبر موقعا حوالي مئة قتيل، وبعد 32 عاما بالتمام على زلزال 1985 الذي الحق دمارا هائلا بالعاصمة المكسيكية وأوقع آلاف القتلى. وبين الضحايا 21 طفلا قضوا في انهيار مدرستهم في مكسيكو، فيما تتواصل عمليات البحث عن حوالي ثلاثين آخرين اعتبروا في عداد المفقودين. وقال مساعد وزير التربية خافيير تريفينيو لشبكة تيليفيسا "لدينا تعداد 25 (قتيلا) بينهم 21 طفلا وأربعة بالغين" في مدرسة إنريكي ريبسامن الابتدائية. وقال ضابط مكلف عمليات اللإغاثة خوسيه لويس فيرغارا متحدثا لشبكة "تيليفيسا" "لدينا حصيلة 26 قتيلا، هم 21 طفلا وخمسة بالغين" في مدرسة إنريكي ريبسامن الابتدائية. وكانت معلمة في المدرسة تدعى ماريا ديل بيلار مارتي تشارك في عمليات البحث خلال الليل. ــ سحابة من الغبار روت المعلمة لوسائل الإعلام وهي تضع قناعا على وجهها يقيها من تنشق الغبار "انهار قسم من المبنى وانهمرت علينا سحابة من الغبار". وأوضحت أن الأطفال الذين قتلوا تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات و13 سنة. وقدم الرئيس إنريكي بينيا نييتو تعازيه للعائلات قائلا في إعلان إلى السكان "للأسف خسر عدة أشخاص أرواحهم بمن فيهم أطفال". وكانت الكهرباء مقطوعة امس عن حوالي 40% من سكان مدينة مكسيكو و60% من سكان ولاية موريلوس. وتوقع تريفينيو ارتفاع الحصيلة الإجمالية موضحا "هناك مفقودون" قد يكونوا مطمورين تحت الأنقاض. وقع الزلزال الثلاثاء الساعة 13,14 (18,14 ت غ) وحدد مركزه على حدود ولاية بويبلا وموريلوس (وسط) على عمق 51 كلم، بحسب المركز الجيولوجي الأميركي. ونشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشهد على عنف الهزات، وتظهر فيها مبان تنهار وحتى انفجار قوي في إحدى العمارات. كما كشفت صور مروعة نشرها سياح في منطقة سوتشيميلكو المليئة بالبحيرات جنوب مكسيكو، أمواجا عاتية تتشكل وتهز المراكب في الأقنية التي عادة ما تكون مياهها هادئة. تقول جورجينا سانشيز (52 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية وهي تنتحب في إحدى ساحات مكسيكو "إنني في غاية التاثر، لا يمكنني تمالك نفسي عن البكاء، إنه الكابوس ذاته كما في العام 1985"، وهي تسترجع الزلزال الذي طبع المكسيك. كذلك تقول لوسيا سوليس التي تعمل سكرتيرة وهي ترتجف وتبكي "لا يعقل أن يكون 19 سبتمبر ثانيا". وتحذر فرق الإغاثة "لا تدخنوا! لا تدخنوا!" خشية أن يكون هناك تسرب في أنابيب الغاز، فيما تعمل قوات الأمن على تطويق بعض المواقع وسط الفوضى العارمة، ويعود بعض السكان إلى منازلهم مشيا. اختصر بينيا نييتو زيارة إلى إحدى المناطق الريفية للعودة في طائرة إلى مكسيكو وكتب على تويتر "أمرت بإخلاء المستشفيات المتضررة وبنقل المرضى".