[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]كتبنا الكثير المتشابه، الذين غردوا للانتصارات جاءت جملهم متشابهة، وكذلك حال أهل الموقع المضاد. نحن أكملنا الزهو، وهم تراجعوا بعدما أعيتهم الضربات التي تلقاها موقعهم .يحق لنا أن نتنفس بكل راحة، أن نملأ رئتنا بأوكسجين النصر الذي له طعمه الخاص .. كانت وصية والدي قبل وفاته، حين تنتصرون قللوا من الفرح، الحياة لإثبات لها. كنت قرأت وأنا في سن مبكرة عن الديالكتيك، واليوم أحبذه، مع أن الفرحان لا يختبئ فرحه حتى في كلامه وفي حركة عينيه وفي إحساسه .كتب صديقي الشاعر الراحل ميشال سليمان ديوان شعر جعل عنوانه "النار والأقدام الجائعة"، في وضعي الحالي أعود إليه لأقرأ فيه. كل سطر من سطوره تنبأ عن آتٍ سوف يآتي، فلقد كان الشاعر الصديق تقدميا كما كنا نسمي الفئة التي كانت ضد أميركا .ولأني أخذت العنوان من كتابه، قررت أن أضع باقة ورد على تمثاله المقام في بلدة البترون. هو نوع من الحنين لأعز صديق خسرته مبكرا لأنه كان يجب أن يأخذ دواء ظل يساوم حتى قتله مرض كان يمكن البقاء حيا لو فعل ما أمر به الطبيب .اليوم أتذكره كما هو دائما، كلما ربحنا معاركنا الوطنية والقومية تراني أهديه إياها لأنه لو بقي حيا لكتب أجمل الكلمات في وصف النصر. فهو لديه اعتزاز بأمته، ناضل من أجلها، أصدر مجلة كي يتنفس خارج مكونات المجتمع اللبناني.. بل ليقول ماه و فكره وضميره الحي .لا شك أننا نلتقي كثيرا مع كتاباته التي تركها وما زالت حية وخصوصا ترجمته أيضا للشاعر التقدمي الوطني الأممي بابلو نيرودا وعنوانه "سيف اللهب".هكذا ببساطة نختار تاريخنا أو ربما يختارنا التاريخ، فنحن مركب من جينات تخضع للمجتمع والبيت والمدرسة والجامعة، لكن فينا المؤهلات التي تأخذنا إلى هذه الفكرة أو إلى تلك. هكذا كان يقول الشاعر سليمان في وطنياته التي تدفقت عصارة موقف دافع عنه حتى الرمق الأخير .هكذا أحسد نفسي أحيانا أنني عشت في زمن صداقات من هذا النوع، أما قمة الحسد، فلأني عشت عصر الجيش العربي السوري الذي عاصرت معاركه وشاهدت قدراته، وعززت انتصاراته ثقة نفسي. سيقول أحفادي إن شبهوني في أفكاري، إن نيالي لأنني عشت تلك المرحلة وعايشت زهوها .. وكتبت عنها متسلحا بإحساس النصر حتى قبل وقوعه لأن الإيمان به منتصف الطريق كما يقال ..يوم زرت أسبانيا كان قد مر على حربها الأهلية ثلاثون سنة تقريبا، هي عمر جيل، لكن أصدقائي العرب أصروا على عدم الكلام عن تلك المرحلة لأني هنالك في أسبانيا من لا يزال حيا وقد عايشها ويريد أن ينسى. لكن من ينسى مصيره الذي تعرض لحرب طاحنة كان قرار الإبادة فيها واضحا .. ثم هل يمكن نسيان المشاهد المروعة، والخراب الضارب، وكيف ننسى القلق الذي ساورنا منذ بدايات الحرب على سوريا، وكنا قبلها قد انكوينا بما جرى للعراق من احتلال أميركي، إلى الآن كلما تذكرت الدبابة الأميركية في بغداد اهتز في مكاني، فيما يومها أبكاني هذا المشهد لأني لم أصدقه وأنا كنت أعلم أن العراقيين كانوا جاهزين للقتال ولديهم السلاح الكافي، لكن ماذا جرى .. لست أدري بأني أدري .