تم خلاله الإعلان عن تنظيم مسابقة لتطوير التطبيقات الإلكترونية في الوزارة

مدير دائرة الشؤون الفلكية : التقويمَ ضرورةٌ اجتماعيةٌ حضاريةٌ لا غنى لأيِّ أمةٍ من الأممِ عنه في كلِ مِفصلٍ من مفاصل التداخلِ المجتمعي

مدير مركز الفلك الدولي : إطلاق التطبيق يدل على حرص السلطنة على حساب مواقيت الصلاة وتحديد بدايات الأشهر الهجرية بأدق وأحدث الطرق

كتب ـ محمود الزكواني:
احتفلت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية صباح أمس بإطلاق الهوية والخدمات الجديدة لتطبيق التقويم العماني وإطلاق نظام الزكاة الإلكتروني رعى الحفل معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة وعدد من المسؤولين والمهتمين في هذا الجانب وذلك بفندق جراند حياة مسقط .
في بداية الحفل ألقى المهندس عمار بن سالم الرواحي مدير دائرة الشؤون الفلكية كلمة الوزارة قال فيها : يُعتبرُ علمُ الفلكِ من العلومِ القديمةِ التي اهتمَّ بها العلماءُ واشتغلوا بها وكان لهم الشغفُ في التبحرِ في مكنوناتِ هذا الكونِ الفسيح وينقسمُ علمُ الفلكِ إلى قسمين : الأولُ علمُ الفلكِ الرصديِ والثاني علمُ الفلكِ النظري فالأولُ يركزُ على دراسةِ الأجرامِ السماويةِ من خلالِ عملياتِ الرصدِ بالآلاتِ المخصصةِ لذلك والثاني يهتمُ بالنظرياتِ الفلكيةِ والحساباتِ الرياضيةِ والفيزيائيةِ وبناءِ النماذجِ الفيزيائيةِ التي تفسرُ الظواهرَ الفلكية.
والنوعانِ مكمِّلانِ لبعضِهما ويعملانِ بشكلٍ متقاطعٍ ومتكامل ولحاجةِ المسلمينَ لذلك فقد برعوا في هذا العلمِ الواسعِ وبلغوا فيه القدحَ المعلّى فتيسّر بهذا العلمِ أداءُ العباداتِ كمعرفةِ أوقاتِ الصلواتِ ومعرفةِ مواعيدِ الصيامِ والحجِ والزكواتِ وغيرِها من العباداتِ اليوميةِ والشهريةِ والسنوية.
وأكد على أن التقويمَ ضرورةٌ اجتماعيةٌ حضاريةٌ لا غنى لأيِّ أمةٍ من الأممِ عنه في كلِ مِفصلٍ من مفاصلَ التداخلِ المجتمعي، وما يتعلقُ بحياتِه اليوميةِ كالزراعةِ والتجارةِ والنشاطِ العلميِّ وغيرِها وتتنوعُ الحاجةُ إليه بين الفرديةِ والجماعية وقد جعلَ اللهُ من حركةِ الشمسِ والقمرِ دليلاً يُهتدى به إلى معرفةِ السنينَ والحساب ولكلِ أمةِ من الأممِ تقويمُها الخاصُ يحفظُ لها هويتَها ويدافعُ عن ثقافتِها ويحددُ مواعيدَ مناسِكِها وعلى هذا فإن التقويمَ يمثلُ لكل مجتمعٍ تاريخُه وحضارتُه وهويتُه وذاكرتُه.
وأوضح أن التحولَ الرقميَّ أصبحَ واقعاً وليس خيارا وأن مواكبةَ ذلك تفرضُها التغيراتُ المتسارعةُ التي لا تخطئُها العينُ وأن التوقفَ عند نقطةٍ محددةٍ ليس في صالحِ أيِ مجتمعٍ وأن مواكبةَ التطورِ التقنيِ هو الطريقُ الذي تفهمُه الأممُ المتقدمةُ وتلمسُه الأجيالُ المتعاقبة ولكن لا يخدشُ التجديدُ والتحديثُ والتطويرُ في جدارِ الثوابتِ والهويةِ بل يتماشى بمرونةٍ واقعيةٍ مع المتغيرات، وهذا ما حملته وزارةُ الأوقافِ والشؤونِ الدينيةِ بعنايةٍ وثبات، ويظهرُ جليّاً في التقويمِ العماني بشقيهِ الورقيِّ والإلكتروني من خلالِ هذا التطبيقِ الذي بدأ منذ عام 2012م، وها هو يَلبسُ حلةً جديدةً بتحديثاتٍ جديدةٍ ومعلوماتٍ إضافيةٍ مفيدةٍ وخدماتٍ عديدةٍ للمجتمع وبين طياتِه يحملُ رسالةً واضحةً ومرونةً تحافظُ على استمراريتِه من خلالِ قدرته على التفاعلِ والتعاطي الإيجابي ما يجعلُه منصةً خِدميةً تساهمُ في الاستدامةِ والتجديدِ والتحفيز، ولا يغفلُ عن تضمينِ المشاركةِ المجتمعيةِ فيه.
كما ألقى المهندس محمد شوكت عوده مدير مركز الفلك الدولي كلمة فلكية قال فيها : يشرفني أن أكون بينكم "اليوم" أشارككم الاحتفال بإطلاق تطبيق التقويم العماني، والذي إن دل على شيء فإنما يدل على الحرص الكبير في السلطنة على حساب مواقيت الصلاة وتحديد بدايات الأشهر الهجرية بأدق وأحدث الطرق، تماشيا مع ما دلت عليه غير آية كريمة وحديث شريف من ضرورة مراعاة الدقة والتثبت في تحديد هذه المواقيت قدر المستطاع.
وأضاف بأن النظر على مكونات أي تقويم، فإن تميز التقويم يكون عادة بالأمور التالية:
أولا: المعايير المعتمدة لحساب مواقيت الصلاة، مثل زاوية صلاة الفجر وزاوية صلاة العشاء، وإدخال أثر الارتفاع عن سطح البحر على موعد صلاة المغرب وموعد شروق الشمس، وغير ذلك من المعايير الأخرى.
ثانيا: دقة المواقيت المحسوبة، فكما أن المعايير المعتمدة يجب أن تكون صحيحة ودقيقة، فإن المعادلات الرياضية المستخدمة يجب أن تكون دقيقةً أيضا.
ثالثا: أن يكون التقويم شاملا لمختلف مناطق الدولة، بحيث تبين مواقيت الصلاة بشكل واضح للمناطق الرئيسية وللمناطق ذات التواجد السكاني.
رابعا: دقة المعيار المعتمد لتحديد بدايات الأشهر الهجرية، بحيث تتطابق بداية الشهر الهجري المحسوب مسبقا قدر الإمكان مع نتيجة تحري الهلال الفعلية.
خامسا: أن يحتوي التقويم على معلومات عامة أخرى مثل الأحداث الفلكية الهامة من كسوف وخسوف وزخات شهب وأطوار للقمر وظهور مميز للنجوم والكواكب، وبعضها يضيف شروق وغروب القمر وصورة لطور القمر إضافة إلى ذلك تضيف بعض التقاويم وقت القبلة ومواعيد المواسم والأنواء والطوالع ومنزلة القمر ومنزلة الشمس، ويضيف بعضها معدل درجة الحرارة العظمى والصغرى اليومي، ويضيف بعضها مواعيد المد والجزر بالنسبة للعاصمة.
وأشار الى أن النظر إلى التقويم العماني نجده متميزا في جل ما سلف ذكره، بل يحتوي التقويم على ميزة لا نكاد نجدها في أي تقويم آخر، وهي إدراج خارطة سماوية تبين موقع الهلال في السماء وقت غروب الشمس عند بداية كل شهر هجري، إضافة إلى تقرير مفصل وواضح لظروف رؤية الهلال من مختلف مناطق السلطنة.
ولم يقفِ التقويم عند هذا الحد فما كادت تقاويمَ أخرى أن تصل إلى نفس مستوى التقويم العماني حتى خطا التقويم خطوة تعتبر نقلة نوعية، ألا وهي إصدار تقويم إلكتروني وهو ما يسمى بـ "تطبيق التقويم العماني"، والذي ندشن "اليوم " النسخة المطورة منه.
واوضح بأن نسخة التقويم الإلكتروني بشكل عام مزايا مهمة، نذكر منها سهولة توزيعه وإيصاله للناس، ففي حين أن التقويم المطبوع قد يجد صعوبة لإيصاله لكل مدينة وقرية وتجمع سكاني، فإن التقويم الإلكتروني خير سبيل لجعل مواقيت الصلاة متوفرة بين أيدي الناس بكل يسر وسهولة وسهولة التحديث، ففي حين أن النسخة المطبوعة لا يمكن تحسينها أو تحديثا بعد الطباعة إلى في العام التالي، فإن النسخة الإلكترونية من السهل جدا تحديثها وإضافة أي معلومة في أي وقت إذا دعت الحاجة وهذه قد تكون من أهم مميزات التقويم الإلكتروني، فالتقويم المطبوع محدود الإمكانيات من حيث إدراج عدد كبير من المناطق، وهذه الإشكالية لطالما أرقت معدي التقاويم، مما دفعهم أحيانا لعدم إدراج بعض المناطق على الرغم من وجود سكان فيها، أو أجبرهم على إدراج مواقيت بعض المناطق بصيغة فروق توقيت يعاد إدراجها كل شهر! أما في التقويم الإلكتروني فهذه العقبة غير موجودة إطلاقا، ففتح التطبيق الإلكتروني الباب على مصراعيه لإدراج أي منطقة في التقويم دون عناء التفكير بوجود مساحة على الورق لإدراج هذه المنطقة أو تلك.
عقب ذلك أعلن سلطان بن سعيد الهنائي خبير بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية عن تنظيم الوزارة لمسابقة تهدف من خلالها الى تطوير وترقية الانظمة والتطبيقات الالكترونية لضمان جودتها ومواكبتها للمستجدات وجوائزها ستكون عبارة عن (10000) ريال عماني لترقية وتطوير التقويم العماني وجائزة أخرى قدرها (30000) ريال عماني لترقية وتطوير نظام الزكاة الالكتروني وتطبيقاته وستحدد الوزارة لاحقا الضوابط والاشتراطات وآليات التقدم للمنافسة على هذه الجوائز.
الجدير بالذكر يعتبر التقويم العماني تطبيقا تقدمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حيث يتيح التطبيق معرفة التاريخ الهجري والتاريخ الميلادي وأوقات الصلاة والتنبيه لها، ومعرفة شكل القمر في كل ليلة بالإضافة إلى معرفة الحسبات الفلكية والأحداث الفلكية لمدة عام كامل، و إتجاه القبلة والمساجد القريبة من المستخدم، ويوفر التطبيق الإطلاع على الحكم المصاحبه، وبرنامج محول لتاريخ وإعداد مفكرة إلكترونية وتوجد بالتطبيق صفحة خاصة بالخدمات التي تقدمها الوزارة.
كما تم تقديم عرض مرئي عن تاريخ التقاويم في الإسلام وأهمية علم الفلك في رسم التاريخ الهجري، وكيف ساهم بدقه متناهية في رصد أوقات الصلاة والأيام، كما تحدث الفيلم عن دور الإسلام والمسلمين في علم الفلك وكيف ساهموا في اكتشاف واختراع كل ما من شأنه المحافظة على التاريخ ومعرفة الوقت، ودور العمانيين في إصدار التقاويم العمانية بداية باستخدام علم الفلك في الحياة العملية كالزراعة والعلم البحار والسفر ومعرفة الإتجاهات عن طريق النجوم، وفي العهد الزاهد لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم تم اصدار أول تقويم ورقي يوثق الأيام بالتاريخ الهجري والميلادي ،معرفة تواقيت الصلاة وغيرها، ليأتي تطبيق التقويم العماني الإلكتروني مستكملا لهذا الموروث الثقافي والعلمي وليتواكب مع التقنية الحديثة في العلم، ليكون مرافقا لكل شخص في أي مكان وزمان.
وأما نظام الزكاة الإلكتروني هذا الموقع الإلكتروني للزكاة يأتي ضمن استراتيجية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في تنفيذ المشاريع الرقمية والتحول الرقمي بمايحقق الصالح العام ويرتقي بالخدمات وفق آليات عملية بهدف تسهيل الخدمات التي تقدمها الوزارة للمستفيدين
هذا المشروع يضاف إلى إنجازات التحول الرقمي لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وأن هذا النظام الإلكتروني سيغطي عددًا من التفاصيل التي ستسهل إجراءات الزكاة للمزكين والصدقات للمتصدقين مع عدد من الخدمات التي تساعد المجتمع على الوفاء بالكفارات وزكاة الفطر وغيرها.
الموقع يتيح إمكانية التبرع الإلكتروني بسهولة وأمان كما يسهل للأفراد والشركات التبرع بكل خصوصية وسرية، بالإضافة إلى أن النظام يقدم عددًا من الميزات والخدمات كالحاسبة الذكية للزكاة التي تتيح أداة سهلة لحساب الزكاة وإخراجها مباشرة وفتح سجل خاص بالمزكي والمتصدق وخدمة التذكير بميقات الزكاة وغيرها.
وسيتم عبر النظام فتح باب تسجيل طلبات الاستفادة من الزكاة والصدقات وستعمل عبر النظام لجان الزكاة وفق الصلاحيات الممنوحة لها، وأن اللجنة ستقوم بدورها الإيجابي في خدمة المجتمع ودراسة حالات الاستحقاق كما ستتمكن من التواصل مع الوزارة إلكترونيًا فيمختلف المتطلبات وسيتم عبر النظام إدارة جميع الحسابات البنكية بمختلف البنوك والمصارف.