يبلغ إجمالي عدد الطلبة العمانيين الدارسين في المملكة المتحدة - والدول التي تقع تحت إشراف الملحقية الثقافية العمانية بلندن – وفق آخر تقرير إحصائي (3403) طالبا وطالبة ، منهم 2555 بالمملكة المتحدة، و558 في أيرلندا، و151 في مملكة هولندا، و110 في جمهورية ألمانيا الاتحادية و29 في جمهورية فرنسا.
مسلم بن تمان العمري الملحق الثقافي العماني بلندن صرح قائلا : تتمثل أهم المهام المنوطة بالملحقية الثقافية العمانية بلندن في مساعدة الطلاب على الالتحاق بالمؤسسات التعليمية المناسبة لمستواهم العلمي ونوعية تخصصاتهم، على أن تكون من المؤسسات التعليمية المعتمدة والموصي بها من قبل وزارة التعليم العالي بالسلطنة، وأيضا تتولى الملحقية مهمة متابعة سير دراسة الطلاب وذلك من خلال التواصل المستمر مع المؤسسات التعليمية الملتحقين بها، وإرسال تقارير دورية بمستوى التحصيل العلمي لكل طالب إلى وزارة التعليم العالي، وجهات الابتعاث الأخرى بالسلطنة.
كما تقوم الملحقية بعقد لقاءات دورية مع الطلبة لمعرفة ما قد يعترضهم من تحديات تعيق مسيرتهم الدراسية ، مع وجود زيارات مستمرة للمؤسسات التعليمية التي يدرس فيها الطلاب ومقابلة المسؤولين والمشرفين فيها من أجل تذليل أي تحديات قد تواجه الطلبة كذلك تتولى الملحقية المصادقة على الشهادات الصادرة من المملكة المتحدة وأوروبا، واعتماد القبول الدراسي على أن يكون مطابقا مع شروط قانون البعثات بوزارة التعليم العالي، كما تتولى ضمان سداد الرسوم الدراسية والمخصصات الشهرية للطلاب، والعمل على بناء علاقة تواصل متميزة مع الجامعات والمراكز العلمية المتواجدة بدول الابتعاث التي تقع تحت نطاق إشراف الملحقية عن طريق الزيارات الميدانية والمشاركة في المناسبات الثقافية والعلمية بتلك المؤسسات إضافة إلى أن الملحقية تشكل حلقة وصل بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بالسلطنة ونظيراتها في المملكة المتحدة وأوروبا وتعمل الملحقية كذلك على حصر الجامعات البريطانية والأوروبية ومراكز البحوث العلمية من حيث المستوى والسمعة، ونوعية التخصصات المتوفرة لديها والأنشطة التي تقوم بها، بالإضافة لمشاركة الملحقية في صياغة الاتفاقيات التي تعقد بين وزارة التعليم العالي ومؤسسات التعليم العالي في المملكة المتحدة والدول التي تقع تحت نطاق إشراف الملحقية.
دور الملحقية
وحول الرعاية الصحية والمعيشية وغيرها من الخدمات التي تتوفر للطالب خلال فترة ابتعاثه أوضح مسلم العمري الملحق الثقافي العماني بلندن فيما يتعلق بالدارسين في المملكة المتحدة فإنه بحسب نظام الهجرة البريطاني العلاج مجاني وذلك في حالة الالتحاق ببرنامج دراسي لمدة 6 أشهر أو أكثر، وهو ما يمكن الطالب من الحصول على العناية الطبية الكاملة مجاناً، ويوفر عليه تحمل مصاريف التأمين الصحي، لذا ننوه على الطلبة الجدد بعد الاستقرار بالسكن ضرورة سرعة التسجيل لدى الطبيب العام القريب من مكان إقامتهم أما بالنسبة لعلاج الأسنان فغالباً ما يكون العلاج على حساب الطالب ومن ثم تقوم الملحقية بالتعويض وذلك في حالة كون الطالب حاصلا على بعثة ، وأيضا للحالات الطارئة في علاج الأسنان.
واضاف بالنسبة للطلبة الدارسين في أيرلندا وهولندا وألمانيا وفرنسا فإنه من الضروري وجود تأمين صحي للطالب، لذا تعمل الملحقية بالتنسيق مع الجامعات وجهات الإشراف الأخرى على توفير التأمين للطلبة الدارسين بتلك الدول كما تعمل الملحقية على تقديم النصيحة والتوجيه المناسب والمعلومة المهمة فيما يتعلق بأنواع السكن والقوانين المتعلقة بالإقامة وتجديد التأشيرات والأمور المعيشية الأخرى ومن هنا نود التنويه بأنه على الطلاب الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بأن يقوموا بالحصول على تأمين صحي في السلطنة للفترة التي سوف يقضونها في بريطانيا حتى بلوغهم سن 18 وكذلك للذين تكون فترة دراسة اللغة أقل من (6) أشهر.
أنشطة وجمعيات
وعن الجمعيات الطلابية العمانية ودورها في حياة الطالب المبتعث قال العمري: يشارك الطلبة العمانيون في العديد من الأنشطة الثقافية والعلمية والرياضية سواء التي تنظمها المؤسسات التعليمية التي يدرسون بها أو تلك التي تنظمها الجمعيات الطلابية العمانية الموجودة في مختلف المدن التي يدرس بها هؤلاء الطلبة والمجلس الاستشاري الطلابي العماني بالمملكة المتحدة هو المظلة التي تجمع كافة الجمعيات الطلابية العمانية الموجودة في بريطانيا وتحظى كافة الجمعيات بدعم مباشر من الملحقية وإشراف ومتابعة من المجلس يقوم المجلس بمساعدة الطلبة الجدد على الانفتاح على مختلف المؤسسات الأكاديمية والطلابية في بريطانيا وتسجيل أنديتهم وجمعياتهم داخل الجامعات التي يدرسون بها وتقديم الدعم اللازم لتسهيل ممارسة أنشطتهم وفعالياتهم واحتفالاتهم بمختلف المناسبات الدينية والوطنية ومن خلال المجلس الطلابي تعمل الملحقية على إعداد خطط وبرامج العمل السنوية والتي يتم تنفيذها من قبل الجمعيات الطلابية. ولا يقتصر دور الجمعيات الطلابية فقط على إقامة الفعاليات والأنشطة الطلابية والاحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية ، بل يشمل كذلك مساعدة الطلبة الجدد على التعرف والتأقلم مع ثقافة وأنظمة المجتمع البريطاني ، إلى جانب تعزيز أواصر الترابط الاجتماعي والثقافي بين الطلبة العمانيين المتواجدين بمختلف المؤسسات التعليمية البريطانية وللجمعيات دور كذلك في التعريف بشتى الجوانب الحضارية والتاريخية والاجتماعية للسلطنة للعالم من خلال ما تقدمه من أنشطة وبرامج علمية وثقافية واجتماعية ورياضية وإعلامية سواء فـي داخل الجامعات التي يدرسون بها أو فـي المدن التي يقيمون فيها.
آلية اختيار الجامعات
وعن آلية اختيار المؤسسات التي يبتعث إليها الطلبة أشار العمري إلى أنه يتم اختيار أفضل (50) جامعة في المملكة المتحدة ، في حين يتم استهداف الجامعات ذات السمعة الجيدة في بلدان الابتعاث الأخرى وأهم المعايير العامة التي تعتمد عليها الملحقية في اختيار المؤسسة التعليمية هي شهرة الجامعة في التخصص الذي يدرسه الطالب وترتيب الجامعة العام سواء على مستوى الدولة أو بين جامعات العالم ، ومدى توفر مصادر التعليم والخدمات والمرافق الضرورية التي يحتاج لها الطالب .
وعن تكاليف الدراسة قال : تتفاوت من مؤسسة إلى أخرى مثلا بعض التخصصات كالطب والهندسة فهي دائما تعتبر ذات تكاليف مرتفعة ويعتمد ذلك على شهرة الجامعة في التخصص والذي عادة يحدد رسوم الدراسة أما فيما يتعلق بتكاليف المعيشة فهناك ارتفاع ملحوظ وبشكل سنوي للرسوم المعيشية العامة بما فيها السكن ، والنقل وتكاليف المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات الشخصية للطالب.
تحديات
وأشار العمري إلى أن استيعاب القوانين والأنظمة التعليمية، والتأقلم ثقافيا واجتماعيا مع نمط الحياة العامة في المجتمع الجديد هي أبرز التحديات التي تواجه الطلبة المبتعثين الجدد ليس في المملكة المتحدة فحسب وإنما في دول الابتعاث الأخرى خصوصا الطلبة الجدد في مرحلة الدراسات الجامعية الأولى. ومن هنا يأتي دور وزارة النعليم العالي والملحقيات من خلال المحاضرات التعريفية والمتابعة المستمرة لضمان حصول الطلبة على الإرشاد والتوجيه والمساعدة المناسبة هذا فضلا عن التكاليف المعيشية التي ترتفع بشكل سنوي.