عمّان- العمانية:نظّمت رابطة الكتاب الأردنيين، بالتعاون مع وزارة الثقافة ومهرجان جرش للثقافة والفنون، ندوة تناولت تجربة الشاعر الراحل حبيب الزيودي. وقدم د.ناصر شبانة ورقة تناول فيها مفاصل التجربة ومفاتيح القراءة في شعر الزيودي، مؤكداً أنه لا يمكن دراسة هذا الشعر بمعزل عن تأثر صاحبه بالشاعر مصطفى وهبي التل (عرار)، لتغدو القصيدة عند الزيودي ظلاً لقصيدة "عرار"، في حالة تناصّية فريدة "يكثر فيها التشابه والتقاطع".وأضاف شبانة أن سر القصيدة عن الزيودي أنها تُطلّ على قارئها بلا زينة، وأن الشاعر يهتم بتوفير لذّةٍ ما في آخر قصيدته، وأن قصائده تنتمي إلى الحقبة الرومانسية المليئة بالعشق والانكسار، والقلق والشكوى، وهجاء المدينة.وتوقف شبانة عند إلحاح الشاعر على ثيمة الطفولة، ورغبته الشديدة في العودة إليها ومغادرة الواقع المزري.من جهته، أكد د.محمد السعودي، أن للشاعر الزيودي أثراً عميقاً في حركة الشعر الحديث في الأردن، وأنه "حاول أن يختطّ لنفسه تعاريج شعرية خاصة به، تُظهر تجربته وحقيقة رؤيته للكون والإنسان"، ثم بحث السعودي في عدد من القصائد التي قيلت في رثاء الزيودي الذي رحل في 27 أكتوبر 2012. وقدم د.عبدالرحيم مراشدة ورقة بعنوان "شعرية الرعوية في قصائد الزيودي"، قال فيها إن نصوص الشاعر تتخذ مسارات في التسريد تلفت الانتباه، وذلك من حيث ميل طرائق التعبير عنده نحو البعد الرعوي، واتجاهه إلى ما يُعرف بـ"ترييف السرد"، إذ تحيل نصوصه في سياقاتها البانية للمعاني، إلى البداوة والريف معاً.وقدم وزير الثقافة الأسبق د.صبري ربيحات، شهادة إبداعية عن الزيودي، قال فيها إنه كان موسوعياً من جهة معرفته بتراث بلده ورجالاته ووجدانه، إضافة إلى إسهاماته الثقافية. أما الشاعر لؤي أحمد فقدم بصوته عدداً من القصائد التي كتبها الشاعر الراحل. وقُدمت ضمن الندوة، طقسيةٌ توثيقية تتتبّع السيرة الذاتية والإبداعية للشاعر حبيب الزيودي، حملت عنوان "فتى العالوك"، كتب نصَّها د.مخلد الزيودي، وأخرجها نبيل الشوملي، ووضع الموسيقى ولحّنها نصر الزعبي، وقام بالتوزيع مراد دمردجيان، والغناء رامي شفيق وغادة عباسي، وقُدم التعليق فيها بصوتَي محمد العبادي وعبير عيسى. وجرى على هامش الندوة توزيع نُسخ من الأعمال الشعرية الكاملة لحبيب الزيودي التي أعدها د.عمر القيام. وكان مدير مهرجان جرش محمد أبو سماقة أعلن في مستهل الندوة، أن جائزة حبيب الزيودي للشعر، ستكون واحدة من المفردات الثقافية السنوية لمهرجان جرش للثقافة والفنون، حيث سيتم تكريسها لأفضل مجموعة شعرية تصدر حديثاً.