رئيس أركان قوات السلطان المسلحة: أهنيء كلية القيادة والأركان على مرور ثلاثين عاماً على إنشائها والتطور الذي تشهده

آمر كلية القيادة والأركان مخاطباً الخريجين: إن هذا اليوم من الأيام المجيدة في حياتكم العلمية لتجنوا فيه ثـمار عام دراسي كان حافلاً ومكللاً بالجد والاجتهاد

مساعد آمر كلية القيادة والأركان: رسالة كلية القيادة والأركان تزود الضباط الدارسين بالعلوم العسكرية وتأهلهم ليصبحوا قادة وضباط ركن مجيدين على المستوى العملياتي

متابعة ـ الملازم أول/ سعيد بن خالد النافعي ومبارك بن سويد الصبحي: تصوير ـ الرقيب/ أول وليد بن راشد المجرفي والرقيب/ أول مقبول بن سالم الرحبي:

احتفلت كلية القيادة والأركان لقوات السلطان المسلحة صباح امس بتخريجِ الدورة "الثلاثين" تحت رعاية مَعَالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط.
وقد بدأ الاحتفال ـ الذي أقيم بمقر الكلية بمعسكر بيت الفلج ـ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى العميد الركن عامر بن سعيد المهري آمر كلية القيادة والأركان كلمة أكد خلالها أن الاحتفال بتخريج دورة القيادة والأركان يأتي تزامناً مع الاحتفال بيوم النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله ورعاه ـ والتي انطلقَ منها الوطن الغالي برؤية واضحة المعالم نحو البناء والتطوير والعدل والسلام، وتطرَّق في كلمته إلى دور الكلية في إعداد وتأهيل الضباط وتزويدهم بالمعارف والعلوم العسكرية ، والذين يأتي تخرجهم تتويجًا لعام من التحصيل الدراسي، وتأكيداً لمكانة العلم ومنزلته في كل المؤسسات التدريبية والتأهيلية والأكاديمية العسكرية والأمنية بداية بميادين التدريب الأساسي، ووصولاً إلى الصروح الأكاديمية العسكرية.
وقال آمر كلية القيادة والأركان في كلمته: نرحب بكم أجمل ترحيب في يوم تخرج الدورة الثلاثين لكلية القيادة والأركان لقوات السلطان المسلحة، ونحن إذ نحتفل هذه الأيام بفيض من مشاعر البهجة والسرور بيوم النهضة المباركة الذي يأتي تخليداً لذكرى عزيزة انطلق منها وطننا الحبيب إلى مستقبل مشرق بتوفيق من الله ورعايته وبقيادة حكيمة أصبح بفضلها الأمن والاستقرار والعدل أساس البناء، والعلم والمعرفة منهج العمل وطريق التقدم والازدهار، فإننا ندعو الله ـ جلت قدرته ـ أن يديم على قائدنا المفدى نعماءه ورعايته وأن يحفظ جلالته من كل مكروه.
مضيفاً: إن هذا اليوم من الأيام المجيدة في حياتكم العلمية لتجنوا فيه ثـمار عام دارسي كان حافلا ومكللا بالجد والاجتهاد، نذكر فيه تعاونكم والتزامكم وحرصكم للوصول إلى الإجادة فيما شمل واحتوى عليه منهاج الكلية من العلم والمعرفة، فحققنا ولله الحمد معا نجاحا أسعدنا جميعا، وهذا ما أكدته نتائجكم الطيبة في نهاية الدورة، فنبارك لكم تخرجكم ونتمنى لكم التوفيق والنجاح في حياتكم العلمية، بعد أن صقلت مواهبكم وتزودتم بالمعارف العسكرية والإدارية والعلوم الأخرى.
وسلّم معالي السيد وزير الدولة ومحافظ مسقط راعي المناسبة الجوائز التقديرية لأوائل الدورة والشهادات للخريجين، حيث حصل على المركز الأول على مستوى الدورة الرائد الركن راشد بن مبارك الرشيدي، في حين جاء في المركز الأول في البحث العلمي العسكري الفردي الرائد الركن مظلي مجدي بن ناصر الحارثي وكلاهما من الجيش السلطاني العماني.
وألقى أحد الضباط الخريجين كلمة نيابة عن زملائه منتسبي الدورة الثلاثين عبَّر من خلالها عن اعتزازهم وسعادتهم بتخرجهم من هذا الصرح العلمي العسكري الشامخ، مبيناً أهمية المسيرة العلمية التي قضوها في كلية القيادة والأركان، والتي كانت حافلة بالبذل والعطاء، خاصة في هذه الكلية التي تَحْظَى بالمكانة المرموقة والسمعة المتميزة التي تميَّزت بها، مؤكداً أن الدورة كانت حافلة بالعمل الجاد والعطاء والتفاني والتعاون بين المشاركين في الدورة والموجهين ومنتسبي هذا الصرح العلمي ، وفي نهاية الاحتفال التُقطت الصور التذكارية لمَعَالي السيد راعي المناسبة مع ضباط الدورة المتخرجة وهيئة التوجيه بالكلية.
ويشار إلى أن الدورة الثلاثين قد ضمت عدداً من ضباط وزارة الدفاع ورئاسة أركان قوات السلطان المسلحة، وأسلحة قوات السلطان المسلحة، والحرس السلطاني العماني، والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدداً من الضباط الدارسين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن بعض الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، وقد اشتملتْ الدراسة فيها على ثلاثة فصول أساسية، كما تضمَّن المنهاج الدراسي التمارين التعبوية والمحاضرات التي ألقاها عدد من كبار المسؤولين من أصحاب السعادة الوكلاء والسفراء وبعض الشخصيات من ذوي الخبرة من الدول الشقيقة والصديقة، مما أسهم ذلك في إثراء معلومات الدارسين.
وقد اختتمت الدورة بتنفيذ تمرين "الحزم" والذي يُعدُّ خلاصة تمارين الدورة، كما قام الدارسون بالكلية بزيارات محلية لبعض من المؤسسات المدنية والقيادات العسكرية بهدف إثراء معلومات الدارسين وتزويدهم بالمعارف العسكرية والإدارية والعلوم الأخرى.
حَضَر المناسبة عدد من أصحاب المعالي الوزراء وعدد من قادة قوات السلطان المسلحة وعدد من المكرمين وعدد من أصحاب السعادة السفراء وعدد من الملحقين العسكريين بسفارات الدول الشقيقة والصديقة بمسقط وعدد من كبار الضباط بقوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى وعدد من أعضاء هيئة الكلية الأكاديمية والإدارية وعدد من منتسبي كلية القيادة والأركان.
وبهذه المناسبة تحدث الفريق الركن احمد بن حارث النبهاني رئيس أركان قوات السلطان المسلحة قائلاً: سعيدون بهذا اليوم المبارك بأن نشهد تخريج الدورة الثلاثين ومرور ثلاثين عاماً على إنشاء الكلية، وبهذه المناسبة أبارك للكلية على إنجازها هذه الدورة، وأبارك للخريجين تخرجهم وتحقيق النتائج المشرفة، وجميعهم ولله الحمد قد اجتازوا مقررات الدورة، كما أهنيء كلية القيادة والأركان على التطور المستمر الذي تشهده، وهي مستمرة في تحقيق رسالتها والأهداف التي وضعت من أجلها والمتمثلة في تدريب وتأهيل قادة وضباط ركن للمستقبل، ونأمل أن نرى كثيراً من الخريجين في مناصب عليا بإذن الله تعالى وكل عام والجميع بخير.
كما تحدث العقيد الركن عبدالله بن سالم المحاربي مساعد آمر كلية القيادة والأركان للشؤون الأكاديمية قائلاً: تعد كلية القيادة والأركان منذ انعقاد الدورة الأولى عام 1987م الرافد الأكاديمي الرئيسي بالضباط الركن من الدرجة الثانية لأسلحة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى بالسلطنة، كما أنها وجهة رئيسية للعديد من ضباط الدول الشقيقة والصديقة، حيث دأبت الكلية على استقبال الدارسين من الدول الناطقة باللغة العربية اعتباراً من الدورة السابعة عام 1994م بينما تم استقبال الدارسين الناطقين بغير العربية اعتباراً من الدورة الرابعة عشرة عام 2000م، حيث تستقطب الكلية هيئة توجيه مؤهلة من ضباط قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وقوة السلطان الخاصة بناء على معايير محددة في النظام الداخلي للكلية ، ويسبق افتتاح الدورة تأهيل للدارسين غير الناطقين باللغة العربية لمدة خمسة أسابيع دراسية لمنحهم جرعة إضافية في اللغة العربية وتعريفهم بثقافة المجتمع العماني، وكذلك لإكسابهم مهارات معينة يتطلبها البرنامج الدراسي، ويتم ذلك بالتزامن مع ورش عمل صممت خصيصاً لتعزيز قدرات الموجهين على الإشراف والتقييم والمعرفة بمنهجية البحث العلمي، ومدة البرنامج سبعة وأربعون أسبوعاً موزعة على ثلاثة فصول بهدف تحقيق رسالة الكلية والمتمثلة بتزويد الضباط الدارسين بالعلوم العسكرية وتأهيلهم ليصبحوا قادة وضباط ركن مجيدين على المستوى العملياتي، وبما يمكنهم من العمل في البيئات والظروف المختلفة من خلال برنامج في العلوم العسكرية.
المقدم الركن سلطان بن سيف المعمري ركن أول ضبط جودة بكلية القيادة والأركان قال: يعد الاعتماد الأكاديمي الذي تخضع له كلية القيادة والأركان هو اعتراف تمنحه الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي لمؤسسات التعليم العالي بالسلطنة، بما في ذلك العسكرية والأمنية منها، وعلى تلك المؤسسات أن تثبت أن برامجها وأنشطتها تتوافق مع المعايير التي أعلنتها الهيئة، وسعياً من مجلس الكلية بجودة البرنامج الأكاديمي صدر توجيه رئيس أركان قوات السلطان المسلحة في السادس من مايو 2009م الذي نص على أن تخضع كلية القيادة والأركان لنظام تدقيق الجودة الذي تشرف عليه الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي، وبناء عليه أعدت الكلية وثيقة الدراسة الذاتية التي سلمتها إلى الهيئة في أغسطس 2013م، وقد خضعت الكلية في يناير من العام الذي يليه لتدقيق الجودة من قبل فريق مختص قام بتسليم تقريره نهاية العام، لتباشر بعدها الكلية بتنفيذ التوصيات الواردة في التقرير وإعداد خطة إستراتيجية وتنفيذية طموحة للخمس السنوات القادمة، بما يحقق معايير الجودة المؤسسية التي أصدرتها الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي، ونأمل أن تتكلل بالنجاح ،وإن اعتماد الكلية أكاديميا سيعزز من سمعتها الأكاديمية في الأوساط العسكرية مما سيساهم في بلوغ رؤيتها المتمثلة في تحقيق الريادة في العلوم العسكرية على المستوى الإقليمي، كما سينعكس إيجاباً على المجتمع العسكري المستفيد من جودة مخرجات البرنامج.
ومن جانب الخريجين قال الرائد الركن راشد بن مبارك الرشيدي من الجيش السلطاني العماني الحاصل على المركز الأول على مستوى الدورة المتخرجة: أحمد الله على توفيقه لي في هذه الدورة بحصولي على المركز الأول في واحد من أعظم الصروح العلمية العسكرية الشامخة في هذا الوطن المعطاء وهي كلية القيادة والأركان، ولا ريب أنني في هذا اليوم أشعر بالسعادة الغامرة والفرحة العارمة بعد رحلة امتدت لعام كامل كانت مليئة بالجد والاجتهاد والعزيمة والإصرار لتحقيق السبق ونيل الحظوة لتحقيق هذا المركز في خضم منافسة قوية من زملائي من مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية ومن مختلف الدول الشقيقة والصديقة، سائلاً المولى عز وجل أن تكون هذه النتيجة حافزاً لي للمزيد من البذل والعطاء وتحقيق مزيد من النجاحات خدمة لهذا الوطن الغالي وقائده المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله ورعاه.
وقال الرائد الركن مظلي مجدي بن ناصر الحارثي من الجيش السلطاني العماني الحاصل على المركز الأول في البحث العلمي العسكري: تولي كلية القيادة والأركان اهتماماً كبيراً بالبحث العلمي لما للبحوث العلمية من دور كبير في التطوير والتحديث في المجتمعات الحديثة بشكل عام وللقوات المسلحة بشكل خاص وكذلك لما لها من دور كبير في تطوير وتحسين القوات المسلحة، وقد أتاحت لي الكلية الفرصة في الارتقاء بمستويات إعداد البحوث العلمية بطريقة أكاديمية وفق الآليات المنهجية المعتمدة في هذا الشأن.
وقال المقدم أحمد عدنان الصحاف من دولة الكويت الشقيقة: يطيب لنا نحن ضباط دولة الكويت بدورة القيادة والأركان أن نتقدم بجزيل الشكر والعرفان للكلية، حيث إننا اكتسبنا المعرفة بالعلوم العسكرية ، وبلا شك أن الخبرة والصفات القيادية المكتسبة ستكون عوناً لنا في أعمالنا وقادم حياتنا الوظيفية، ولا يسعنا إلا أن نقدم الشكر وعظيم الامتنان لمن كان لهم الفضل بعد الله، والشكر موصول لآمر الكلية وأعضاء هيئة التوجيه والتدريب، وإخواننا من الضباط العمانيين وإخواننا من الدول الشقيقة والصديقة، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ عمان وقيادتها الحكيمة وشعبها المضياف.
المقدم أركان حرب محمد أحمد عبدالمؤمن محمد بدران من جمهورية مصر العربية الشقيقة: لقد كان لي الشرف الكبير بالدورة الثلاثين بكلية القيادة والأركان والتي تعد صرحاً علمياً شامخاً، ونموذجاً يحتذى به في كافة المجالات الأكاديمية والعسكرية والفنية والإدارية والضبط والربط العسكري، فهي صرح علمي يسهم في إعداد ضباط الركن القادرين على ممارسة مهامهم في وحداتهم، ولقد تعلمت الكثير، ونهلت من العلم العسكري الذي قدمته لي كلية القيادة والأركان، منبر العلم في قوات السلطان المسلحة، والتي لم تتوانَ لحظة في تقديم كل الجهد، والعمل الصادق في سبيل صقل المعرفة العسكرية لدى جميع الدارسين، كما أتيحت لي فرصة فريدة لزيارة أماكن سياحية بالسلطنة مع أفراد أسرتي، وقد سررنا كثيراً بما شاهدناه من تطور وازدهار ممزوجا بالحفاظ على الهوية الوطنية لعمان وتراثها الخالد وما تنعم به من أمن واستقرار، مما كان له ذكرى طيبة في نفوسنا ستستمر معنا بالخير والامتنان لهذا البلد المضياف مع الدعاء له بمزيد من التقدم والازدهار.
وقال الرائد الركن تانـجي تغجير من الجمهورية الفرنسية الصديقة: قضيت ما يزيد عن سنة في السلطنة ولقد كانت فرصة طيبة لحياتي العملية والشخصية، ففي المجال العملي أضافت الدورة لخبراتي معلومات أخرى عن إدارة الأزمات، وكذلك القيادة من المستوى التعبوي وحتى المستوى الإستراتيجي والعلم العسكري والأكاديمي والعمليات المشتركة، أما على المستوى الشخصي فاستمتعت أنا وأفراد أسرتي بالطبيعة الخلابة والمتنوعة في السلطنة كالأودية والصحارى والسواحل والمناطق الجبلية الرائعة، ولقد شاهدنا الآثار الدالة على تاريخ السلطنة العريق وسررنا كثيراً باهتمام السلطنة والشعب العماني بالموروث الثقافي والتقاليد العمانية الأصيلة، ولقد تكونت لدينا ذكرى جميلة لا تنسى عن عُمان وشعبها المضياف، ونتمنى أن تتاح لنا الفرصة مرة أخرى لزيارة هذا البلد الجميل في أقرب، وقت كما أتمنى للسلطنة وشعبها مزيداً من التقدم ودوام الاستقرار.