من المتعارف عليه .. أن الذكاء ما هو إلا مقياس للقدرات العقلية لدى الفرد .... سواء كانت من حيث سرعة البديهة والملاحظة وربط الأمور ... والقدرة السريعه على التعليم والتعلم .... والقدرة على التخطيط الصحيح وتحقيق الأهداف المرجوة بشكل منسق ومنظم وناجح في فترة زمنية معينه ... بالإضافة إلى القدرة على إدارة الوقت بشكل صحيح.وعلماء النفس والإجتماع ربطوا مفهموم الذكاء بتحديد أنواع للذكاء ... ألا وهو الذكاء الإجتماعي ... والذكاء الإقتصادي ... والذكاء الرياضي ... إلخ من أهم أنماط الحياة الروتينية المتعارف عليها.وأخصص موضوعي عن المرأة الذكية ... فمن هي ؟! ومن تكون ؟! وكيف تصنع المرأة من نفسها ذكية ؟! هل ذكاء المرأة يأتي بالفطرة ؟ّ! أم بمعايشة الواقع والحياة ؟! أم بإثبات الذات ؟! ....أم المرأة الذكية هي جميلة الشكل ؟!إن لإدراك عقلية المرأة أمر هام لمقياس نسبة ذكائها ... فالمرأة ما هي إلا أحد أفراد المجتمع الواحد وتشكل كيان هام لأي مجتمع من المجتمعات لما تمتع به من أدوار متعددة فهي الأم والإبنة والزوجة والأخت والجدة ....والموظفة في شتى مجالات العمل...المرأة كيان وليست مظهر ، المرأة قلب حاني ، المرأة عقل متجدد متطور ومفكر ، المرأة يد تساند نصفها الآخر ... المرأة موظفة تسعى لتحقيق طموحها بشكل يتناسب مع القيم التي تربينا عليها والتي حثنا عليها ديننا الإسلامي ... إذن المرأة مضمون وليست مجرد شكل .لذا فعلى المرأة لكي تصنع من عقليتها عقلية بارعه وذكية أن تتخطى عامل الشكل وذلك لأن الإسلام صنفها أرقى من أن تكون شكلا جميلا بل جعلها مضمون هام وروح جميلة مفعمة بالعاطفة ومفعمة بالفكر والمسؤولية ... ولا ننسى حديث رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ( كلكم مسؤول عن رعيته ... والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ).فالمرأة لابد من أن تنظر للحياة بإيجابية وتجعل السعادة محور حياتها لها، وللمحيطين بها ... وتتعايش بشكل واقعي ومنطقي ... وأن تفكر بعقلانية وتجعل من عقليتها وتفكيرها يقيس الأمور بشكل منطقي وواقعي وأن تفكر بعواقب الأمور، ولإتخاذ أي قرار بشكل متوازن .... وأرى إن جاذبية المرأة ليس بشكلها وجمالها وزينتها وإنما جاذبيتها تكمن في عقليتها من خلال الإلتزام بمباديء الدين الإسلامي .. وأن تتصرف بذوق ورقي وإحترام ... فديننا ليس عائق لنصل لما نريد من أهداف وإنما حافزا لنا بمبادئه التي رسخت إحترام ذات المرأة بزيها المحتشم وبفرض قوانين تحمي المرأة .... ولا ننسى إن الله سبحانه وتعالى خصص في كتابه الكريم سورة خاصة عن المرأة وحقوقها وما وجب عليها ألا وهي ( سورة النساء ).فالمرأة الذكية هي من تتصرف بمنطق ... بوضوح ... وقدرة تحمل وصبر داخل أسرتها وفي نطاق عملها ...فالمرأة الذكية هي من تصنع من أسرتها أسرة ناجحة ... و بالرغم من جميع المسؤوليات تستطيع أن تصل لطموحها وتحقيق ذاتها.وكما ذكرت سابقا كيان المرأة وقلبها، وفكرها، وصبرها، وتحقيق طموحها والعمل على هذه العناصر بشكل متوازن دون أن يطغى أيهما على الآخر فهنا تكون استطاعت أن تصنع من نفسها امرأة ذكية قادرة على مواجهة الحياة وظروفها وتقلباتها مهما كانت .وهي من تفرض إحترام الآخرين لها ... هي من تستطيع على إدارة وقتها بشكل صحيح ومتوازن هي من تستطيع أن تحل المشاكل والصعاب التي قد تعرقل من مسار تحقيق أهدافها بكل صبر وتحمل وعقلانية ومنطقية ومن هنا تصل لتحقيق أهدافها بشكل ناجح .إن إعتماد المرأة على مظهرها وشكلها ليس هو الذكاء .. بل إن المرأة الذكية هي من تحترم ذاتها وتلزم الآخرين على إحترام هذه الذات الرقيقة المرهفة بالفطرة .حيث إن المرأة أرقى من أن تكون مجرد شكل قد يندثر بلحظة، فليست هي البرواز بل هي ما يحوي هذا البرواز من معان وعبارات فنية تترجم ذات المرأة وعقليتها ... المرأة ليست زهرة في بستان... بل هي من تسقي تلك الزهرة من علمها ... ودينها ،وقيمها ،ومبادئها الإسلامية.... المرأة الذكية هي من تتعامل بذكاء دقيق بعقليتها المميزة وفكرها النابع من القيم والمباديء الإسلامية ... فهي المثابرة التي لا تيأس ...وهي من تتصرف بهدوء وسكينة ... هي الطموحة التي تتصرف بإتزان وتصل لما تريده من أهداف بشكل متزن .... هي المعطاءة وليست الإحتكارية والأنانية ... هي الشخصية المتعاونة وتساند من ينافسها في مهامها بالعمل والداعم الأكبر لأسرتها ... هي الكيان الذي يدير ذاتها بإحترام المباديء الإسلامية هذا ما يجعل المرأة ذكية بعقليتها ومتميزة بشخصيتها.نعم فلتصنعي من نفسك امرأة ذكية ذات عقلية متطورة متجددة ... لكي تصنعي من ذاتك شخصية مميزه وعنصر فعال للمجتمع ... حققي أهدافك على نطاق حياتك الاجتماعية والعملية والعلمية .. بذكاء ومنطق ... بمباديء ووقيم ... واكبي العصر بما يتناسب مع مبادئنا وقيمنا . رفيف عبدالله الطائيكاتبة عمانية [email protected]