من التراب يستخرج الإنسان خيرات الأرض وهي المعادن، وفي مقدمة هذه المعادن (الحديد والنحاس والفحم الحجري والملح الصخري والوقود الاحفوري) .. وفي مقدمة هذا الوقود (النفط الخام) والذي يسمى بـ (الذهب الأسود) بل يحق له أن يسمى بالذهب السائل لما له من الأهمية الاقتصادية العالمية والغاز ويستخرج الكبريت، أما أهم هذه المعادن المعدن النفيس وهو (الذهب الأصفر) وكذلك الفضة والالماس والبلاتين .. فهذه معادن نفيسة وعالية القيمة.
وفي القرن العشرين الماضي تم استخراج معدنين لهما أهمية كبيرة إذا استخدما في الأغراض السلبية في مجال الطب وفي الوقود النووي، وهذان المعدنان هما (الراديوم واليورانيوم) ولكن للأسف الشديد فإننا نرى الإنسان قام باستخدامهما في صنع السلاح مهدداً أخاه الانسان نعوذ بالله من شر استخدام هذه الأسلحة الفتاكة والتي وراءها الدمار والهلاك لا الحياة والإعمار.
أما الذهب والفضة فهما للنقد والحلي والألماس للحلي والعقود وصنع فصوص الخواتم وكذلك الاحجار الكريمة مثل:(اليواقيت والعقيق والزمرد).
ومن الأرض استخراج الانسان المياه الجوفية وأجرى الجداول والينابيع، وفجّر الله له العيون للري والزراعة وغرس الأشجار والنباتات، فكانت الزراعة والمحاصيل الزراعية بجميع انواعهما والفواكه وغرس الانسان الأشجار الكبيرة لقطع الاخشاب.
فمن الاخشاب تتم صناعات متعددة ويترتب على الاخشاب صناعة أوراق الكتابة وصناعة الأثاث وصناعة الأبواب والطاولات والكراسي والديكورات، ومن الخشب تصنع القوارب وسفن الصيد والسفن الشراعية للنقل والتجارة قبل أن يعرف الانسان صناعة وبناء السفن الضخمة من الحديد لأن هذه السفن بدأ بناؤها في أول القرن التاسع عشر وتطور بناؤها حتى صارت سفناً عملاقة وتعددت طوابق بعضها حتى صارت كأنها بناية ضخمة تتسع لآلاف الركاب وعشرات آلاف من أطنان البضائع.
أما ناقلات النفط والغاز فأصبحت بإمكانها حمولة ملايين من البراميل، كما زادت سرعتها أضعاف ما كانت عليه من قبل أين استطاع الانسان استخراج هذه المواد إلا من الأرض أفلا يكون الانسان شاكراً الله تعالى على ما أعطاه من هذه النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وإن الانسان لظلوم كفّار).
ومن نعم الله على عباده نعمة الإسلام ونعمة العلم ونعمة العقل ونعمة الأمان في الأرض .. كيف وقد وعده الله إن أطاعه بجنة عرضها السماوات والأرض وفي هذه الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وفي حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها) وأهم من هذا كله رضوان على أهل الجنة والنعيم المقيم ودخول الملائكة عليهم من كل باب للتسليم عليهم (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) .. والحياة الدائمة التي لا تنقضي فهم خالدون فيها أبداً، أما العاصون والكفار فلهم العذاب المهين المقيم والعياذ بالله.
.. فاللهم صلّ وسلم على نبيا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أحمد بن سعود الكندي
مكتبة (الوطن)