عبري ـ من صلاح بن سعيد العبري :تزخر مختلف محافظات وولايات السلطنة بمآثر تاريخية تحكي ماضياً عمانياً تليداً غائراً بجذوره في أعماق التاريخ الموغل في القِدم والتي سطرها الأجداد عبر حقب تليدة من الأزمنة. وفي ولاية عبري بمحافظة الظاهرة (350 كم ) من محافظة مسقط ، تصمد العديد من الشواهد كموروث تاريخي يحكي عراقة الأرض العمانية ، قلاع وحصون وأبراج ومآثر وغيرها ، عبق من نفحات الماضي الذي حافظ على صموده بالرغم من عوامل المتغيرات البيئية وغيرها . ومن بين الشواهد التاريخية بولاية عبري بلدة (الغبّي) الواقعة على بعد 7 كيلو مترات من مركز مدينة عبري ، تتنوع فيها مشاهد التاريخ وحضاراته ومدنه القديمة التي شيدت بأيدٍ عمانية وبقيت شاهداً عياناً لتاريخ قديم.والغبّي كانت تتمتع بمكانة قديمة وتحدثت عن حضارتها العديد من الكتب والمخطوطات ، ولا يقتصر ذكر تاريخ الغبي التليد على أبراجها ومبانيها، بل يتعدى ذلك ليضاف إلى تاريخها القديم دورها السابق كمركز تجاري قديم منذ مئات السنين، كانت الغبي في فترة من الزمن مدينة عامرة بالناس ، وشواهد على ذلك ظلت باقية بالرغم من عوامل التعرية التي أثرت على جوانب كثيرة منها ، لكن ما بقي من معالمها كفيل بأن يحكي لجيل الحاضر وأجيال المستقبل مكانة الغبي التاريخية . فحصن الغبي ببرجه الصامد ، وبيت الدك التاريخي ، بقايا أبنية منها الطيني ومنها المبني بالجص لأسوار ومساجد وبيوت تليدة البناء في حاراتها الأربع كافٍ للتأكيد على مكانة الغبي التاريخية .(الغبي) بالإضافة إلى مكنونات تاريخها تحتضن قبر العلامة المحتسب بن شبيب بن عطية العماني الخراساني أحد العلماء العمانيين البارزين في عهد إمامة الجلندي بن مسعود بن جيفر الجلندي . شواهد وتاريخ يحكيان حضارة مدينة قديمة كانت في يوم ما ذات شهرة واسعة . والزائر للغبي التاريخية يشم عبق ورحيق الماضي بين الحارات والأسوار والأبنية القديمة وهو يلحظ عن قرب ويشاهد برجها الصامد . لذا تظل الحاجة ماسة للتنقيب عن مآثر مكنوناتها وترميم بعض ما تبقى من مآثر البلدة القديمة .