الجزائر ـ العمانية:يهدف معرض "العملة النوميدية.. عملة جزائرية" الذي ينظّمه المتحف العمومي الوطني الجزائري "أحمد زبانة" بوهران، إلى تعريف الجمهور بالمجموعات النقدية التي يحتفظ بها المتحف، والتي يعود تاريخها إلى العهد النوميدي، حيث تُعدُّ هذه النقود من أقدم العملات التي عرفتها الجزائر.ويضمُّ المعرض خرائط توضيحية حول مملكة نوميديا ومواقع انتشارها، ومعلومات حول ملوكها بدايةً من سنة 150 قبل الميلاد.وبحسب صالح أمقران، مدير المتحف، فإنّ تاريخ العملة الجزائرية يعود إلى أكثر من 2200 سنة، حيث كان أول من ضربَ العملة هو الملك ماسينيسا، ثم سيفاكس ويوبا الثاني وغيره.وتُعبّر هذه القطع النقدية، وعددها 15 قطعة، عن الموروث الثقافي لمملكة نوميديا، حيث بإمكان الجمهور التعرُّف على الأبعاد الثقافية في تلك الفترة من خلال الرسوم التوضيحية المجاورة للقطع النقدية والتي تبرز المعلومات التاريخية والسياسية والاقتصادية التي تحملها تلك النقود.ويُلاحَظ على وجه القطع النقدية صور الملوك الذين تعاقبوا على مملكة نوميديا، مثل ماسينيسا وسيفاكس ويوبا الثاني وبطليموس. وعلى الوجه الثاني يمكن ملاحظة صور حيوانات، خاصة الحصان الذي جاء في حركات مختلفة، لأنّه يحمل عند النوميديين دلالة واقعية، حيث كان الحصان يمثّل لديهم أفضل الحيوانات، وكان النوميديون فرسانا مشهورين.ويتضمّن المعرض قطعة نقدية برونزية تحمل على أحد وجهيها اسم مدينة سيرتا "قسنطينة قديما"، وكانت تمثّل عاصمة نوميديا الكبرى، وعلى ظهرها كتابة بونية، حيث تُعتبر هذه العملة الوحيدةَ ضمن المجموعة النقدية النوميدية التي يحتفظ بها المتحف.ويُشير المهتمّون بدراسة هذه الحقبة التاريخية إلى أنّ العملات النوميدية كانت تُصَكّ باسم المدن أيضاً في عهدَي ماسينيسا وسيفاكس، وأنّ الكتابة على القطع النقدية كانت بونية وفي شكل عبارات كاملة ومختصرة، في حين كانت العملات البريطانية مكتوبة باللاتينية وتحمل العبارة الكاملة على النمط الروماني، مثل عملة يوبا الثاني وابنه بوطليموس.ويوضحون أن القطع النقدية النوميدية كانت تصكُّ من الرصاص والبرونز والنحاس والفضة، ولم يقتصر تداولها على داخل المملكة فقط، وإنّما تمّ تداولها في المبادلات التجارية، حيث تعدّى استخدامها الحدود النوميدية، الأمر الذي يدلُّ على ازدهار العملات وقوتها في هذه المملكة البائدة.