الولاية تشهد نهضة سياحية وبها العديد من الفنادق والشقق الفندقية والإستراحات والحدائق والمتنزهات والشواطئ

مواقع سياحية خلابة في طيوي ورأس الحد وقلهات وتواجد عدد من القرى الأثرية

سفينة فتح الخير آخر السفن التي كان يضمها الأسطول البحري الضخم وصناعة السفن تمثل مورثا أصيلا

صور ـ عبدالله بن محمد باعلوي:
ولاية صور إحدى ولايات محافظة جنوب الشرقية وهي أول مدينة تشرق عليها الشمس في الوطن العربي، وهذه الميزة التي وفرتها الطبيعة الكونية أهلتها بأن تتبوأ مكانة عريقة في تاريخ الملاحة البحرية ليس على مستوى السلطنة فحسب بل حتى على مستوى الموانئ العالمية التي جعلت من صور ميناء بحريا مهما تتجه منه إلى موانئ العالم.
وتستعد الولاية هذه الأيام استقبال الأفواج السياحية من داخل السلطنة وخارجها حيث يصل الزائر إلى ولاية صور عبر طرق عدها أهمها طريق قريات- صور والذي يربط الولاية بمحافظة مسقط بطول حوالي 190 كم، بالإضافة إلى طريق بدبد- صور والذي يمر على محافظات الداخلية وشمال الشرقية وجنوب الشرقية على التوالي وبطول حوالي 350 كم. وقد اتخذت ولاية صور سفينة الغنجة شعارا لها.
أقدم موانئ العالم
مدينة صور واحدة من أقدم الموانئ والمدن البحرية في العالم، ولعبت دورا حيويا في المبادلات التجارية بين عمان وشرق أفريقيا والهند والبصرة، عبر مينائها الذي كان محطة استيراد وتصدير لمختلف البضائع، وكانت مركزا مهما لصناعة القوارب والسفن العابرة للمحيطات،
خدمات سياحية
كما واكبت الولاية نهضة سياحية تمثلت في إنشاء الفنادق والاستراحات والمطاعم الفاخرة، إضافة إلى الحدائق الطبيعية، وحدائق البلدية، والمنتزهات والشواطئ الجميلة الممتدة من نيابة طيوي حتى حدود جعلان بني بوعلي مرورا بشواطئ رأس الحد ورأس الجنز، إضافة إلى تميزها بوجود كورنيش صور الذي أضيفت إليه لمسات جمالية جذابة.
نيابة طيوي
تقع نيابة طيوي في الشمال الغربي لمدينة صور، وتبعد هذه النيابة عن مركز الولاية حوالي 45 كيلو مترا، وتكتسب شهرة واسعة في المجال السياحي بفضل موقعها الجغرافي المتميز، حيث إن تضاريسها تجمع بين الجبال الشاهقة، وزرقة مياه بحر عمان، وتتميز النيابة بمواقع خلابة، وأودية خصبة، وشواطئ جميلة جعلها مزارا سياحيا فريدا من نوعه، من أبرزها وادي الشاب ووادي طيوي ومدافن الجيلة والعديد من المواقع السياحية والأثرية.
نيابة رأس الحد
ورأس الحد هي إحدى نيابات ولاية صور، وتعتبر من المواقع السياحية الجميلة، التي تحتضنها شواطئ المحافظة، حيث تبعد عن مركز الولاية بحوالي 46 كيلو مترا وتعد أول بقعة في الوطن العربي تشرق عليها الشمس، وتشتهر النيابة بشاطئها الجميل، الذي يتميز بوجود الخلجان والتكوينات الصخرية والتي تشكل ملاذا لعدد من الطيور المختلفة كالنورس والخرشنة، ومختلف أنواع السلاحف.
ويعد شاطئ رأس الحد أحد أروع شواطئ السلطنة من حيث هدوء الموقع، والبعيد عن ضوضاء المدن، إضافة إلى نظافة رماله الناعمة، فهو يعد مقصدا للزوار ومحبي الاسترخاء، وتنتشر بالقرب من الساحل تكوينات صخرية نحتت منها أمواج البحر الهادئة أشكالا في منتهى الروعة والجمال، كما تشكل محمية السلاحف الشهيرة التي تحتضنها نيابة رأس الحد عامل جذب سياحي للمنطقة، حيث تستهوي عددا كبيرا من الدارسين والمهتمين بشئون البيئة، وتحتضن المحمية أماكن تعشيش السلاحف، ومنها السلاحف الخضراء النادرة، وتعشش في أكثر من موقع على امتداد الشواطئ، والتي تتخذ منها وعلى وجه الخصوص منطقة رأس الجنز ملاذا هادئا للتكاثر في هذه المنطقة.
مدينة قلهات التاريخية
شهدت هذه المدينة في الماضي حضارة عمانية عريقة، وتتميز بموقعها الجغرافي الذي يطل على بحر العرب وأثارها العظيمة لتحكي للسائح ثوابت عن قوة إرادة العماني، وتبعد عن مركز الولاية صور حوالي 20 كيلو مترا غربا ويمكن الوصول إليها عبر طريق قريات ـ صور، ومن الآثار التاريخية فيها ضريح السيدة مريم والمسمى (بيبي مريم) وهي عبارة عن مبنى جميل تعلوه قبة تهاوت بعض أجزائها العلوية، وتتشابه جهاته الأربع في التصميم والزخرفة من خارج وداخل المبنى، ولازالت العديد من البعثات الإستكشافية والباحثة عن الآثار ، تعمل على دراسة وترميم مدينة قلهات التاريخية ، وفق برنامج زمني تشرف عليه وزارة التراث والثقافة
سياحة وآثار
وتتميز ولاية صور بمعالم سياحية متنوعة، تتمثل في الكهوف والأخوار كخور والبطح وخور جراما وخور الحجر إضافة إلى العيون المائية في المناطق الجبلية والكثير من الأفلاج التي تجري مياهها ومن أبرزها فلج الجيلة والذي تم ضمه ضمن منظومة التراث العالمي، كما يوجد بالولاية أودية متعددة، كوادي بني جابر ووادي المنقال ووادي الفليج ووادي شاب ووادي طيوي وهناك أيضا القلاع والحصون والأبراج، وبعض الأسوار والمساجد الطينية القديمة ذات التصميم الهندسي الرائع، وموروثات الأجداد الخالدة، والأودية، ووجود التكوينات الهندسية الفريدة في جبالها والشواطئ الجميلة.
قرى أثرية وقلاع وحصون
ويوجد بولاية صور عدد من القلاع والحصون منها قلعة العيجة وتقع في منطقة العيجة وقلعة الرفصة كما يوجد بالولاية عدد من الحصون كحصن بلاد صور الذي يقع وسط سهل وادي بلاد صور وهو اكبر حصون الولاية وحصن السنيسلة الذي يقع على نتوء أرضي مرتفع يطل من خلال موقعه على قرية السنيسلة وحصن رأس الحد بنيابة رأس الحد وبرج رأس الميل ( منارة العيجة ) ويقع بمنطقة العيجة وعلى مدخل خور البطح وغيرها من الأبراج المنتشرة بمختلف مناطق الولاية إضافة إلى تواجد عدد من القرى الأثرية كقرية الجيلة وقرية ميبام وقرى وادي المنقال وقرى وادي بني جابر ومواقع اثرية كبيبي مريم وراس الجنز ومقابر كبيكب وخور جراما وراس الحد وبوابة العيجة وبوابة المشارفة
سفينة ومركز فتح الخير
تزخر مدينة صور العمانية بتراثها البحري الذي يبرز الدور الريادي الكبير الذي لعبه العمانيون في مجال الملاحة البحرية خلال حقبة طويلة من الزمن وتقف سفينة فتح الخير وهي آخر السفن التي كان يضمها الأسطول البحري الضخم، الذي كانت تمتلكه ولاية صور، والذي كان له الفضل الكبير في التعريف بعمان في شتى الموانئ التي رسا فيها ذلك الأسطول، على مدخل خور البطح في منظر تاريخي مهيب يلمسه كل من يزور الولاية، حيث تكللت جهود المخلصين من أبناء صور في شرائها وإعادتها إلى موطنها الأصلي الذي انطلقت منه، وتمتاز فتح الخير بمتانة صنعها وجودة أخشابها وجمال شكلها، مما جعلها تحفة تاريخية تمثل ذلك الماضي المجيد لأهالي صور قباطنة وصناعا وبحارة، وقد شيد هذا المتنزه على حافة خور صور بمنطقة الرشة ويجاور السفينة مركز فتح الخير والذي جاء بدعم وتمويل من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وجاري حاليا إعادة تأهيل العرض المتحفي في المركز وفق أعلى المستويات الفنية والتقنية التي تعكس العمل المتحفي المعاصر ويتكون من خمس قاعات القاعة الأولى مقدمة عن ولاية صور والقاعة الثانية حول الإرث البحري والقاعة الثالثة في سفينة الغنجة والقاعة الرابعة تعزز الثقافة المستمرة والقاعة الخامسة حول مغامرات السندباد
مصنع السفن
ويقع مصنع السفن بولاية صور محاذيا على ساحل خور البطح ويتكون من العديد من الورش التي يمتلكها أهالي الولاية، وهم أصحاب خبرة واسعة في بناء السفن، وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها، بعضٌ منها لم يعد مستخدماً الآن، والبعض الآخر لا يزال مستخدماً، وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة، ومن أشهر السفن العمانية البغلة والغنجة والبوم والسنبوق والجلبوت وابوبوز والبتيل والهوري والبدن والشاشة والماشوة.
ويحرص أبناء الولاية على نقل هذه الحرف إلى الأجيال في ظل الدعم الحكومي لهم وذلك من خلال التشجيع على صناعة السفن والخشبيات وبناء مجسمات صغيرة للسفن العمانية، يتم الاستفادة منها في أعمال الديكور والمشاركة في المعارض داخل وخارج السلطنة. كما أن النشاط السياحي البحري المتنامي قد زاد من حجم الطلب على بعض الأنواع من السفن، بالإضافة إلى الإقبال على ترميم السفن القديمة والاستخدام الكبير للسفن الكبيرة في صيد الأسماك.
مركز ومحمية للسلاحف
ويعد المركز العلمي برأس الجنز الذي نفذته وزارة السياحة بدعم من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وجهة سياحية مهمة تستقطب العديد من الزوار على مستوى السلطنة وخارجها وبمختلف الجنسيات، حيث يقدم المركز العديد من الخدمات السياحية لمحمية السلاحف بالمنطقة ويسهم بتعريف زواره بالثراء التاريخي والأثري والسياحي لرأس الجنز.
فنون وصناعات
وتزخر مدينة صور ونيابتها وقراها بكم هائل من الفنون الشعبية العريقة والمتنوعة، مثل فنون الرزحة والعازي والميدان والشرح والمكوارة والطنبورة والشوباني والحمبورة والمديمة وامبم والطارق والمزيفينة والمغايض وابو الزلف وهمبل وتغرود الخيل والهجن والفنون البحرية والفنون النسائية التقليدية كما تتميز بالصناعات الخشبية المختلفة وصناعة النسيج والحلوى والخناجر ومصاغ المرأة الصورية من ذهب وفضة والصناعات الجلدية والسعفية بالإضافة إلى الزراعة.