رصد وتصوير- سالم بن عبدالله السالمي:
أثرت المساجد والجوامع بمدينة نـزوى بالعديد من الشخصيات من الأئمة والعلماء والفقهاء على مر التاريخ كونها تحمل ما سطره هؤلاء الأفذاذ من العلم والأدب والثقافة والتاريخ كذلك تمثل التواصل الديني بكل قوامه من خلال المساجد التاريخية والأثرية بهذه الولاية والتي تغرس هذا المفهوم الحضاري العريق وتبقى ذكريات راسخة ينهل منهل منها الأبناء ثم الاجيال عبر الازمان المتعاقبة حيث لا يخلى أي جامع أو مسجد في هذه الولاية وإلا وقد حمل من تلك الشخصيات اسما معرفا وله من المكان العلمية عراقة وغزارة للمعرفة .
واليوم نأخذك عزيزي القارئ إلى منطقة العلاية وتحديدا منطقة الشعبية حيث مسجد نور الدين السالمي والذي بُني في هذا العهد الزاهر لنهضة عمان المباركة، حيث أخذ أهالي هذه المنطقة على عاتقهم بأن يحمل هذا المسجد المتواضع من الخارج ولكن في داخله يعبر عن قيمة ومعنى المساجد المؤرخة بمكانة هؤلاء العلماء وتكريمهم وهو الإمام نور الدين عبدالله بن حميد بن سلـّوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي الذي ولد في الحوقين من أعمال ولاية الرستاق سنة 1289هـ تقديرا وتخليدا لمكانة هذا العالم الجليل والذي كانت وفاته بعد العتمة من ليلة الخامس من شهر ربيع الأول سنة 1332هـ وقد صلى عليه تلميذه أبو زيد عبدالله بن محمد بن رزيق الريامي ودفن تحت تحت سفح الجبل الأخضر ببلدة تنوف بولاية نـزوى، لذا فقد تشرف هذا المسجد بأن يحمل اسم هذا العلامة الذي أثرى عُمان والأمة الإسلامية بغزارة علمه من الكتب والمصنفات التاريخية والقيمة ومازال هذا المسجد عامرا بالمصلين وتقام فيه العديد من الفعاليات الدينية والثقافية والدروس والمحاضرات بجانب العبادات التي فرضها سبحانه وتعالى على عبده المسلم.