مدير دائرة الترميم والصيانة بوزارة التراث: هناك تعاون بين الجهات المعنية للحفاظ على أصالة المعالم وشراكة مع خبراء دوليين في مجال الترميم والصيانةكتب ـ عيسى بن سلاّم اليعقوبي:تبذل السلطنة جهوداً حثيثة في المحافظة على التراث العريق لأجدادنا الذين سعوا على مدى الأزمة إلى حماية الأرض من أي اعتداء أو خطر خارجي من خلال القلاع والحصون .. وغيرها من وسائل الدفاع.وللعمل على المحافظة على هذا الإرث العظيم تقوم وزارة التراث والثقافة بترميم وصيانة العديد من القلاع والحصون والمساكن الأثرية بشكل دوري ومستمر.وللحديث أكثر عن أهمية الحفاظ على ما عمره السابقون التقت (الوطن) بسليمان بن حمد الصبحي مدير دائرة الترميم والصيانة بوزارة التراث والثقافة ليطلعنا على آخر أعمال ترميم وصيانة الموروثات الحضارية والثقافية العمانية، وأبرز الأدوار التي تقوم بها الجهات المعنية للحفاظ على هذا الجزء الكبير من الهوية العمانية.في البداية يذكر سليمان الصبحي مدير دائرة الترميم والصيانة المواقع التي تقوم وزارة التراث والثقافة بترميمها وصيانتها حالياً وهي: صيانة وتطوير حصن الحلة بولاية البريمي، وترميم حصن سدح بمحافظة ظفار وترميم حصن أدم والأبراج الأربعة، ومشروع ترميم حارة البوسعيد بولاية أدم وصيانة حصن الخابورة، وترميم مسجد العوينة بولاية وادي بني خالد، وإقامة مسرح للفعاليات الثقافية بداخل ساحة قلعة الرستاق، وصيانة قلعة مطرح بالتعاون مع وزارة السياحة، وصيانة حصن المنومة بولاية السيب بالتعاون مع المنشآت السلطانية، ومشروع ترميم مسجد أبو صبارة بولاية الكامل والوافي، وأخيراً صيانة قلعة صحار بالتعاون مع المنشآت السلطانية.ويضيف الصبحي حول أهم المواقع الأثرية التي تم الإنتهاء من ترميمها: مشروع ترميم سوق بهلا، ومشروع ترميم حارة البلاد بمنح، وصيانة وتطوير حصن الخندق بولاية البريمي، وترميم سور وبرج آل خميس، وصيانة السور الخارجي بقلعة الرستاق.ويوضح الصبحي أهم المعايير المعتمدة لدى الوزارة لترميم المواقع الأثرية وهي عمر المبنى من خلال الأحداث المعاصرة التي مرت بداخله، والمواد المبني منها سواء كانت طين أو صاروج أو حجارة، ومعيار أهمية الموقع للمبنى عن طريق مطالبات الأهالي بالترميم والصيانة، وأيضاً الأهمية من الترميم لهذا الموقع والمرد الإقتصادي للمعلم وخطورة المبنى على مرتادي الطريق.وحول أبرز أهداف ترميم وصيانة المواقع الأثرية يقول مدير دائرة الترميم والصيانة: إن الهدف الأسمى هو المحافظة على المعالم الأثرية من الإندثار والقلاع والحصون والأبراج والبيوت الأثرية والمساجد الأثرية والمحافظة على احراماتها ومنع التعدي عليها لتظل شاهد للأجيال القادمة، كما أن هناك خطة طموحة للمحافظة على الحارات القديمة كالتوثيق والمسح والترميم التصوير الفوتوغرافي.ويشير إلى أن هناك تعاوناً قائماً بين وزارة التراث والثقافة ووزارة السياحة في مجال صيانة المعالم الأثرية وتطويرها من خلال اللجان الفنية المشتركة والمتابعة المشتركة، ووضع ضوابط معينة مشتركة لعدم المساس بأصالة هذه المعالم.ويؤكد على أن هناك خبراء من اليونسكو وفرق أجنبية وبروتوكولات مع دول صديقة وشقيقة في مجال الترميم والصيانة كالمغرب وتونس ومنظمة اليونسكو.وحول أبرز التحديات التي تواجه الوزارة في مجال الترميم يقول الصبحي أن التحديات في عملية الترميم كثيرة وأبرزها: الحصول على المواد الأصلية للترميم والصيانة،والتعرف على طبيعة المعالم الأصلية إذا كانت نسبة الإندثار به تتجاوز 80 %، وقلة الكوادر الفنية المؤهلة لأعمال الترميم والصيانة، وكذلك كثرة المعالم المطلوب ترميمها في جميع المحافظات والولايات، والظروف الجوية الغير مناسبة لأعمال الترميم بالأخص في فصل الصيف، وتأثر مواد الترميم بالظروف المناخية الغير مناسبة كالرطوبة والملوحة والكوارث الطبيعية، وقلة الموارد المالية في ظل الأزمة المالية الحالية، أخيرا عزوف الشباب المؤهل عن العمل في هذا المجال.ويؤكد الصبحي على أنه يتم التغلب على هذه التحديات من خلال التشجيع والجلوس مع المجتمع المحلي وإقناعهم بضرورة الإهتمام والمحافظة على تلك المعالم الأثرية وعن طريق إقامة المحاضرات والندوات وأيضاً عبر برامج التواصل الإجتماعي.