[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/06/younes.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]يونس المعشري[/author]
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود)، ونحن في هذا الوطن العزيز دائما نحرص على الاهتمام بنظافة المكان وأصبحت ثقافة وتتطور من يوم لآخر وتترسخ في عقلية الصغير قبل الكبير بأن نهتم بنظافة المكان وهي رسالة علينا جميعا أن نحملها للآخرين ليس فقط داخل السلطنة وإنما أين ما رحلنا وارتحلنا فهي رسالة عظيمة إذا عرفنا كيف نترجمها إلى الواقع في كل بقعة نتواجد فيها تترك الأثر الطيب على نفوس أولئك الذين تتواجد بينهم، وإزالة الأذى من الطريق ليس المقصود بها بأن تزيل حجرا أو شيئا كبيرا من الطريق بل الأذى حتى في رمي المخلفات في الطرقات أو الساحات العامة، ومن لا يرضى أن يشاهد ذلك في بيته من المؤكد أنه لا يرضى بها خارج بيته، وقد بين الرسول الكريم في الكثير من المواقع إلى أهمية النظافة والمحافظة على شكل الانسان
تبدأ من نظافة الروح والجسد والهندام وتنتهي إلى نظافة البيت والمكان الذي تتواجد فيه، وبما أننا نعيش هذه الأيام الطيبة السعيدة التي تتصافى فيها القلوب وتتزين فيها النفوس خلال أيام وليالي الشهر الفضيل والتي نتمنى أن تستمر دائما وأبدا، والملاحظ هو كثرة انتشار موائد رمضان التي تفطر كل عابر سبيل أو مقيم بعيدا عن أفراد أسرته أو وافد أو أي مسلم ويلتمس الناس من ذلك الأجر والثواب ولكن للأسف في بعض المواقع التي تقدم فيها تلك الموائد لا يتم الاهتمام بنظافة المكان وما إن ينتهي الفاطرون لتجد بعض المخلفات انتشرت هنا وهناك وهذا شيء لا يرضي أحدا بل الأجدر بنا جميعا أن نجعل المكان نظيفا أكثر عما كان عليه قبل أن نجلس ويرى البعض عند رمي زجاجة مياه صغيرة فارغة أو علبة لبن صغيرة فارغة بأن ذلك شيء بسيط بل العكس تعتبر شيئا كبيرا وقد تكون سببا في أذية الآخرين وترسم صورة غير حضارية عند البعض، ومن القصص الواقعية التي حصلت معي شخصيا أمام أحد محلات بيع الشاي قبل فترة طويلة وكان أحد الأفاضل في سيارته وانتهى من استكمال آخر حبة سجائر في العلبة التي كان يدخن منها فرماها خارجا وكنت أقف جنبه ولكني عرفت كيف اوجه له رسالة فنزلت وأخذت تلك العلبة الفارغة ورميتها في صندوق القمامة الذي كان موجودا أمام سيارته وبكل أدب واحترام نزل مباشرة من سيارته للاعتذار وكم من تلك النماذج وهي رسالة استطيع ان أسميها صامتة ولكنها لامست ذلك الشخص سريعا ، ولهذا علينا أن نحافظ على الأماكن العامة وطرقاتنا أكثر من محافظتنا على نظافة منازلنا فهي ثقافة لا بد أن تزرع في الناشئة لتكبر معهم، ودمتم بود ودامت أيامكم سعيدة وجميلة.

يونس المعشري
[email protected]
من أسرة تحرير الوطن