مسجد الشواذنة بحارة العقر .. صرح علمي بُني في العام السابع الهجري وتخرج منه الكثير من العلماء والفقهاء والأدباء والمفكرين
رصد - سالم بن عبدالله السالمي:
مسجد الشواذنة يقع في قلب حارة العقر بولاية نزوى بمحافظة الداخلية وعمّر هذا المسجد عدد من العلماء الذين لازموا فيه العبادة وحلقات الذكر ونشروا من خلاله علوم العقيدة وأصول الفقه والحديث واللغة، نذكر منهم العلماء أبا عبد الله عثمان الأصم، وأبا علي الحسن بن سعيد، وأبا زكريا يحيى بن سعيد، وأبا علي بن أحمد بن محمد بن عثمان العقري النزوي الذي أقام مدرسة الجليلين وكان مسجد الشواذنة بمثابة صرح علمي تخرج منه الكثير من العلماء والأدباء والمفكرين وتتلمذ فيه الكثير من الفقهاء الذين كانوا مصدر إشعاع في الأرض العُمانية.

بني هذا المسجد في العام السابع من القرن الأول الهجري، وتم تجديده عدة مرات، آخرها في عام 936 هـ/ 1529 م وهو ما تثبته نقوش المحراب التي توضح الأساليب الفنية في المحاريب العُمانية ومحراب المسجد يعود إلى سنة 936 هـ/ 1529 م، ويبلغ ارتفاعه أربعة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار، وإطاره الخارجي، كما في سائر المحاريب مستطيل الشكل زهري ويحوي خمسة عشر ختماً محفوراً تتخلله أختام أصغر حجماً تختلط فيه الأشكال الهندسية بالنباتية، وإطاره الداخلي يستند إلى عمودين ملصقين كما هو حال قبة تجويف المحراب المفصصة ذات الزخرف الدقيق فوق تجويف المحراب يرتسم قوس بزخارفه المختلفة. وأجوافه الخمسة المرصعة بالخزف الصيني واحد منها داخلي، أما الأجواف الأربعة الأخرى، فعلى الزوايا الأربعة لإطار القوس. وعلى هذا القوس كتابة متشابكة بخط النسخ، وقد أولت وزارة التراث والثقافة اهتماما كبيرا بهذا المسجد حيث قامت بترميمه وهو ما أعطاه بعدا جماليا دون المساس بقيمته التاريخية والأثرية والدينية.