[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/07/ssaf.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"] ناصر اليحمدي [/author] الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ أن وطأت أقدامه البيت الأبيض أخذ يطلق التصريحات العدائية ويتخذ القرارات المثيرة للجدل التي ألبت عليه الكثير من الدول ووصفته بالمتهور مثل منع رعايا 7 دول إسلامية من الدخول للأراضي الأميركية وانسحاب بلاده من منظمة التجارة العالمية وإلغاء اتفاق باريس لمكافحة التغيير المناخي وغيرها من التصريحات التي لم تتم دراستها كما ينبغي والتي تدل على أنه لم يستوعب بعد مسئوليات الكرسي الذي يجلس عليه والمنصب الجديد الذي فاز به .. حيث إن قيادة الدولة تختلف عن قيادة إمبراطورية الشركات التي يمتلكها فهو بلاشك رجل أعمال ناجح ولكنه يحتاج إلى اكتساب الخبرة الكافية ليكون محنكا في السياسة وألاعيبها.ومؤخرا قام ترامب بجولته الخارجية الأولى وشملت الشقيقة المملكة العربية السعودية ثم إسرائيل فالفاتيكان ثم لقائه بأعضاء حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وهذا يجعلنا نتساءل ما الهدف الذي يسعى إليه ترامب من وراء هذه الزيارات ؟.لاشك أن الهدف الأساسي من زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة العربية هو تحسين صورته التي رسمها له العالم الإسلامي بعد تصريحاته العدائية ضد الإسلام والمسلمين والعرب سواء أثناء حملته الانتخابية أو في الأسابيع الأولى لتوليه مقاليد الحكم في بلاده .. فكأنما أراد أن يوصل رسالة للعالم العربي أن تصريحاته القديمة كانت مجرد شعارات حماسية وقتية ليس لها أساس من التطبيق على أرض الواقع كما أنه هدف إلى استعادة الثقة مرة أخرى بين بلاده والدول العربية والإسلامية ورأب الصدع بعد توتر العلاقة بينهما خلال فترة حكم سلفه باراك أوباما الذي قطع الكثير من الوعود على نفسه التي لم يستطع الوفاء بها وفشل في تحقيقها.. كما أنه من الملاحظ أن ترامب يهدم كل ما قام به سلفه أوباما فمثلا على المستوى الداخلي ألغى نظام أوباما كير الخاص بالرعاية الصحية الذي أقره بعد عناء شديد الرئيس السابق .. أما على الصعيد الخارجي فكأنما بزيارته للسعودية وتهديده بتحجيم الدور الإيراني في المنطقة أراد أن يفعل عكس ما قام به أوباما حينما وقع مع طهران معاهدة برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات .. ناهيك عن استعادة ريادتها في المنطقة بعد أن وضعت روسيا قدمها في سوريا.أما بالنسبة لزيارته لإسرائيل فإن ترامب لم يأت بجديد رغم الإعراب عن تطلعه للوصول لتسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تنهي الصراع المستمر منذ عقود قائمة على المبادرة العربية التي أطلقت عام 2002 ولم يتم إقرارها على أرض الواقع حتى الآن .. لكن هذا ديدن جميع رؤساء أميركا السابقين حيث يتحمس كل منهم لحل هذه المشكلة المزمنة ولكنه في النهاية يصطدم بالصلف الإسرائيلي والضغوط الاقتصادية واللوجستية وغيرها من المصالح المشتركة ليقف محلك سر والخوف كل الخوف أن يمارس ترامب ضغوطه على الجانب الفلسطيني لتقديم المزيد من التنازلات التي لا يجد لها مقابل في النهاية .. فإذا أراد الرئيس الأميركي أن يحرز تقدما في هذا الملف عليه أن يبحث عن حل سلمي عادل يلبي للفلسطينيين طموحهم ويعيد لهم حقوقهم المنهوبة ويقر بإنشاء دولتهم المنشودة ذات السيادة وعلى حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .. وحسنا فعل عندما تجاهل وعده الذي قطعه على نفسه لبني صهيون بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس .. فهذا القرار لو تم تنفيذه سيقلب عليه الطاولة ويصبح عدو العالم العربي والإسلامي الأول في الوقت الذي يسعى فيه لكسب وده.الغريب أن جميع رؤساء أميركا يمدون إسرائيل بأفتك أنواع الأسلحة التي تستخدمها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ثم يقولون إنهم راعون للسلام في الشرق الأوسط ولا نعرف أي سلام هذا الذي يقوم على القتل والنهب والاحتلال ؟.عموما جميعنا يعلم جيدا الانحياز الأميركي الأعمى لإسرائيل أيا كان الرئيس وأن عملية السلام هي آخر ما يفكرون فيها لأنهم لا ينظرون إليها إلا من المنظور الإسرائيلي والذي تفرضه على الجميع وليس على أساس الشرعية الدولية وهذا أفقد أميركا مصداقيتها ونزاهتها في أن تكون الراعي الرسمي لعملية السلام في الشرق الأوسط.نتمنى ألا يضعف الفلسطينيون أمام الضغوط الأميركية والصهيونية ويسيروا في طريقهم لنيل اعتراف دولي شامل لقيام دولتهم المنشودة ضمن حدود 1967 والسعي لنيل حقوقهم غير منقوصة وقبل كل ذلك الاتحاد والتآلف فيسرعوا في الاتفاق على حكومة تتولى إدارة شؤونهم جميعا لأن في الاتحاد قوة.لقد أظهر ترامب خلال جولته الخارجية الأخيرة أنه بدأ يشعر بأنه رئيس دولة وعليه الكثير من المسؤوليات لذلك نتمنى أن يدرك مدى تأثير الأمة العربية والإسلامية على الساحة الدولية حتى يمنحها قدر حقها.* * *تقرير صادم يبعث على الإحباطتقرير مخز وصادم ويبعث على الإحباط الذي أصدرته المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة "الإيسيسكو" ضمن رؤيتها لمحو الأمية عام 2016 حيث ذكر التقرير أنه يوجد في العالم 757 مليون أمي لا يعرفون القراءة والكتابة 40% منهم في دول المنظمة أي في الدول الإسلامية وتوقع التقرير أن تظل معدلات الأمية على حالها في ظل التقدم البطئ الذي تحرزه هذه الدول لخفض مستوياتها حيث إن نسب محو أمية الكبار في الدول الإسلامية بلغت 72% في الوقت الذي حقق المعدل العالمي 82% ومعدل الدول النامية خارج المنظمة 84.5% أي أن الدول الإسلامية متأخرة جدا في محاربة الأمية.. وهذا التقرير يتوافق مع التقرير العالمي لليونسكو لرصد التعليم 2016 والذي ذكر أن دول التعاون الإسلامي تضم النسبة الكبرى من الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمؤسسات التعليمية.. وقد أرجع تقرير الإيسيسكو ارتفاع مستويات الأمية في الدول الإسلامية إلى ضعف التمويل حيث إن برامج محو الأمية لا تحتل أكثر من واحد في المائة من الموازنة الوطنية إلى جانب وجود الصراعات والحروب التي تعوق عملية التعليم.. وكل ذلك يجعل حلم تحقيق الهدف الإنمائي للألفية المرتبط بإتمام مرحلة التعليم الابتدائي الشامل بحلول 2030 صعبا للغاية.لاشك أن الأمية ظاهرة تؤرق بال الحكومات والشعوب خاصة أن ظاهرة التسرب من التعليم تعد الرافد الأساسي للأميين حيث إن الأمية لا تنتشر لدى كبار السن ومن تخطى سن التعليم فقط بل إن هناك ملايين الأطفال العرب ممن هم في سن التعليم غير ملتحقين به وهو ما يزيد من صعوبة القضاء على الأمية ويعتبر عقبة كؤودا في طريق التنمية على كافة مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.لاشك أن الملف التعليمي خاصة فيما يتعلق بمحو الأمية يعاني من قصور شديد من قبل الحكومات العربية والإسلامية .. فالخطط المرسومة لتطوير التعليم ومحو الأمية لم يتم تنفيذها بشكل فاعل والجهود المبذولة في هذا الاتجاه مازالت ضعيفة مقارنة بحجم المشكلة التي تعاني منها تلك الدول.. ورغم إنشاء جامعة الدول العربية للجهاز العربي لمحو الأمية إلا أنه لم ينجح في تحقيق أي تقدم بالنسبة للمهمة المنوط بها ولم يملك سوى تذكير العرب كل عام بالمعضلة التي يعانون منها.إن ديننا الحنيف يأمرنا بمحو الأمية حيث إن أول ما نزل من كتاب الله الحكيم كانت كلمة "اقرأ" ولذلك يطلق على أمة محمد بـ"أمة اقرأ" بل إن المفارقة أن ثاني سورة نزلت في القرآن كانت سورة القلم وهو ما يبين أهمية التعليم والقراءة والكتابة في حياة المسلمين وكيف أنه السبيل الوحيد لتطورهم ونهضتهم وتحقيق ريادتهم لأن الأمية تتسبب في الكثير من المشاكل بالنسبة للأمم حيث إن الأجيال غير القادرة على القراءة والكتابة لا تستطيع بناء أوطانها بالصورة الصحيحة فهي من أكبر المعوقات لتقدم الشعوب خاصة أننا نعيش في عصر العلم والمعرفة .. والأمية في عالمنا اليوم صارت الأمية الإلكترونية وبالتالي عار علينا أن نسمح للأمية الأبجدية أن تستشري بيننا.لذا يجب على الحكومات العربية والإسلامية إعادة النظر في الأساليب المتبعة لمحاربة الأمية والقضاء عليها بالاستعانة بمؤسسات المجتمع المدني وتجنيد وسائل الإعلام المختلفة للتوعية بضرورة القضاء على الأمية وتعليم الكبار بصورة شيقة ومبسطة حتى لا نكون في ذيل الأمم.* * *حروف جريئة• حسنا فعلت وزارة البيئة والشئون المناخية عندما وضعت خططا وبرامج وأنشطة لاستغلال المحميات الطبيعية في السياحة .. فمحمياتنا الطبيعية كنز كبير وجميل يجب استغلاله فيما يعود على الاقتصاد بالخير كما يعود على البيئة والطبيعة بكل الخير.• حتى نيوزيلندا دخلت السباق الفضائي حيث أطلقت صاروخا مصمما بتقنية الطباعة الثلاثية إلى الفضاء وتسعى لأن تكون مركزا فضائيا .. ونحن العرب مازلنا نكتفي بمشاهدة هذا السباق المحموم دون أن نفكر في خوض غماره والتنافس على الريادة والتقدم.• أخيرا أطلقت الأمم المتحدة تقريرا يدعو للتفاؤل حيث توقعت أن ينتعش الاقتصاد العالمي ويتنامى ويتسارع في عامي 2017 و 2018 .. نتمنى أن يعود ذلك على الشعوب بالتنمية والرفاهية والاستقرار.• حذرت السفارتان الأميركية والألمانية رعاياهما في مصر من هجوم إرهابي محتمل وذلك قبل يومين فقط من تعرض حافلة تقل أقباطا في جنوب مصر لهجوم مسلح أسفر عن مقتل 26 قبطيا وإصابة 25 آخرين .. أليس غريبا أن تتوقع السفارتان الحادث قبل وقوعه ولا تحذران الحكومة المصرية وتنسقان معها كيف يمكن التصدي له ؟.. هذا يجعلنا نشك فيمن يقف وراء الإرهابيين في العالم !.* * *مسك الختامقال تعالى : "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".