يحيى بن أحمد بني عرابة :
أتى رمضان شهر الخير والبركة والغفران، وقد لا أدرك الحقيقة المرة التي غفلت عنها وهي مرور الزمن ومضي عام كامل عن رمضان العام الماضي (1437هـــ) .. وبين رمضان الماضي ورمضان الحاضر أحداث وأمور تقلبت فيها النفس بين المكره والمنشط، وبين الطاعة والمعصية، وبين الغفلة واليقظة .. في رمضان الماضي كان بيننا أناس لم يدركوا رمضان هذا العام، وقد مدّ الله أجل بعضنا حتى ندرك رمضان هذا العام، فحقيقة مرة عندما نجيب على سؤال نسأله أنفسنا: ماذا عملنا .. وماذا قدمنا لأنفسنا من أعمال صالحة منذ رمضان الماضي وقد مدّ الله بفضله أعمارنا حتى نعيش رمضان هذا العام؟.
وكما ورد في الأثر:(ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر)، فرمضان هذا العام فرصة أخرى كتبها الله تعالى لنا لليقظة والهمة والسير في الطريق المستقيم لمن شاء أن يتقدم أو يتأخر، فرمضان بما فيه من خيرات ونفحات هو إيقاظ للهمة وإيقاد للعزيمة وتذكير للغافل وانتشال للنفس الغارقة من وحل الضلال ومستنقعات الأدناس إلى الحياة الطيبية الصالحة.
فرمضان بيئة زمان ومكان تروض فيه النفس على خصال الخير وتربى على التقوى والصلاح، فمن رمضان نجدد العزم نحو الله تعالى لحياة أفضل وأحلى أنقى وأطهر، ففيه التوبة والغفران وفيه تغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين وينادى يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، فقد أدركنا رمضان هذا العام ولا نعلم إن كنا قد نرك رمضان الذي يليه، فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على طاعته أن يرزقنا الهدى وحسن الخاتمة.