السلطنة تزخر بخمسة أنواع من أصل سبعة موجودة في العالمشواطئ جزيرة مصيرة من أفضل الوجهات للسلاحفمصيرة ـ العمانية: تعد السلاحف من أقدم الحيوانات البحرية في العالم وتزخر السلطنة بخمسة انواع من أصل سبعة موجودة في العالم أربعة منها تعشش على شواطئ السلطنة تتمثل في السلحفاة "الخضراء" والسلحفاة "الريمانية" والسلحفاة "الشرشاف" والسلحفاة "الزيتونية" أما بالنسبة للسلحفاة "النملة" إنها تجوب شواطئ السلطنة بحثاً عن مصدر غذائها فقط.وتعتبر السلاحف عاملاً مهماً في التوازن الاحيائي البحري فهي توفر المواد المغذية للشواطئ من خلال الاعشاش والبيض، وتعد صغار السلاحف المحاصرة على الشاطئ كنزاً حضارياً للبيئة العمانية ومصدراً لجذب السياح وعشاق البيئة البحرية.وبدأ الاهتمام على المستوى الوطني بالسلاحف وترقيمها في عام 1977 بجزيرة مصيرة بهدف معرفة انتشار وتوزيع السلاحف في البحر وتحديد خطوط هجرتها وتعشيشها بالإضافة الى التعرف على معدل النمو وعدد مرات التبييض في الموسم الواحد وهناك دوريات مستمرة لمراقبة اماكن تواجد السلاحف وصون شواطئ التعشيش إضافة إلى الحملات التوعوية والتثقيفية عن اهميتها في مختلف محافظات السلطنة.وفي عام 2013م تم تشكيل لجنة مشروع حماية السلاحف في السلطنة بهدف تعزيز حماية السلاحف البحرية من قبل الجهات المعنية بالسلطنة، اما على المستوى الدولي فقد انضمت السلطنة عام 2006م الى مذكرة التفاهم لحماية السلاحف البحرية وموائلها في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا وقبل ذلك بدأ تنفيذ الفكرة في عام 2004م لبناء أفضل الأدلة والمعلومات العلمية لحمايتها من الانقراض مع الاخذ في الاعتبار بالخصائص البيئية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للدول الموقعة.وتعد شواطئ جزيرة مصيرة من أفضل الوجهات للسلاحف، حيث تعشش في الجزيرة بداية من رأس حلف وانتهاء بآخر جزء فيها رأس ابو رصاص ويظهر ذلك من خلال خريطة اهم مواقع التعشيش المبينة في وزارة البيئة والشؤون المناخية.ومن السلاحف التي تعشش في جزيرة مصيرة سلحفاة "الريماني" ويبلغ عددها بما يزيد على 30 ألف سلحفاة وتختلف عن غيرها بكبر حجم الرأس بالمقارنة مع حجم رؤوس السلاحف الاخرى وتعيش في مناطق الشعاب المرجانية وتتغذى على الاصداف والمحار وسرطانات البحر وقنفذ البحر وتضع ما يقارب 125 بيضة في المرة الواحدة.والسلحفاة "الزيتونية" أصغر انواع السلاحف البحرية وهي اقل انواع السلاحف تعشيشا في السلطنة حيث إن عددها يقدر بـ 150 إلى 200 سلحفاة تعشش في جزيرة مصيرة وتتميز بقشرتها الظهرية التي تأخذ شكلاً شبه دائري محدباً من الامام ولونها الزيتوني الرمادي وتتغذى أيضا على الاصداف البحرية والسرطانات الصغيرة وتضع ما يقارب 190 بيضة في المرة الواحدة.وتعشش السلحفاة الشرشاف (منقار الصقر) بكثافه في محمية جزر الديمانيات الطبيعية حيث قدرت أعدادها في أرخبيل جزر الديمانيات الصغير بحوالي 500 سلحفاة كما تعشش بأعداد اقل في جزيرة مصيرة واهم ما يميزها هو رأسها الصغير ومنقارها الذي يشبه منقار الطيور الجارحة كما ان قشور ظهرها زاهية الالوان الامر الذي جعلها تستخدم لأغراض مختلفة منها صناعة الحلي من قبل حضارات عديدة، وتتغذى سلحفاة الشرشاف على الكائنات البحرية الإسفنجية وعلى المرجان اللين والصدفيات وايضا على النباتات البحرية والطحالب وتضع السلحفاة الشرشاف ما يقارب 132 بيضة في المرة الواحدة.والسلحفاة "الخضراء" التي تعشش بأعداد كبيرة في معظم الشواطئ العمانية وتقدر أعدادها بما يزيد على 20 ألف سلحفاة في السنة الواحدة وهذا العدد يعد الاكبر على مستوى منطقة غرب المحيط الهندي وتعد منطقة رأس الجينز بمحمية السلاحف في رأس الحد من بين أهم مواقع تعشيش السلاحف الخضراء على مستوى العالم، وتتغذى السلاحف الخضراء على الأعشاب البحرية حيث تعتمد عليها في غذائها، وتضع السلحفاة الخضراء ما يقارب 132 بيضة في المرة الواحدة.وأخيرا السلحفاة "النملة" التي لا تعشش في الشواطئ العمانية إلا انها تتواجد في بحارها من اجل التغذية وعادة ما يعثر عليها في عمان إما ميتة على الشاطئ أو عالقة بشباك صيد وتتميز سلحفاة النملة بكونها أضخم انواع السلاحف البحرية الموجودة كما ان قشرتها الظهرية تتميز عن بقية السلاحف الاخرى بكونها لينة وليست صلبة والخطوط التي على ظهرها طويلة وشبه مستقيمة و زعانفها الأمامية والخلفية تتميز بالطول وبالقوة لتتمكن من السباحة لمسافة بعيدة في المحيطات حيث ان اماكن تعشيشها في المناطق الاستوائية وتبعد في العادة عن موطن تغذيتها في المناطق المدارية وتضع السلحفاة النملة ما يقارب 130 بيضة في المرة الواحدة.ويواجه هذا الكائن البحري الذي عاش منذ ازمنة سحيقة وعاصر الديناصورات وغيرها من الكائنات الضخمة العديد من العوامل واستطاع التأقلم والتكيف مع هذه التحديات ولكنه اصبح في الوقت الحالي مهدداً بالانقراض بسبب عدد من العوامل البشرية او لتعرضه لعوامل الطبيعة ومن العوامل البشرية التي توثر على السلاحف البحرية الضوضاء والتلوث البحري والتطور العمراني الذي يؤدي الى تخريب مواطن السلاحف وكذلك الصيد الجائر والصيد غير المشروع وتدمير البيض للحصول على لحومها وللعلاج التقليدي والصيد العرضي، ووقوع السلاحف في شباك الصيد عن طريق الخطأ والتلوث بأشكاله العديدة ويمكن ان يكون من المواد الكيمائية او البلاستيكية التي تؤدي الى تسممها ونفوقها عند التهامها او التصاقها بها، ومن العوامل الطبيعية التي تقضي على السلاحف التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة والعواصف.